
من واجبى ومن واجب كل مصرى ان يبصر المواطنين بما يحدق بهم وما يحيط بهم من اعداء ، لذا فأود ان اوضح الموقف الغامض والملتبس والذى يعيشة الوطن الان ، فالسؤال الذى يدور فى مخيلة كل مصرى الان هو من مع الثورة ومن ضد ال...ثورة ، ولذلك فلابد ان اجيب على هذا التساؤل لانه سوف يكشف جوانب كثيرة خافية على الجميع ، اولا الثورة هى ثورة الملايين من شعب مصر الذى خرجوا الى الشوارع مضحين بالغالى والنفيس فالشعب المصرى هو الثورة وصانعها هذا على الصعيد الداخلى ، وخارجيا تأتى الولايات المتحدة الامريكية وهى اكثر المؤيدين للثورة سواء على لسان الرئيس الامريكى الذى طالب مبارك بالتنحى اكثر من مرة اووزيرة خارجيته التى قدمت الدعم المعنوى والمادى للثورة فى شكل ثلاث منح 60 ثم 90 ثم 273 مليون دولار خلال شهرين ، بل ان الجمهوريين نفسهم قرروا تقديم مساعدات غير مسبوقة لمصر ، ثم يأتى الاتحاد الاوربى وهو ثانى اكبر المؤيدين للثورة اضافة الى كل القوى الليبرالية فى العالم من شرقه الى غربة ويعد حوالى 6 مليارات دولار لمصر ، وعلينا ان نذكر المضادين للثورة واولهم هو مبارك واولاده ورموز نظامة السابق واثنين واربعون ضابط امن دولة وكتائب من المخابرات العامة من تحت يد موافى هذا على الصعيد الداخلى ، وخارجيا سوريا والجزائر والسودان ودول الخليج العربى ، وهم يعدوا العدة لتهريب اسلحة لمصر سواء عن طريق السودان وبعلمه او انزالا على الشواطىء المصرية بعشرات الاطنان فى شكل كونتينرات ، ولكن هم فى انتظار ان تقوم القوى الداخلية والتى ذكرناها من خلق جو عام من السخط وعدم السيطرة والفوضى والغوغائية ، واضفاء الصبغة الدينية على الثورة وتأجيج الشعور الداخلى بالسخط على الجيش وعدم الرضا لدى الشعب ولدى شباب الثورة بوجه خاص ، بحيث يتلقفوا تلك الاسلحة فورانزالها استكمالا لثورتهم ، وتلك هى خطتهم لافشال الديمقراطية المصرية الوليدة والتى تعتبرها الولايات المتحدة حجر الزاوية والنموذج الذى يجب ان تحتذى به كل الدول الساعية للحرية فى المنطقة ، وبذلك فيكون قد ارسل تأكيد للغرب والعالم على وجوب استمرار الانظمة الفاشية والشمولية فى المنطقة ، وتكون السعودية والبحرين وعمان وسوريا والجزائر فى منأى ومأمن من تسونامى الثورات الشاملة فى المنطقة والتى من المتوقع ان تستمر اربعه سنوات قادمة على الاقل ، نتيجة هذا التصرف لو نجح فسيتم تدمير الجيش المصرى تماما ، لان نصفه مثلا سوف يبلغ فرار لانه لن يقتل الجندى اخوه من اجل القيادة مثلما ما حدث مع الشرطة ، ويتبقى النصف يحارب فى نصف الشعب المدرب لحين ان ينهى كليهما الآخر ، فى ظل تلك التواترات اين هو المجلس العسكرى من كل هذا ، المجلس مدربك ، لم يحزم امره ولايستطيع ان يتخذ قرارا واحدا سليما ، فقد اعتبر ان التظاهرات السلمية بلطجة ، بل واعتبر البلطجية فى معركة الجمل الاولى ومعركة الاستاد متظاهرين سلميين ، دربكة ، لايعرف معنى التظاهر السلمي والتى تعرف حسب مواثيق جينيف على انها تعبير عن مطالب عادلة تبدأ من المسيرة وهتاف الصامتين والى المظاهرة والاعتصام ويمكن استخدام البيض والطماطم وحتى الزجاجات او البنزين ، لان البنزين المشتعل اسهل مايمكن ان يطفىء بالماء ، ولايترك اثر ، وهو ضمن وسائل الاحتجاج السلمى حسب ما تقتضي به مواثيق جنيف والتى اقر المجلس العسكرى باحترامه لها كبقية المواثيق الاخرى والتى من ضمنها اتفاقية تصدير الغاز لاسرائيل ، ومن ضمن الدربكة ترك مبارك واولاده يعسوا فسادا فى الارض ومع اثني واربعين ضابط امن دولة وكتائب من المخابرات العامة دون حتى ان تجمد مواردهم المالية والمتمثلة فى قرى اولاده السياحية وشريكهم حسين سالم (هارب) والتى اتفق مبارك مع اليهود على ان يعطيهم الغاز بأقل من مصاريف استخراجه مقابل ان يحصل على سياحة شاطئية فى قرى الشرم فى حدود 12 مليار دولار سنويا ، اى مليار دولار امريكى شهرى ، ومما اثار استياء اوربى وامريكى واسع لسعيه لحرمان الشعب المصرى من مدخولات تلك السياحة الشاطئية ، هدف مبارك وزبانيته هى احداث الفوضى المطلوبة ، بل واصباغ الثورة التى تقول حرية ، بانها ثورة دينية ، لا اعرف وهل توجد حرية فى الدين ، يعنى هل يمكن ان نستفتى على صلاة الظهر بحيث نجعلها ثلاث ركعات بدل من اربعه والا يمكن ان نصلى الجمعه يوم الثلاثاء الساعه 11 صباحا ، الدين مفيش فيه حرية ، قال الله وقال الرسول ولا اجتهاد مع نص ، ولايمكن ان نبدى ارئنا فيهما ، ولا حتى المسيحين ليهم حق ابداء الرأى فى دينهم ، الاديان مفيش فيها حرية ، وبالرغم من ذلك فهم يسعوا لاصباغ الثورة التى تقول حرية امام العالم كله بصبغة دينية حتى يلفظها المجتمع الدولى وتفقد مؤيديها فى العالم ، وللاسف الجيش يشارك فى هذا سواء بالاشتراك بين المنطقة العسكرية الشمالية و الاخوان فى الاحتفال بيوم اليتيم فى استاد اسكندرية ، بل وبالدليل القاطع ، حيث قمت وبعد صلاة الجمعه الاول من فبراير 2011 من تصوير استلام اربعه ملتحين فى تقاطع شارع محمد نجيب وشارع جمال عبد الناصر فى سيدى بشر بالاسكندرية من اتوبيس جيش ميتستوبيشى احمر منشورات بجوار مدرعه عسكرية ، وكانت تلك المنشورات تدعوا الى اسلامية اسلامية ، وهدم بيوت الكفر لغير المسلمين ، واعادة الجذية على غير المسلم وووو ، لا يمكن ان اتخيل ان يشارك الجيش فى هدم مؤسسته العريقة ، الجيش المصرى الذى بدأ كأول جيوش العالم المنظمة ومنذ الفراعنة الان يدمر هذا الجيش على ايدى قياداته ، اعداء الثورة يعدوا الاسلحة بالاطنان من خارج مصر لارسالها ، والجيش يعد الجو داخليا لتلك المواجه ، وطبعا 460 الف لن يصمدوا ، نصفهم سيبلغ فرار والباقى اما ضباط كبار فى السن او على شاكله كتائب القذافى ، يعنى سينتهى سينتهى ، الجيش يسعى لتعلية وتيرة الاحتقان الشعبى ، سواء باصدار احكام على المتظاهرين تصل الى 25 سنة وترك بلطجية ميدان التحرير فى معركة الجمل او معركة الاستاد الاخيرة ، او تعمد عدم محاسبة من قتل المتظاهرين العزل ، ضباط الشرطة الذين تعمدوا اطلاق النار على الصدر والرأس ، ضابط واحد قتل 46 متظاهر ولم يطلق النار على الارجل فارداهم قتلى ، بل وبالرغم من عدم وجود ضباط امن دولة ، فالمجلس العسكرى يرفض رفع حالة الطوارىء ، لماذا ؟ قانون الطوارىء يقضى بأن اى ثلاثة ضباط امن دولة يمكن ان يعتقلوا اى شخص لمدد غير محددة وبغير محاكمة ، اين هم ضباط امن الدولة ؟؟ لايوجد ، كيف سيتم انفاذ مواد قانون الطوارىء ؟ لايكن ، وبرغم كل هذا يرفض وقف العمل بقانون الطوارىء ، فقط هى محاولات لتأجيج المشاعر واشعار الجماهير بأن مطالبهم لن تلبى ، بل ان الدستور هو الاتفاق بين الشعب وبين القيادة ، طالما ثار الشعب على القائد ، سحبت منه الشرعية والغى له التفويض بتمثيل الشعب وبالتالى سقط الدستور ، الغى الاتفاق بين القيادة وبين الشعب ، لكن امعانا فى تهيج الجماهير ، فالمجلس العسكرى ، قام بتعديل الدستور ، كيف يعدل دستور الغى ، الشعب الغى تعاقده مع قيادة ، كيف تعدله ، وكأن المجلس العسكرى يريد ان يقول انه لايعترف بشرعية الثورة ، هو فقط لايعرف سوى ثورة يوليو ، علما بأن23 يوليو لم تكن ثورة ، انما انقلاب عسكرى ، الثورة هى ثورة شعب ، لكن الانقلاب من عسكرييين استغلوا سلاح الشعب الذى وضع تحت يدهم بحسن نية لحمايه الوطن من عدوان خارجى بغرض الاستيلاء والاستحواذ على السلطة والاستئثار بها . لاخر مرة سوف اكتب ولن اكتب مرة اخرى فى هذا الموضوع ، انتم على الطريق الخطأ والمجلس العسكرى يضع مصر كلها على حافة الهاوية ونحن ننزلق من ثقب اسود تجاه المجهول، اللهم بلغت اللهم فاشهد ، نفس الكلمة قلتها لمبارك فى شهر نوفمبر الماضى ، واليوم يندم وقت لم يعد ينفع الندم ، حزنا على جيشنا و حزنا وكمدا على نفسى ووطنى ، كونى مصرى ، الاعداء معروفين والاصدقاء معروفين ، ولابد ان يحزم المجلس العسكرى امره ، اما يستمر فى تأجيج المشاعر وينتهى الامر به الى تدمير ذلك الجيش اما يرضخ لمطالب الثورة ويقدم المصلحة العامة عن المصالح الخاصة وان تكون مصر اولا ، وان يتخذ قرارات هامة فى موضوع مبارك وزبانيته من امن الدولة والمخابرات العامة المصرية ، وتشديد الرقابة على حدود مصر من ناحية السودان وسواحل البحر الاحمر وسيناء والساحل الشمالى ، لاننا فى مرحلة دقيقة فى عمر الزمن ، والاعداء متربصون واعرف عدوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق