الاثنين، 31 أغسطس 2009

المسيحيون الأبطال فى حرب أكتوبر المجيده ( منقول )


المسيحيون الابطال في حرب اكتوبر المجيدة

اللواء باقى زكى يوسف البطل المصرى الذى اقتحم خط بارليف-----------------------------------------------------------------هذا الرجل الوطنى والشجاع هو أحد ضباط الجيش المصرى الذى استطاع تدمير وتحطيم اكبر ساتر ترابى ألا وهو خط بارليف " عبارة عن جبل من الرمال والاتربة " ويمتد بطول قناة السويس فى نحو 160 كيلومتر من بورسعيد شمالا" وحتى السويس جنوبا" ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابى كان من اكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء خصوصا" أن خط بارليف قد أنشىء بزاوية قدرها 80° درجة لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم.. ولكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف استطاع الضابط باقى زكى من تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفى المنيع.. فقد أخترع مدفع مائى يعمل بواسطة المياة المضغوطة ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق امامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية ، وللعلم فأن الضابط "باقى زكى يوسف" هو أحد أبناء الكنيسة المصرية القبطية ويمتاز بالتدين والاستقامة فى حياتة.. وقصة أختراعه لهذا المدفع المائى جاءت عندما انتدب للعمل فى مشروع السد العالى فى شهر مايو عام 1969 فقد عين رئيسا" لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية وفى هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال فى داخل مشروع السد العالى بمحافظة اسوان وقد استخدم فى عملية التجريف مياة مضغوطة بقوة وبالتالى استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها فى مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط فى بناء جسم السد العالى . وتبلورت هذه الفكرة فى ذهن المقدم باقى وعرضها على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أمر بتجربتها وفى حالة نجاحها تنفذ فى الحال وقد أجريت تجربة عملية عليها فى جزيرة البلاح بالاسماعيلية على ساتر ترابى نتج عن أعمال التطهير فى مجرى قناة السويس الملاحى والذى يشبه إلى حد كبير خط بارليف أو الساتر الترابى وجاءت وفاة عبد الناصر التى حالت دون تنفيذ تلك الفكرة ، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط باقى مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى (خط بارليف). وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ او تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الاغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.. وفى ساعة الصفر يوم 6 اكتوبر أنطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده وقاموا بفتح73 ثغرة فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى ال3 ساعات ، وساعد هذا فى دخول الدرعات المحملة بالجنود والدبابات وكان هذا ضمن الموجات الأولى لاقتحام سيناء وعبور الجيش المصرى الى الضفة الشرقية لخط القناة وهذا العمل الكبير ساعد وساهم فى تحقيق النصر السريع والمفاجىء وقد قدرت كميات الرمال والاتربة التى انهارت وأزيلت من خط بارليف بنحو 2000 مترمكعب وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة ، وقد نتج عن هذه الرمال والاتربة والمياة المجروفة نزولها إلى قاع القناةوبعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة اللواء وإعطائه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى تقديرا" لأمتيازه وبطولته فى 6 أكتوبر عام 1973اللواء أركان حرب: شفيق متري سدراك----------------------------------------من مواليد عام 1931 بقرية المطيعة مركز أسيوط، تخرج في الكلية الحربية عام 1948 مقاتلاً بسلاح المشاة. وحصل على شهادة أركان حرب وهو برتبة رائد. عمل مدرساً لمادة التكتيك بالكلية الحربية، ثم كبيراً للمعلمين بها.كان من أوائل خريجي أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ويعتبر واحداً من علماء قواتنا المسلحة في العلوم العسكرية والتكتيك.إشترك في معركة أبو عجيلة عام 1967 ، وهي من أشرف وأرقى معارك قواتنا في تلك الجولة. وكان قائداً لكتيبة مشاة، وحصل على ترقية استثنائية لقيادته البارزة وتكبيده العدو قدراً هائلاً من الخسائر في الأرواح والعتاد.ومنذ عام 1967 وهو واحد من الصامدين فوق ضفة القنال- وتجاوز البطل الواقع المؤلم، وقاتل برجاله فوق أرض سيناء معارك متميزة خلال حرب الاستنزاف في الأعوام 68 ، 69 ، 1970- وكان لمعاركها في قلب مواقع العدو نتائج عسكرية قتالية على درجة كبيرة من الأهمية في مناطق بورسعيد والدفرسوار شرق وجنوب البلاح والفردان.وفي 6 أكتوبر 1973 عبر المقاتل سدراك إلى سيناء، وكان يعلم أنه ذاهب ليتمركز فوق الأرض الأسيرة بعد تحريرها. زلكنه جاد بالروح يوم 9 أكتوبر 1973 وهو يقاتل برجاله داخل عمق بلغ مداه ما يقرب من 14 كيلومتر في سيناء- وكان يتقدم قواته بمسافة كيلومتر- وهي مسافة متميزة في لغة الميدان والحروب. ولكنها خاصية القائد المصري التي أظهرتها العسكرية المصرية في معركة العبور.ولقد كان البطل المقاتل الشهيد لواء أركان حرب "شفيق متري سدراك" هو أول بطل كُرّم من رئيس الجمهورية الراحل (القائد الأعلى للقوات المسلحة) في الجلسة التاريخية الوطنية بمجلس الشعب صباح19 فبراير 1974م إكباراً وتكريماً لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية واستشهاده البارز فدية للنصر وطليعة له. (المصور 31 مايو 1974م

الكاتب الكبير سيد القمنى يقاضى (( جبهه علماء الأزهر )) ودعاه وصحفيين شوهوا سمعته وحرضوا على قتله ( الشفاف )




تقدم "ابراهيم عبدالرحمن المحامي"، منوبا عن المفكر سيد محمود علي حسانين القمني، فى يوم السبت الماضى 27 أغسطس الجاري ببلاغ للنائب العام ضد كل من:
محمد عبدالمنعم عيسى البرى ممثلا لـ"جبهة علماء الأزهر"،
الدكتور حمدي حسن الناطق بلسان كتلة الإخوان بمجلس الشعب،
الشيخ يوسف البدري.
ومن المزمع تقديم شكوى مماثلة ضد كل من:
"قناة الناس" والمذيع خالد عبدالله
الصحفى اليمني بلال فضل العامل بصحيفة "المصرى اليوم"
الصحفى جمال عبدالرحيم
وذلك خلال الأيام المقبلة.
يتهم القمنى المشكو فى حقهم بالتزوير والكذب والتكفير والقذف وتشويه السمعة والتحريض على القتل، والإعدام المعنوي والمجتمعي وتعرض أهله الأبرياء للأذى جراء حملة التشويه التي نالته.
يقول القمني انة سيقدم للقضاء كل الوثائق بالصوت والصورة ولن يرضى بغير انصافه بمقتضى احكام القانون. وصرح القمني انة يسعى الى حبسهم ان أمكن، وسيكون سعيدا إن حدث ذلك.
أما بالنسبة لفضيلة المفتى فسيوجه له القمنى خطابا مفتوحا يترتب عليه وعلى رد المفتى الموقف الذى سيتخذة القمنى، الذى صرح أنّه مع المفتي على استعداد لأن يذهب لآخر مدى ولو اضطر لرفع شكواه للمحاكم الدولية.
يعود القمنى الى الكتابة لصحيفة "القاهرة" ويكتب لـ"الفجر" أيضا خلال الأسابيع المقبلة.

السبت، 29 أغسطس 2009

الأقباط فى شهر الصوم تحقيق رضا النصيرى - مايكل نبيل ( الأهالى )


الأقبـــــــاط في شهر الصوم
أم ميلاد تصوم رمضان وأشرف شكري يشتري فانوس الشارع علي حسابه الخاص
أولادنا يشترون الفانوس اللي بيغني مرحب شهر الصوم
تحقيق: رضا النصيري ـ مايكل نبيل
شهر رمضان، عيد الفطر، الأضحي، القيامة، العذراء وعيد الميلاد المجيد، توليفة من المناسبات الدينية علي أرض مصر والتي تجمع معها تركيبة من مواطني مصر مسلميها ومسيحييها لا يعرف كل منهما سوي احترام وحب الآخر، يتشاركون في الأحزان قبل الأفراح، فما بالنا بشهر الخير الذي يعد واحدا من هذه المناسبات التي تهل علينا جميعاً كل عام، كيف يري كل من الطرفين هذه الروحانيات في ظل دوام العلاقة بينهما منذ قديم الأزل هذا ما نتعرف عليه خلال السطور المقبلة.
بدأنا مع «عايدة جاد» والتي أكدت أنها قبطية عاشقة لشهر رمضان حيث تصفه بشهر التجمع للناس مع بعضهم البعض دون النظر إلي الديانة، وتذكر علاقات الجيران التي لا تنسي في الأيام العادية فما بالنا بتلك الأيام كانت الشقق مفتوحة الأبواب دائما لا تعرف مَن مِن أبنائها داخل شقة الجيران ومن أبناء الجيران داخل شقتها وهذه كانت حقيقة وليست خيالاً أم الآن فنجد حتي إلقاء السلام قرب علي التلاشي وتتحسر علي تلك الأيام وتنهي ليتها تعود!!
الفوانيس
أما «مارفن فوزي» فتقول عن هذا الشهر دائما ما تتذكره بالفوانيس خاصة لحظة شرائها حيث تصطحب بنات الجيران المسلمات ويذهبن معاً إلي المحلات لشراء الفانوس ذلك الذي كان يضئ بالشمعة أما الآن ومع التغير المذهل في الفوانيس ضاعت روح رمضان التي كانت تشعر بها ولم يبق منها سوي أغنية نسمعها في عروسة أو توك توك لعبة وغيرهما من تلك الفوانيس التي افتقدت لجمالها ورونقها التراثي القديم.
اخوات.. رغم الشوائب
«عفاف صفي» بدأنا بذكر الاسم بناء علي طلبها شخصيا وفسرت ذلك برغبتها في إثبات رأيها ووجهة نظرها في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة وفي شهر رمضان علي وجه الخصوص حيث تري أن هذه العلاقة رغم ما يشوبها الآن من شوائب بسبب ضغوط الحياة وانشغالات الناس إلا أنها مقدسة ومازالت قائمة ولن تمس بأي شيء يؤثر عليها، وذكرت أنها باستمرار تذهب إلي السوق لشراء الخضار مثلا مع جارتها المسلمة «كوثر» وهناك حالة من القرب والتواصل وصلت لدرجة أنهما تشتريان نفس نوع الخضار مثلا ونفس الملابس لأولادهما معا ولن تنسي موقف تعرضت له عندما قال لها أحد الجيران الكبار من الرجال لولا أنني من قام بتربيتك لقلت إنك وكوثر اختان ولستما مجرد جيران.
الفوازير
أما «تريزة إبراهيم» فمن ذكرياتها مع رمضان هي الفوازير التي طالما انتظرتها مثلها مثل أي مسلمة مرتبطة بهذا الشهر وصرحت بذلك فعلا لإحدي صديقاتها التي لم تندهش من حوارها وكأنها تعلم طبيعة أن يشعر أي إنسان في مصر بهذا الشهر وجماله حتي ولو كان مسيحياً
مناسبة للجميع!!
ويقول «مجدي» إن شهر رمضان ليس مناسبة دينية تخص المسلمين فقط ولكنها مناسبة يحتفل بها المصريون جميعا مسلمين ومسيحيين بسبب وجود علاقة حميمة بينهما تتصف بالمودة والمحبة وفي شارع «كلوت بك» تتجاور المحلات باختلاف ديانة أصحابها وبحلول رمضان نجتمع في إفطار جماعي في أي من هذه المحلات وطبعا نكون حريصين علي عدم تناول الغداء طوال اليوم وخلال فترة الصيام مراعاة لمشاعرهم كمسلمين فهي عادة اعتدنا عليها ولن نغيرها أبدا.
ويؤكد هذا الكلام «مينا ثروت» الذي خرج يوما مع أصدقائه في طريق مصر ـ إسكندرية الصحراوي وبالقرب من الكارتة نزلوا وجلسوا في الطريق بسبب أذان المغرب عليهم وجمعهم فطار واحد.
الزينة
علاقة مليئة بالحب والتسامح بيننا هكذا وصف «أحمد حنفي» علاقتنا كمسلمين ومسيحيين تحت سماء واحدة، موضحاً أن الاحتفال بجميع المناسبات في مصر تجمعنا دون النظر للدين أو السن وإذا كنا فرحنا سويا بانتصار أكتوبر ومازلنا نحتفل به سويا وعن رمضان نجمع مع بعضنا البعض لشراء الزينة التي نزين بها الشوارع التي تضم بيوتنا جميعا ونشتري فانوساًً كبيراً يعلق وسط الشارع. ومن المشاركة لشراء الزينة نجد «محمد عادل» يصرح لنا أن له صديقاً مسيحياً اسمه «أشرف شكري» يقوم بشراء الزينة بمفرده وعلي حسابه الخاص كنوع من المشاركة الوجدانية لأصدقائه من الجيران المسلمين موضحا جمال هذه المشاركة التي تتواصل في لعب كرة القدم معاً بعد الإفطار واجتماعهم أحيانا علي السحور إن أمكن!! بالإضافة إلي الاشتراك في الأحزان قبل الأفراح بينهما وهذا ما أوضحه «سيد حنفي» في حديثه معنا ذاكراً تبادل التهاني بين الجميع في رمضان حتي اعتادوا علي ذلك وكأنه روتين تأقلمنا عليه.
القاعدة
وكما هو معروف لكل قاعدة شواذ، فيري «أحمد عمارة» أن العلاقة قديما بين المسلمين والمسيحيين كانت مليئة بالتعاون والمحبة أما الآن كل إنسان يبحث عن مصلحته ويقول «يالا نفسي» دون مراعاة قول سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» الذي وصي علي سابع جار أما المفاجأة وعكس ما سبق نجد «أم ميلاد» تلك السيدة المسيحية التي تصوم شهر رمضان فعلا يحدث ذلك لا تتعجب فهي تصومه من باب «الندر» عندما وقع حادث أليم لأحد أبنائها ونجي منه مما جعلها تندر صوم رمضان وهذا إن دل إنما يدل علي قيمة وغلاوة هذا الشهر في العموم.

وكاله الأنباء الألمانية تشير إلى حرص الأقباط على مشاعر المسلمين فى رمضان


من شراء "الياميش" إلى الفوانيس الملونةالمصريون يتمسكون بعاداتهم الرمضانية رغم الأزمة المالية وبدء المدارس
وعلى النقيض مما يشاع عن تفاقم التشاحنات الطائفية في مصر نجد الأقباط حريصون على عدم الأكل أو الشرب أمام المسلمين الصائمين حرصا على مشاعرهم . وتقول الشابة مارجريت وهي مسيحية "لابد من احترام مشاعر المسلمين الصائمين فنحن شعب واحد يحب بعضنا بعضا".
القاهرة- د ب أ
على الرغم من الأزمة المالية العالمية، التي لم تسلم منها أي دولة من دول العالم، أصر المصريون على الالتزام بعادات توارثوها أجيالا بعد أجيال حتى أضحت لديهم لوزام لا يتم شهر رمضان الكريم إلا بها.
فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم وتراجع الزيادة في المرتبات، واقتران الشهر الفضيل مع قرب بداية العام الدراسي الجديد، حرص المصريون على شراء الياميش كل حسب قدراته كما حرصوا على إدخال الفرحة على قلوب أطفالهم بشراء الفوانيس التي تباينت اسعارها حسب انواعها واحجامها وكان الاقبال على الفوانيس الصينية الصنع شديدا، حيث أن سعر الفانوس "كرومبو" تلك الشخصية الكرتونية الشهيرة في مصر وصل إلى أكثر من 50 جنيها (9 دولارات) وفي احيان كثيرة يقع عبء الشراء على الأجداد.
ويقول حسين، وهو عامل فنّي يبلغ من العمر 59 عاما: "لابد من إدخال الفرحة على قلوب الأطفال فرمضان لا يكتمل إلا بفرحتهم".
وعادة، كانت الأسر المصرية تستعد للشهر الكريم "بشد الحزام" في الفترة التي تسبقه، حتى تهنأ الأنفس بأطيب الأطعمة في رمضان حيث تحرص ربة أي منزل على أن تكون مائدتها عامرة بالأطباق الشهية خاصة إذا كان في الأسرة أطفال في سنواتهم الأولى مع الصوم.
وتقول عفاف (35 عاما) وهي أم لأربعة أطفال :"يجب أن تكون المائدة عامرة بأشهى الأطعمة والحلويات التي تغري الأطفال حتى تعوض ما فقدوه جراء عدم الأكل طيلة اليوم"، ومن أميز هذه الحلويات الكنافة والقطايف والبسبوسة.
وأهم ما يميز رمضان في مصر أن معالمه ترتسم على كل شيء بدءا من المساجد التي تزدان بالمصابيح الملونة استعدادا لاستقبال المصلين الذين يحرصون على العبادة في الشهر الكريم مرورا بالزينة الملونة والمصابيح التي تزين الشرفات وأمام المنازل، إلى الموائد التي نراها في كل شارع تحت اسم "مائدة الرحمن" والتي يضمن بها أي صائم محتاج أن في نهاية عناء اليوم طعام شهي.عودة للأعلى
مدفع الإمساك والإفطار
ومن الأمور التي اعتاد عليها المصريون في رمضان "مدفع الإمساك والإفطار"، حيث ينطلق المدفع قبل آذان الفجر بربع ساعة ليسرع المتسحرون في إنهاء طعامهم وكذلك مدفع الإفطار الذي ينطلق مع آذان المغرب إيذانا بانتهاء يوم من أيام الصيام.
ومن أشهر الروايات عن انطلاق هذه العادة أن والي مصري محمد علي الكبير كان قد اشترى عددا كبيرا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب فاستحسن المصريون هذا التقليد واعتادوا عليه.
وعلى النقيض مما يشاع عن تفاقم التشاحنات الطائفية في مصر نجد الأقباط حريصون على عدم الأكل أو الشرب أمام المسلمين الصائمين حرصا على مشاعرهم . وتقول الشابة مارجريت وهي مسيحية "لابد من احترام مشاعر المسلمين الصائمين فنحن شعب واحد يحب بعضنا بعضا".
واستغلت الحكومة المصرية التي تتراجع شعبيتها على الأرض يوما بعد يوم بسبب الغلاء إلى استغلال فرصة رمضان لاستعادة جزء مما خسرت حيث أعلنت وزارة الصناعة والتجارة قبل فترة بعض الإجراءات المؤقتة للسيطرة على جنون الأسعار في رمضان مثل إعفاء واردات السكر من الجمارك لمدة خمسة أشهر ومضاعفة رسوم الصادرات على الأرز مما ساهم في كبح جماح الأسعار.
وقبل أيام من الشهر الكريم امتلأت الصحف القومية منها والمستقلة بإعلانات عن الأعمال الدرامية حيث تعرض كل قناة بضاعتها من المسلسلات وتؤكد أن المشاهد لن يرى هذه الأعمال إلا على شاشتها وأنها حصرية لها، ولكن ما أثار حالة من الدهشة تاكيد التلفزيون المصري في إعلاناته بالصحف"لا شيء حصري كله على التلفزيون المصري".
وعادة ما تستعد القنوات التي تجد الكثير منها شهر رمضان فرصة لإطلاق بثها بمئات الأعمال الفنية إلى جانب البرامج الحوارية والدينية حتى أضحى رمضان موسم للإذاعة والتلفزيون وبالطبع الإعلانات التي يتفنن مروجوها في تجديدها لجذب المشاهدين.
وسريعا ما تنقضي أيام الشهر الكريم ، ليكون الشهر الذي غنينا له بالأمس "هل هلالك شهر مبارك" نغني له "والله لسه بدري" ولكن ما يلهم القلوب الصبر على فراقه هو "يا ليلة العيد آنستينا".

الجمعة، 28 أغسطس 2009

وهل تقبل توبه الأرهابيين فى أى وقت ؟؟ للدكتور شريف حافظ ( اليوم السابع )


أكتب من خلال هذا المقال، ردى "ولو أنه غير كافٍ للفهم الشامل، ولكنه يكفى الآن" على مقال السيد الأستاذ المحترم، هانى صلاح الدين، "المُجتزأ"، بعنوان "أظلنا شهر كريم فهل يتوب العلمانيون؟" للقائنا معاً يوم الخميس الموافق 20 أغسطس، حيث لم يتجاوز نقاشنا أكثر من الربع ساعة على أكثر تقدير. وها هو الأستاذ هانى، ينفلب على عقبيه، ليقر بأن الدين الإسلامى "سوى بين الجميع"، ورفع راية المحبة "لكل البشر"، حتى "المخالفين له فى العقيدة""، بينما كان يقول فى مقال سابق، "أن معظم الفقهاء أقروا أن لشركاء الوطن حق تولى كل المناصب فى الدولة، ولعل تاريخ خلفاء المسلمين يشهد بذلك، لكن "فيما عدا" الولاية الكبرى، لأن هناك نصوص حاكمة للأمر"! فمن نصدق؟ مُعظم الفقهاء أم الدين الإسلامى نفسه؟ بالقطع نُصدق الدين وليس الفقهاء، وهو تغير محمود، نتج بالقطع من جراء حديثنا معاً، ولكن أغلب ما دون ذلك، هو من فعل حفظ الأستاذ هانى فى كُتاب جماعة الإخوان المسلمين، وليس من فعلى أنا!ففيما يتعلق بالطعن فى الإسلام، الذى يقول به الأستاذ هانى، متهماً العلمانيين، فإنى أسأله: هل خالد الإسلامبولى وعبود الزمر وعبد السلام فرج ومن كانوا معهم، قتلة الرئيس السادات؛ وشكرى مصطفى، قاتل الشيخ الذهبى؛ وحسن عبد الحافظ ومحمود زينهم، قتلة القاضى أحمد الخزندار ولنتذكر كلمات حسن البنا فيما قال تحريضاً على قتل الخزندار "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"؛ وعبد المجيد حسن، قاتل النقراشى؛ وقاتل فرج فودة؛ وأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى والزرقاوى، الذين يعادون البشرية كلها، بغض النظر عن الدين ويدعون محاربة الوجود الأمريكى فى المنطقة، رغم أنهم أوجدوا له ذريعة للزيادة والاستقرار؛ وغيرهم الكثيرون ممن لا يسع ذلك المقال لإيراد أسمائهم "وأغلب المذكورين كما يظهر، خرجوا من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى لها السيد هانى صلاح الدين"؛ وجماعات مثل طالبان وأبو سياف، الذين شوهوا الدين الإسلامى وصورته فى أعين العالم؛ ناهيك عن المحرضين، الذين دفعوا هؤلاء جميعاً لاقتراف جرائمهم، رغم أن هؤلاء المُحرضين، المفترض أنهم علماء دين؛ أقول هل هؤلاء، أعلوا قيمة الإسلام، أم طعنوا فيه؟ إنهم إرهابيون دون مُواربة أو مُجاملة! ولا يسمع العالم كله، عن علمانيين إرهابيين، ولكن عن علمانيين مفكرين، ومنهم الكثير، ممن يؤمنون بالله، ويعبدونه وربما أكثر من الكثيرين من المتشدقين بالشعارات الدينية، كلُ وفقاً لدينه، الذى لا يُمكن أن يُزايد أحد عليه. وبالتالى فإن السؤال يجب وأن يكون: هل تُقبل توبة الإرهابيين فى أى وقت وليس فقط فى رمضان؟!!ولكنى أشكر للأستاذ هانى أمانته، فى أنه عندما ذكر العلمانيين الذين يختلف معهم، أكد على "أنه هو" من يرى فى أسماء معينة من العلمانيين، من يستهدف هدم الدين الإسلامى! حيث لا أرى أنا، أحداً بقادر ولو أراد، أن يهدم دينى الإسلامى الحنيف، أو أى دين، ويكفى الأستاذ هانى، أن يقرأ تاريخ العرب قبل الإسلام، يوم قام أبرهة الأشرم بمحاولة لهدم الكعبة. فالله حامى الكعبة، كما يحمى الدين منذ نزول الوحى على الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد فى القرآن الذى أؤمن به، والذى أعتقد أن الأستاذ هانى يؤمن به أيضاً، ولكنه ولكى يؤيد رؤيته ضد العلمانيين، تجنب ذكر تلك الحقيقة الدينية التى لا يُمكن نسيانها، وليس هذا من العلم فى شىء. فالحجة لكى تكون سليمة، يجب الأخذ بكل الحقائق الأساسية بعين الاعتبار. والإسلام بعيد كل البعد عن معركتنا، ومن يحاول الزج به، إنما يقوم باستغلاله، لاستدرار مشاعر الناس، وهى اللعبة التى أتقنها الطُغاة، ولا أظُن السيد هانى يشترى باللعب بالدين ثمناً قليلاً كهذا الذى أراده الطُغاة لأنفسهم، وبالذات فى شهر رمضان!لقد اتفقنا أن العصمة للأنبياء! نعم! ولكننا اتفقنا أيضاً، أن الخلفاء الراشدين والصحابة فى أعلى العليين، رغم أن لهم أخطاء، شهد بها التاريخ الإسلامى وكُتب السير. ولقد سألت الأستاذ هانى فى مقال سابق، أن يروى لى عن الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، فتجنب الحديث. ولكنى أذكره، بتوبة عثمان بن عفان، رضى الله عنه، أمام الناس عند أحداث الفتنة فى خلافته، بناءً على طلب عمرو بن العاص، ورغبة على بن أبى طالب، رضى الله عنهما. وهو مؤكد يعرف نص توبة أمير المؤمنين أمام الناس. وهو ما يدل على أن الخُلفاء أيضاً أخطأوا، ولا عيب فى ذلك، لأنهم بشر، إلا لمن يقدسهم، وهو أمر لا يوجد فى الإسلام، إلا لله عز وجل، إلا فى حال أن أحداً يحرف دينه. ولو أن الخُلفاء، يدركون أنهم لا يخطأون، لما قال سيدنا عمر رضى الله عنه، فى القصة الشهيرة:"أصابت امرأة وأخطأ عمر"!وأنهى حديثى "المبتسر" للأستاذ هانى، بأن أقول، أن الدين لا خلاف على حقائقه، وأنى والأستاذ سعيد شعيب، الذى أعتقد بأنه من أفضل المصريين الذين رأيت فى حياتى كلها، مسلمين، ولا شك فى هذا! وهناك الكثير من العلمانيين من المسلمين. ومنهم من هم من أديان أخرى، ولكننا جميعاً نُبقى على ديننا فى القلوب، بيننا وبين الله، ولا نُزايد عليه، لأن هذا يعيب العبد، حتى أن الزكاة، من الأفضل أن تكون سراً وليس علناً، حتى يُثاب عليها العبد، كما يعرف الأستاذ هانى جيداً. فالدين ليس مسار إعلانات ومُظاهرات، وإلا أصبح رياءً، ولأن الله هو من يحاسب المرء وحده، ولن أتخذ القرضاوى أو مهدى عاكف، على سبيل المثال لا الحصر، شُفعاء لى عند الله عز وجل، يوم القيامة! إننا نشترك فى الوطن، بينما يظل الدين محله القلب، كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته، فى الحديث عن التقوى. إن الله يُحاسب المرء على عبادته وأعماله ابتغاءً لوجهه جل جلاله، وليست العبادة حاسمة فى علاقة الإنسان مع أخيه فى الدولة. وبالتالي، فإننا نشترك معاً فى الحديث عن تلك الدولة وعلاقة الأفراد فيها، وليس حول الدين، حيث العلاقة مع الله وليست مع غيره، والعياذ بالله!نعم! نتفق على العقيدة، ولكن للجميع حرية البحث، وليس السب أو التكفير أو الاستتابة. لقد وقفت، كما تقول، ضد ملحدين، يدعون العلمانية "فهم مُدعون، لأن العلمانية تحترم الدين"، وهم ليسوا بعلمانيين، لأنهم يحتقرون الدين ويتطرفون فى مشاعرهم، حيث لا يوجد ما يُدعى بالعلمانى المتطرف، ولكن العلمانى منطلقاته بسيطة وتهدف إلى صلاح الدولة والدين، بانفصالٍ بينهما وفقط، وليس انفصالاً بين الدين والدنيا كما ادعيت مخطئاً. فسب شهر رمضان والتعرض للمسلمين أو سب رموز المسيحية أو البهائية أو اليهودية، أو أى دين على وجه البسيطة، مرفوض وفقاً لأى منهج سوى، لقول الله تعالى فى الكفار وليس أهل الكتاب، من خلال حكمته القرآنية: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون". كما أننى أحترم أى شخص صاحب فكر، ولو اختلف معى باحترام، لأن فكره ليس نهائياً، وإنما فكر، لى أن أقتنع به أو أرفضه، وأرد عليه بفكرى. فإن لم تقتنع بما كتبه "سيد القمنى ونصر أبو زيد ونجيب جبرائيل وغيرهم من أمثال نوال السعداوى"، فلترد عليهم بكتاب شافٍ ووافٍ، يحمل فكراً ضاحداً لما يقولون. وعلى جمهور الناس، الحكم، وليس لنا أن نسلب الناس عقولهم، لنحكم لهم، أو نحرض ضد من يفكر. إننى لا أتفق مع كل ما يقوله هؤلاء، ولا أختلف مع كل ما يقوله الشيوخ "فى العام"، فهذا، ما يسمى بحرية الرأى. وقد عاش فى الدولة الإسلامية قديماً، ملحدون نالوا شُهرة فائقة، مثل ابن الراوندى، ولم يتعرض لهم أحد، ولم يكن هناك حد للردة لقتلهم، بل إن العلماء المسلمين ردوا على كتبهم بكتب وليس بتحريض كما حدث مع أبو زيد أو القمنى أو السعداوى، الذين لم يعلنوا عن إلحاد!!إن اختلاف الإسلاميين والعلمانيين، ليس اختلافاً حول ثوابت الدين، كما أوضح الأستاذ هانى، مُخطئاً. ولكن الخلاف، حول استغلال هذا الدين وإدخال أشياء عليه، هى ليست منه! أى أن العلمانيون يأبون التشويه، ومع تجديد الخطاب الدينى ليواكب العصر ويزيد من تقدم البلاد ويصنع دولة راقية تعتمد العمل والعلم نبراساً، وتستطيع مواجهة تحدياتها الداخلية والخارجية، بينما الإسلاميون، يريدون التشدد فيه وإدخال ما ليس فيه به، خلافاً للآية: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". والإسلاميون بذلك، يريدون العودة بالبلاد إلى منطق الجاهلية أو العصر الحجرى وما قبله من نشر ثقافة الرأى الواحد والاقتتال مع كافة البشر، مما سيؤدى إلى هزائم لا حصر لها!! وهذا ما جعل السيد أبو العلا ماضى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، وعندما عرف بالتشويه لدين الله من قبل تلك الجماعة، أن يؤسس حزباً يُدعى الوسط، ليعترضون هم عليه ونتقبله نحن معشر العلمانيين!! فهو يؤكد الرؤيا الوسط، للدين، وهو ما يجب وأن أرفع له القُبعة عليه. وبالتالى، فإننى فى ردى هنا على الأستاذ هانى، أحببت فقط، أن أوضح الأمور فى نصابها الصحيح، وأن أرجع الموضوع إلى سياقه الحق، بعيداً عن التقول وقلب الحقائق والتكفير والسب وطلب الاستتابة ممن لا يملك تلقيها، وأرسل مع كل هذا، برسالة فائقة الاحترام للأستاذ هاني، وأؤكد له، بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، ولكنه ليس الله، لكى يحكم على عباده ويطلب توبتهم، ولست أنا أيضاً والعياذ بالله! وليؤمن بما جاء فى القرآن من حرية عقيدة تكلم عنها، ثم فرغ أغلب مضمون مقاله، عن الآخر، منها، وليؤمن بالدولة المدنية العلمانية الخالية من التشويه أو الإقصاء لأى مواطن أو أية قيمة، بما فى ذلك كل الأديان، ودون استغلال لأى الدين، مثلما فعل هو فى مقاله السابق!

مايقال همسا قاله علنا بقلم الأستاذ ابراهيم سعده ( الأخبار )



ماأحوجنا إلي المزيد من الحديث عن » الدين لله والوطن للجميع « ، وعن » حقوق المواطنة « بحيث نركّز علي » المساواة المطلقة بين المصريين جميعهم بصرف النظر عن اختلاف دياناتهم، ومذاهبهم، ومعتقداتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم «.الدستور المصري الحالي، يتضمن نصوصاً واضحة لتأكيد هذه المباديء كلها، وغيرها، ومن بينها حق المصري في إبداء رأيه في أي شيء، وكل شيء .. سواء اتفق البعض معه، أو خالفه فيه البعض الآخر . وللأسف فإن ما نسمعه، ونقرأه، ونراه ـ في هذه الأيام ـ يؤكد أن النصوص شيء، أما التطبيق فشيء آخر تماماً ! فهناك من المصريين المسلمين من يؤيد، ويوافق، علي نص مبدأ » المساواة المطلقة بين المسلمين والأقباط في الحقوق والواجبات « ، لكنه سرعان ما ينفعل غضباً، ورفضاً، لو سمع من مصري ـ مسيحي ـ نقداً لتطبيق هذا النص علي أرض الواقع، كما يتضاعف حنقه وثورته لو طالب مصري آخر ـ مسلما، أو قبطيا ـ بتغيير نص في القانون أو الدستور يري أنه جاء متناقضاً مع مبدأ المساواة المطلقة بين المواطنين جميعهم !كانت تلك انطباعاتي علي الحديث المهم ـ لصراحته، ومصداقيته ـ الذي أدلي به : » نجيب ساويرس « للزميل :» حسن معوض « ـ قناة بي.بي.سي العربية ـ وأجاب فيه علناً، عن كل ما يقوله معظمنا همساً !أكد نجيب ساويرس مكرراً إيمانه بعلمانية الدولة . حقيقة أن الدستور المصري ـ بعد التعديلات والإضافات الأخيرة ـ يعطي إحساساً واضحاً بـتلك » العلمانية « ، لكن حقيقة ـ أيضاً ـ أن نص الكلمة لم يذكر حرفاً واحداً منها .. لأسباب قد نعرفها، أو نجهلها، وفي الحالتين نجد من يرفضها من المسلمين والمسيحيين معاً . وقد عبّر نجيب ساويرس ـ بصراحته المعهودة ـ عن هؤلاء جميعاً، مطالباً بإلغاء المادة الثانية في الدستور ـ التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ـ لأن فيها كما يقول :» تأصيلاً للطائفية، من جهة، وإضعافاً، من جهة أخري، للحجة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي تخلط الدين بالسياسة، رغم أنف المبدأ الشهير : الدين لله والوطن للجميع «.و عندما سأل مندوب » بي.بي.سي « ـ حسن معوض ـ نجيب ساويرس عن الغرض من تغيير المادة الدستورية؟ وهل يريد إضافة الدين المسيحي إلي الشريعة الإسلامية؟ أجاب نجيب بالرفض مكرراً إيمانه بفصل الدين ـ أي دين ـ عن الدولة . وكان رجل الأعمال الشهير، والمهموم بقضايا وطنه لأقصي درجة، أكثر وضوحاً في شرح وجهة نظره قائلاً :» خطورة الإبقاء علي المادة ( 2 ) في الدستور إنها تعطي الحق لأي شخص أو جماعة ـ يخضع للمحاسبة القانونية ـ للتعلل بها دفاعاً عن خروجه علي القانون، مشيراً إلي أن الدستور المصري ينص علي مزج الدين بالدولة !ما قاله نجيب ساويرس يتطلب وقفة تذكّرنا بما نعرفه وإن كنا نتماشي معه . فالدستور المصري ينص في مادة أخري علي حظر قيام أحزاب سياسية علي خلفية دينية، وهي المادة الجديدة التي أدخلت علي دستورنا في تعديلاته الأخيرة، وهللنا لها طويلاً .. ولا نزال . ورغم ذلك فهاهي جماعة الإخوان المسلمين ـ المفروض حظر نشاطها:قانوناً ودستورياً ـ تُعلن عن نفسها، وهويتها الدينية، وتوزع الألقاب علي قياداتها، وخاضت كل المعارك الإنتخابية النيابية والنقابية والمحليات تحت شعاراتها، وإن أسقطتها فقط علي الورق الذي تقدم به مرشحوها لقبول ترشيحهم ! وبهذا التزوير الواضح للعيان .. نجح 88 » إخواني « في انتخابات مجلس الشعب الحالي .. تحت سمع وبصر كل السلطات المسئولة عن تطبيق القانون، وتقديس الدستور؟ ! وعندما هالنا ما حدث ـ ويحدث ـ وتساءلنا ألف مرة، ومرة : » أين فصل الدين عن الدولة؟ !« ، و » أين حظر قيام أحزاب وأنشطة سياسية علي خلفية دينية؟ !«.. لم نسمع جواباً، ولا تفسيراً، ولا حتي وعداً بقرب تصحيح الخطأ !وعودة إلي الحديث مع القناة التليفزيونية البريطانية : » بي . بي . سي «.. لنسمع اعتراضاً من ضيفها : » نجيب ساويرس « ـ ومعه حق ـ علي أن نص المادة الدستورية وإن أعطت للشريعة الإسلامية مكانتها كمصدر رئيسي لتشريعات الدولة، إلاّ أنها » تؤدي إلي حالة من النسيان والإهمال تجاه 15مليون مصري قبطي «

الخميس، 27 أغسطس 2009

عزيزى المسلم : كيف تنظر لبقره الهندوسى وتمثال بوذا والأناجيل وكتاب اقدس البهائى !! بقلم الأستاذ بلال فضل ( المصرى اليوم )



فى النهاية دعونى أقل بأسلوب خطابى مباشر: إن من يطالب الآخرين باحترام مقدساته، لابد أن يكون نفسه مثالا لاحترام مقدسات الغير.انظر حولك عزيزى القارئ المسلم ثم فتش فى ضميرك أولا كيف تنظر لبقرة الهندوسى وتمثال بوذا والأناجيل وكتاب أقدس البهائى! هل فكرت مرة واحدة أن أسلوبك فى الكلام عن مقدساتهم قد يجرح مشاعرهم؟
بلال فضل
25/ 8/ 2009
كنت أتمنى أن تكون السطور التى ستقرأها اليوم من صنع يدىّ، لكنها مما ملكت يمين الروائى حامد عبدالصمد ونشرها له موقع اليوم السابع الإخبارى، كنت أتمنى أن تتسع المساحة لنشر مقالته كاملة، لكنها للأسف لن تكفى إلا لنشر أغلبها، سأظل أتمنى (وهذه آخر أمنية) أن تتأمل مقالته جيدا قبل أن تختلف أو تتفق معها، وأن تترك إطلاق الأحكام على كاتبها وناقلها لما بعد إطلاق مدفع الإفطار.
«أنا مسلم إذن أنا زعلان. يبدو أننا معشر المسلمين قد صرنا مصابين بأنفلونزا مزمنة اسمها الزعل. فلا يمر يوم واحد دون أن نبدى فيه للعالم أننا واخدين على خاطرنا من الدنيا واللى فيها. وكأن مصائبنا الداخلية لا تكفينا كمصدر للنكد والعويل.نفتش فى أخبار باقى العالم عن... راسم كاريكاتير يستهزئ بالرسول أو رجل عنصرى أوروبى تطاول على الإسلام والمسلمين أو نادى كرة قدم يدعى فى أغنية فريقه زورا وبهتانا أن نبينا لم يكن يفقه شيئا فى كرة القدم... صارت هذه الأخبار بمثابة طب نفس شعبى: نثور ونلعن ونتظاهر ونفرغ مخزون الغضب الذى بداخلنا فى الهواء ثم نعود إلى ديارنا ونستلقى على قفانا وكأننا فعلنا شيئا عظيما. وفى النهاية لا يستفيد إلا الديكتاتوريون فى بلادنا لأننا نبدد جهودنا فى مبارزة اللهو الخفى فلا تبقى لدينا طاقة من أجل التفكير فى التغيير.صار من يقرأ الصحف العربية يظن أن العالم بصفة عامة والغرب بصفة خاصة ليس لهم شاغل سوانا، وكأنهم يستيقظون فى الصباح فيكون أول سؤال يطرحونه على أنفسهم هو: كيف نعكر دم المسلمين وننكد عليهم عيشتهم؟دعونى أكون صريحا معكم: نحن لا نعنى أى شىء بالنسبة للغرب، فنحن لا ننافسهم فى الاقتصاد ولا نتفوق عليهم فى البحث العلمى، وكل ما يريدونه منا هو فقط ما تبقى من بترولنا حتى يخترعوا بديلا له.ما عدا ذلك فلا نشغل من تفكيرهم سوى حيز بسيط وهو كيف يتجنبون شرورنا. بل نحن المهووسون بهم والمصابون بوسواس قهرى تجاههم. هم لا يفكرون فى إيذائنا وإنما يعيشون حياتهم الطبيعية وفق مبادئهم وبحثا عن مصالحهم ويدوسون بأقدامهم على من يقف فى طريقهم، وليتنا نفعل مثلهم.... يعيش فى أوروبا ملايين المهاجرين من جميع الأجناس والديانات، وهم يقبلون أن الدين لا يلعب دورا كبيرا فى المجتمع. ومعظم هؤلاء المهاجرين – فيما عدا مجموعة من المسلمين ومجموعة من اليهود – لا ينتظرون من الأوروبيين احترام مقدساتهم فى كل قول أو فعل. أنا هنا لا أبرر أو أدافع عن إهانة قد تحدث ضد هذه المقدسات، ولكنى أحاول أن أوضح أن موجات الغضب الإسلامية فى مواجهة كل من يتعرض لمقدساتنا بالانتقاد أو الإهانة لا تأتى بنتائج إيجابية. نعم قد تؤدى مظاهرات بعض المسلمين إلى إلغاء مسرحية أوروبية فيها انتقاد لاذع للإسلام أو سحب عمل فنى من السوق لأنه صور الكعبة بصورة غير لائقة، ولكن ذلك لا يعنى أن مَن أوقف المسرحية أو سحب اللوحة صار يحترم الإسلام فجأة. بل إنهم يفعلون ذلك لأسباب أمنية لأنهم يعرفون من واقع تجاربهم أن الإسلاميين قادرون على تصفية من يتعارض معهم.... قد يكون الأوروبيون صاروا أكثر حذرا تجاهنا، لكن هذا الحذر نابع من الخوف وليس الاحترام، فأنت لا تستطيع أن تفرض على الآخرين أن يحترموك بالصراخ، ولكن بإمكانك أن تجبرهم على احترامك بإنجازاتك ومواقفك، تماما مثل الدلاى لاما زعيم البوذيين التبت الذى يحظى فى أوروبا بشعبية تفوق شعبية بابا الفاتيكان لأنه لم ينسق لاستخدام العنف ضد الاحتلال الصينى لبلاده ، بل يحث أتباعه دائما على ضبط النفس والتخلى عن العنف. وهو مع ذلك لم يتخل عن قضية بلاده ويجوب العالم لحشد الدعم لها.
أما نحن فما زلنا فى عيون غالبية الأوروبيين، إما مجرد حفنة بارود قابلة للاشتعال لأتفه الأسباب أو مجموعة من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، فيجب ألا يستفزونا حتى لا نقذفهم بالحجارة. وهذا لم يخدم قضية واحدة من قضايانا، بل يساهم يوميا فى بُعدنا عن العالم وبُعد العالم عنا.سألنى مرة صديق فنلندى: ما الفرق بين المتدين والمتعصب؟ قلت له: المتدين هو من يحب دينه والمتعصب هو من يكره دين الآخرين!
فى النهاية دعونى أقل بأسلوب خطابى مباشر: إن من يطالب الآخرين باحترام مقدساته، لابد أن يكون نفسه مثالا لاحترام مقدسات الغير.انظر حولك عزيزى القارئ المسلم ثم فتش فى ضميرك أولا كيف تنظر لبقرة الهندوسى وتمثال بوذا والأناجيل وكتاب أقدس البهائى! هل فكرت مرة واحدة أن أسلوبك فى الكلام عن مقدساتهم قد يجرح مشاعرهم؟عزيزى القارئ المسلم.. اوعى تكون زعلت! رمضان كريم

سيد القمنى والعشوائيه الفكريه فى مصر بقلم الأستاذ فرانسوا باسيلى ( الشفاف )



منح جائزة الدولة التقديرية للمفكر المصرى سيد القمنى، وردود أفعال بعض الأفراد والجهات الدينية والاعلامية المستهجنة لهذا المنح والتى أصدرت فتاوى تكفيرية لأفكار وجمل مقتطعة من أعمال القمنى، وخشية بعض المثقفين أن يكون هذا تمهيدا لإهدار دم الرجل، هو مشهد يقع فى اطار العشوائية الفكرية التى تعشش على الثقافة المصرية اليوم. وهو أمر يتسق مع حالة العشوائيات الاخرى التى تتخبط فيها كافة منظومات الحياة فى مصر والتى تشهد حالة من العشوائية المجتمعية العامة (هى فوضى!!) التى نجد عليها نظم التعليم والصحة والمرور والاسكان والسياسة والاعلام والفنون بأنواعها. ولذلك، فمن الطبيعى فى هذا المناخ أن نجد العشوائية متفشية أيضا فى المناحى الفكرية والدينية فى مصر اليوم. ونجد عراكا صاخبا متشنجا بين فريقين، واحد يهاجم القمنى والآخر يدافع عنه، فى حالة من الهياج والصخب دون أن نصل إلى فهم دقيق لأساس المشكلة. وبالتالى لا نصل إلى حلول تمنع تكرارها.
وهكذا يتكرر المشهد العبثى المؤلم والدموى أيضا، من فرج فودة ونجيب محفوظ إلى نصر حامد أبو زيد إلى سيد القمنى. لدينا هنا خلل أساسي لا يحاول أن يفهم طبيعته أحد، ولذلك سيتكرر هذا المشهد مرات ومرات. خلل أساسيى فى تعامل مجتمعاتنا مع قضية الكفر، أو المروق الدينى، ومع منطق التكفير، مع غياب آليات التعامل مع المكفرين. فنحن لا نعرف ماذا نفعل بالكفار والمكفرين، ولذلك نتصرف بعشوائية كلما واجهتنا قضية تتطلب منا التصرف إزاء أعمال تتصف بالكفر، وإزاء أعمال مضادة تقوم بتكفير الآخرين.
فماذا نفعل بالكفار والمكفرين؟
فى عصور الجهل والظلام – وهى عصور ما تزال قائمة فى عقول البعض فى يومنا هذا- كانوا يحرقون ويصلبون الكفار من كل ملة ودين. والكفّار هم من يخالفونك فى المعتقد، كل من لا يؤمنون بالإله الذى تؤمن به أنت وبنفس الطريقة والأسلوب بل والكلمات التى تؤمن بها أنت. كان كل أتباع دين يعتبرون من لا يتبع دينهم "كفارا" حتى ولو استخدموا تعبيرا مغايرا. وهكذا صلب اليهود السيد المسيح وصلب العرب الحلاج وحرقوا كتب إبن رشد- وحرق المسيحيون المئات من "المهرطقين" والكفار إثر محاكم التفتيش فى أسبانيا- وحرقوا "الساحرات! فى أمريكا بينما وقف رجال الدين – رجال كل دين- ضد العلم والعلماء على مدى العصور وحاربوا من اكتشف أن الارض ليست مركزا للكون وأنها كروية وليست منبسطة وبعضهم يحارب كل اكتشاف علمى جديد حتى اليوم وإن كان بدرجات متفاوتة من الاستحياء والتهيب بعد أن خسروا معاركهم مع العلم فى كل مرة.
تاريخ البشر فى التعامل مع من ينعتونهم بأنهم كفار "أو مهرطقون" – أى يقولون كلاما مخالفا للتفسيرات السائدة للنصوص – هو تاريخ أسود لا يشرف أحدا فى الشرق ولا فى الغرب. ولكن المشكلة أننا فى الشرق- وفى مصر على التحديد اليوم- نتعامل مع هذه القضايا الإنسانية والفكرية والاجتماعية والدينية الخطيرة وكأن ما نواجهه منها أمر يحدث للبشرية لأول مرة. فنتجاهل أن ما يحدث لنا اليوم قد حدث فى الغرب منذ خمسة قرون، وأن مسيرة التقدم الحضارى مسيرة إنسانية شاملة بدأت فى مصر القديمة ثم انتقلت إلى الحضارة الاغريقية ثم الرومانية ثم إلى الحضارة الإسلامية التى حافظت على المعارف الإغريقية وترجمتها وأضافت إليها. ثم إلى الحضارة الغربية التى أحدثت طفرة نوعية هائلة انتقلت بالإنسان – عبر عصور التنوير والنهضة الأوربية ثم الثورة الصناعية ومؤخرا ثورة المعلومات والتكنولوجيا- إلى مراكز بالغة السمو والتألق فى المفاهيم والممارسات على حد سواء مما ارتقى بمعيشة الانسان خطوات عديدة باهرة، دون أن ننسى إسهامات الحضارات الاخرى فى الصين واليابان والهند.
عبر هذه المسيرة الحضارية المثيرة بما صاحبها من صراع دموى بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة، وكذلك بين المؤسسات الدينية والأفراد المبدعين من العلماء والمفكرين، توصلت البشرية فى مجتمعاتها المتقدمة حضاريا إلى ترتيبات قانونية وتعارفية وضعت حدا للتدخل الدموى لرجال الدين فى الطروحات والكشوفات العلمية والفكرية التى يطرحها المفكرون والمبدعون من العلماء والفنانين، واستطاعت المجتمعات الغربية المتوثبة تحرير رقابها من سلطان وطغيان المتحدثين زورا باسم الألهة، فانطلقت أكبر وأجمل حركة حضارية تقدمية فى كافة مجالات الابداع الانسانى واستمرت بلا انقطاع عبر الخمسة قرون الماضية حتى أوصلتنا إلى اللحظة الحضارية الحالية المبهرة.
حرية فردية مقدسة
تحقق هذا الانجاز الانسانى الضخم نتيجة لتقنين عدد من المفاهيم التى تحولت مع الوقت، وبقوة القانون، إلى ممارسات وقناعات فردية وجماعية تضمن للانسان الفرد حريته الكاملة إلى الحد الذى لا تتعدى فيه على حرية الآخرين. وبمقتضى هذه المفاهيم نزعت القداسة عن تقولات وتفوهات وتهديدات رجال الدين التى كانوا يتسلطون بها على البشرية. ومُنحت هذه القداسة لكل فرد فى شكل حرية فردية مقدسة ومصونة لا تمس من قبل إنسان آخر تحت أى عذر. ولا تسحب من أى فرد حريته المقدسة هذه إلا بمقتضى القانون وبآليات عادلة وشفافة وعلنية لتطبيقه على الفرد إذا ما أعتدى على حرية أو حقوق أى فرد آخر.
شكّل هذا الانتقال لهالة القداسة من حول رؤوس رجال الدين (ولاحظ أنهم دائما رجال فى غياب فاضح للمرأة التى هى نصف البشرية!) لتحط حول رأس كل فرد فى شكل حرية فردية مقدسة إنقلابا هائلا فى حياة معظم البشر فى المجتمعات الأوربية والأمريكية التى استفادت منه. فقد أحدث انطلاقا وانفجارا هائلا فى كافة الطاقات الانسانية التى كانت مكبوتة ومكبلة ومرتعدة تحت نير التسلط الدينى المتزمت، وراحت تبدع وتفكر وتكتشف وتجرب وتحطم الاسوار فى كافة المجالات، فإذا بحضارة باهرة بالغة الاثارة والجمال والفتنة تقوم "قومة إمراة واحدة"! فى أوربا الغربية ثم أمريكا الشمالية. وإذا بكمية المعارف والفتوجات المعرفية المتحققة فى القرن العشرين وحده تعادل كل المعارف الإنسانية السابقة منذ فجر التاريخ.
تحت المفاهيم والقوانين الحامية للحريات الفردية لم يعد باستطاعة أحد أن يقوم بتكفير إنسان آخر ولا الاعتداء عليه فعليا بالصلب أو الحرق أو الاعدام ولا معنويا بالتشهير والمعايرة. إذ قامت هذه القوانين والأعراف بحماية حق الفرد فى أن يؤمن أولا يؤمن، فى أن يصلي ويتعبد أو لا يفعل هذا. ولضمان قداسة الحرية الفردية، قامت هذه المجتمعات المتحضرة بتحريم عمليات التكفير للآخرين، باعتبارها عدوانا على حرية الإنسان المقدسة. وصدرت قوانين تحرم التحريض على العنف بأى شكل من أشكاله. فكل الأفكار وأشكال التعبير عن الأفكار مسموح بها ماعدا تلك التى تنادى وتحرض على العنف ضد الآخر – فهذه جريمة. وهكذا تحمى القوانين الحضارية حق الإنسان فى أن يكفر، ولكنها لا تمنحه حق تكفير أى إنسان آخر، بل تعاقبه إذا فعل. وهذا هو عكس الحال فى المجتمعات العربية. إذ لا يستطيع الفرد المسلم أن يجاهر بكفره دون التعرض لمن يقوم بتكفيره وهدر دمه. بينما لا قانون ولا أحد يعاقب من يقومون بتكفير وإهدار دم الآخرين. بل هناك غطاء اجتماعى ومباركة جماعية للقائمين بالتكفير، بل وقوانين مثل قانون الحسبة تمنح الشرعية لأعمالهم العدوانية ضد تفكير الآخرين.
أوضاع مقلوبة
الأوضاع إذن مقلوبة فى مجتمعاتنا العربية، ولذلك نجد الدولة المصرية التى قامت بمنح جائزتها التقديرية لسيد القمنى تقف صامتة أمام دعاوى تفكيره المعلنة فى الصحف ووسائل الاعلام على ملآ الاشهاد. وتكفير سيد القمنى يأتى بعد أسابيع قليلة من هيجان التكفير الجماعى الذى قام به عدد من الكتاب والصحفيين لآلاف العائلات البهائية فى مصر. وقام صحفى متشنج بتكفيرهم والتحريض العلنى على العنف ضدهم فى برنامج "الحقيقة" على "قناة دريم"، وهو صحفى يتصور فى نفسه بطولة من يهاجم أعداء الدين من الكفار والمهرطقين المارقين. فسيادته لا يعترف بالبهائية التى يؤمن بها ملايين من البشر. وما دام هو لا يعترف بالبهائية، فلا يجوز أن يؤمن بها إنسان -لقد نصب هذا الرجل، عضو نقابة الصحفيين المصرية، من نفسه متحدثا باسم السماء، مانحا نفسه صلاحيات وسلطان الحكم على معتقدات وإيمان الآخرين. إنها محاكم تفتيش علنية نشاهدها جميعا على شاشات التليفزيون المصرى وعلى صفحات الجرائد المصرية والدولة غائبة عن الوعى ومتغابية عن الواقع! لو كانت هذه دولة فى وعيها، لقامت بمحاكمة هذا المتحدث الإلهى المزور بتهمة التحريض على العنف ضد الأبرياء. فقد خرجت الجموع فى قرية فى الصعيد وأحرقت بيوت البهائيين وروعت أطفالهم بعد ذلك التحريض الإجرامي- وليس أخطر على المجتمع من أولئك المتشنجين المصابين بلوثة التوهم أنهم المدافعون عن أديانهم ضد الكفار!
إن قداسة الحرية الفكرية والفردية فى الغرب لا تؤدى إلى ظهور البعض فى محطات التليفزيون لاعنين أو هازئين من معتقدات الآخرين. إن الولايات المتحدة وهى المجتمع الأكثر إحتراما للحرية الفردية ، لا تسمح لأى فرد بالاستهزاء أو تحقير معتقدات الآخرين الدينية بل وحتى الثقافية والاجتماعية فى الإعلام العام. وعندما يفعل هذا مقدم برنامج، يفقد وظيفته على الفور. وإذا فعلها سياسي يضيع مستقبله الانتخابى. وذلك لأن هذا المجتمع فصل بين المجال العام والخاص. ولم يعد المجال الوطنى العام يقبل الحديث فى الأديان. فهذه لها مجالات إعلامية وأكاديمية متخصصة، يمكن فيها تقديم دراسات جادة فى الأديان وتحتمل النقد الفكري الرصين. ولكن فى مجتمعاتنا العربية يحدث العكس. إذ تطارد وتصادر الدراسات الأكاديمية الرصينة فى الجامعات ويضطهد أصحابها (نصر حامد ابو زيد مثالا)، بينما يمتلآ الفضاء الإعلامي العام بالمتطرفين والمتشنجين الذين يلوثون أسماعنا بهجوم فج واستهزاء صبيانى بمعتقدات الآخرين. ويجب أن يكون هذا مرفوضا فيما يخص جميع الأديان والمعتقدات، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو بهائية أو غيرها. هذا العبث واللغو الدينى فى مجتمعاتنا العربية يكشف مدى الخلط فى المفاهيم والممارسات السائدة، فى غياب قيادة سياسية وثقافية واعية كان عليها أن تمنع هذا العبث وترسم القواعد والقوانين لترشيد المجتمع.
حالة هياج دينى
ان التكفير هو أحد مظاهر حالة الهياج الدينى المرضى الحادة المصابة بها مجتمعاتنا. ولا يوجد مجتمع آخر متحضر اليوم يضيع وقتا فى قضايا تكفير وهجوم ودفاع فى أمور تتعلق بمعتقدات وأديان. وحدها مصر والمجتمعات العربية تستهلك نفسها فى مثل هذه الأمور التى لا تفيد الإنسان أقل فائدة بعد أن أصبح التدين الجماعى العلنى لديها حالة نفسية مرضية مستفحلة تتطلب علاجا سريعا. لقد غرقت المؤسسات الحكومية والمدنية والسياسية والتعليمة والإعلامية فى مصر فى مستنقع أصبح فيه التدين جزءا من منظومة الفساد والعبث والعشوائية والبلطجة والفهلوة وعدم العمل وتدنى الانتاج وعدم بالمسئولية والمحاسبة على الخطأ. وقد تحول أغلبية الناس إلى دراويش لا يفعلون بل ينفعلون ويفعل بهم – يقبلون الظلم والفساد والعبث والاستهتار بمفاهيم الاتكال على الله والرضا والصبر الجميل ويرتكبون كل إثم تحت غطاء من الورع الزائد والتقوى المفتعلة. وقد منحوا عقولهم عطلة طويلة وسلموا أمورهم للفتاوى التى تحكم خطواتهم وخلجاتهم. وبهذا كله تتحول مصر الحضارة إلى مجتمع فاشل خامل تضربه العشوائية والتسيب، ومآله ،هو ومجتمعات عربية كثيرة تحذو حذوه، هو الوصول إلى حد الحكم على صحفية ترتدى البنطلون بالجلد أربعين جلدة!
كاتب من مصر يقيم في نيويورك

القمنى وجريمه التنوير بقلم الأستاذ كمال غبريال عن الشفاف




كي تعرف – في زمانها - أننا قد أحدثنا الثقب في جدار الظلمة.. كي تعرف أننا أعطينا العمر لنمرر إلى جيلها خيط النور.. كي لا تشك أنه لم يكن في زماننارجال!
لها أهدي هذا الكتاب..
ابنتي الرضيعة... نفرتي
سيد القمني
تصدرت هذه الكلمات كإهداء كتاب سيد القمني "النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، وننوه بداية إلى أننا نكتب اسم سيد القمني دون أن تسبقه تلك "الدال نقطة"، لأن الرجل يسبقها ولا تسبقه، يشرفها ولا تزيده شرفاً، يرفع من قدرها وقيمتها العلمية، ولا ترفع هي من قدره، ذلك القدر الذي نعرفه ونعترف به جميعاً، عبر عقود من عطائه العلمي المخلص والمدقق والشجاع.. ليس هذا دفاعاً عن القمني، وإنما من قبيل التنفيس عما بالنفس من هم وغم، مما يجلبه لنا المئات، وربما الآلاف من حاملي مسمى الدكتوراة، ولا يألون جهداً في إغراقنا بالظلمة، وإهالة أسوأ ما في ركام نفايات الماضي من خرافة وتخلف فوق رؤوسنا.
"التنوير" هو مفتاح شخصية سيد القمني، وخيط العقد الذي يجمع حبات مؤلفاته المتلألأة، وسط غثاء السيل الذي يداهمنا من كل حدب وصوب.. التنوير بالنسبة لي، وبالتأكيد هو ما ينتهجه سيد القمني، لا يعدو أن يكون خلق مجال أو صنع ثقب في جدار التجهيل المفروض علينا، لكي يتسلل منه نور المعرفة.. ذلك أن رائد التنوير لا يكاد يتميز عن أي فرد عادي ممن يعمل على تنويرهم.. هو في الأغلب لا يأتي لهم من بنات أفكاره بشيء، أو يتفضل عليهم بأفكار عبقرية، يتصور أنهم عاجزون من تلقاء أنفسهم عن الإتيان بمثلها، بالطبع إذا ما توافرت الظروف التي تساعدهم على التفكير الحر المستقل. الأداة الأساسية لكهنة وسدنة التخلف والهيمنة، ليس بالدرجة الأولى تحريم التفكير على الناس، رغم أن هذا هو هدفهم النهائي، بل يعتمدون على التعتيم، الذي يستحيل التفكير في ظله.. فالتفكير لن يتأتى من فراغ، فلكي يصل الإنسان إلى ما نسميه المعرفة knowledge، يحتاج إلى مادة خام يعمل عليها، هي ما نسميه معلومات information، تلك التي يتوصل إليها الباحث (مثل سيد القمني)، عن طريق تجميعه للبيانات data، وتحويلها إلى معلومات information، والباحث الأمين لا يفعل أكثر من الانتقال من مرحلة لأخرى بدءأً من البيانات، ليحولها إلى معلومات، قد يتوقف عندها، وقد يتعامل معها، مستنتجاً منها معارف، دون أن يضيف في كل تلك المراحل شيئاً من عنده.. لكني من واقع دراستي لمؤلفات سيد القمني، أستطيع أن أقول أنه كان في أحيان كثيرة يتوقف قبل مرحلة التوصل إلى النتائج التي نطلق عليها "معرفة knowledge"، ويتركها مساحة شاغرة يتوصل إليها القارئ بنفسه، وربما إذا شاء يتوصل إلى عكسها. يعتمد سدنة الجهل والتجهيل على عدم قدرة الفرد العادي، على الاضطلاع أو قراءة ما يقولون أنه التراث المقدس، رغم أنهم يصرون ويجاهدون ويفجرون ويقتلون، لكي يجبروننا على توفيق حياتنا حرفياً، مع ما ينتقون لنا تعسفياً من هذا التراث، الذي يغوصون فيه وحدهم، ليستخرجوا منه ما شاءوا، ويتجاهلون ما شاءوا، ويتسترون على ما شاءوا، تحت مسمى "المسكوت عنه"، أو ما يحلوا لهم أن يطلقوا عليه "المضنون به على غير أهله"!!
كل "جريمة" سيد القمني (إن كان ما ارتكبه بالفعل جريمة)، هو أنه مارس حقه كإنسان عاقل وحر، وقام برحلة إلى أعماق التراث الإنساني منفرداً، ولم يسلم يده كضرير، ليسحبه أصحاب الفضيلة والقداسة، من يقدمون أنفسهم لنا على أنهم وكلاء الله على الأرض.. أنفق الرجل (ومازال ينفق) سنوات عمره وصحته في رحلاته الشجاعة والمضنية، وكان يعود بعد كل رحلة، ليضع بين أيدينا وأمام عيوننا كل أو بعض ما اضطلع عليه، وأحجم أو لم يمتلك الشجاعة في الأغلب، عن أن يقدم لنا أي نتائج، ملتزماً حرفياً بدور الباحث الأمين، الذي لا يقدم لنا أيديولوجية أو دوجما جاهزة على طبق من ذهب، لكي نبتلعها ونحن في حالة استرخاء، فمن يتحفوننا بتلك النتائج الجاهزة هم أصحاب الفضيلة والقداسة، من ينسبون إلى الله كل ما يقولونه أو يرتأونه، ويردفون به التهديدات بالويل والثبور، إذا ما حدنا قيد أنملة عما يشيرون علينا به.
في كل تلك الحملة الضارية والمسعورة على سيد القمني، لم يقدم لنا المحرضون والمهيجون جملة واحدة من عنديات الرجل، وإنما قدموا لنا ما هو مسطور ومحفوظ ومكنون لديهم، في أمهات كتب التراث، المرصوصة في مكتباتهم، وقد يفقهون أو لا يفقهون بعض أو كل ما بها، ناسبين إياها للرجل وكأنه صبأ وكفر، رغم أن من أثبتها ووثقها ثقاة الرواة والمسطرين من الأقدمين، الذين يضفي المهيجون عليهم وعلى ما كتبوا قداسة، لا ينبغي بأي حال أن تضفى على أعمال وأقوال بشر.. لكن لسوء حظهم فإن العصر لم يعد عصر التكتم والتعتيم، بعد أن أتاحت الإنترنت كل ما كانوا يتحفظون عليه داخل الكهوف المغلقة.. صارت نقرة واحدة على المواقع التي صنعها هؤلاء المتزمتين أنفسهم، وتتصدرها شعاراتهم وراياتهم وسيوفهم الشهيرة.. نقرة واحدة كافية لأن تأتي بما ينسبونه من كفر وإلحاد لسيد القمني، لينكشف المستور، فإذا ما يحرضون على أساسه البسطاء والغوغاء، هو ما قاله الثقاة، المنزهون في حسبانهم من كل نقد أو تشكيك، وهم ذاتهم من يجلدوننا لكي نسير على هداهم، فيا للعجب ويا للمهزلة!!
ليس أمامنا إزاء إصرارهم على التهييج والتكفير إلا أن نقرهم على ما يفعلون، على أن يتجهوا بتكفيرهم، ليس لسيد القمني، الذي لم يفعل غير أنه أطلعنا على بعض مما هو مسطور في كتب التراث التي يعدونها مقدسة، رغم أنها من وضع بشر، وليست نصوصاً دينية مقدسة كالقرآن والإنجيل والتوراة.. فليتجهوا بتكفيرهم وتحريضهم ضد هؤلاء الثقاة، وضد ما سطروا في سالف العصر والأوان.. ورغم أن معالجة التراث بطريقتهم هذه ستكون لو حدثت حماقة ما بعدها حماقة، إلا أنه والحالة هذه، فإنه ليس أمامنا نحن دعاة التنوير، إلا أن نقف متفرجين، وهم يكذّبون ويأكلون ويفنون أنفسهم بأنفسهم. تحية عرفان وإجلال لكل رواد التنوير، وفي وسطهم سيد القمني، وتحية وإجلالاً لمن فتح الأبواب على مصاريعها، فلم يعد للإظلام والتجهيل من مجال، بعد أن قدم لنا الإنترنت والفيسبوك ومحركات البحث جوجل وياهو وسواها، أبواباً واسعة، وليس فقط مجرد ثقب يتسلل منه إلينا نور المعرفة.. فمنذ الآن وصاعداً لن يتمكن أحد من حجب النور عن التسلل إلى الكهوف التي سجنونا فيها دهوراً.. فليتدفق النور بلا حدود ولا قيود، وليخسأ ولتعمى عيون البوم والخفافيش، التي لا تستطيع العيش إلا في الظلام

الخميس، 20 أغسطس 2009

ياريت رمضان يبقى 12 شهر بقلم الدكتور رفيق رسمى



كانت تقدم لي دعوات لحضور حفلات رمضانيه في فنادق خمس نجوم في أحدى الدول الخليجية ، فقد كنت المسئول عن قطاع المسرح الشبابي في أحدى هيئاتها الكبرى ...
وذات مره ُطلب منى إن أتكلم وأفصح عن رايى في شهر رمضان ، وساد الصمت تماما على المكان ، وصعدت إلى المنصة ، والجميع ينظر إلى و ينتظرون ما سوف أقول وأنا القبطي الوحيد في الهيئة كلها منذ أكثر من عشر سنوات ، فالموقف في غاية الحساسية ، فالجالسون كبار الشخصيات في الدولة وحاصلون على أعلى المناصب والشهادات وخاصا انه عرف عنى الجراءة التامة والصراحة، و لم أفكر كثيرا وتكلمت بنيه صافيه وقلب محب كعادتي ...
وقلت : أتمنى أن يصير رمضان 12 شهر في العام ...
فتعالى صوت الحاضرون في تذمر وضجر وضحك وتعليقات من كل صوب ولون فالبعض يقول : حرام عليك عاوزنا نصرف أموالنا كلها على الطعام والشرب ، دا أحنا بنصرف فيه أكثر من السنة كلها ، وأخر يقول : دا وزننا بيزيد جدا في شهر واحد فما بالك لو أصبح 12 شهر ، واحد المسئولين الكبار قال: لا احد يعمل في رمضان وكافه المصالح الحكومية في الدولة تتعطل بحجه الصيام وتتعطل معها مصالح الشعب والدولة ، وآخرون قالوا لا أنت مش عارف أن " رفيق " مخرج ورزق الفنانين كله في رمضان لغزاره الأعمال الفنيه فيه ، فهو موسم المسلسلات والبرامج التليفزيونية ...
وصار كل فرد يعدد ما في شهر رمضان من مساوئ سلوكية للناس وعادات وتقاليد تدمر تقدم الدولة وازدهارها و تحد وتعوق من سلوكيات الحياة الطبيعية ، من زيادة الاستهلاك وشره في الإنفاق و الاسترخاء والكسل وما إلى غير ذلك ، وطالت الجلسة والكل يسهب ويطيل مما سوف يحدث إذا صار رمضان 12 شهر في العام من تدمير ،و من فساد للحياة الطبيعية لما اعتاد عليه الناس من سلوكيات خاطئه ، وتسابق الحاضرون في تعداد تلك العادات وحصرها ولا مجال الآن لذكرها ، وجاء دوري كي أختم الجلسة وأفصح عما أبطن بما قلت بعدما طال التعليق من الجالسين . ..فقلت : في رمضان أجد أحبائي المسلمين تسود عليهم بقوه حالات الصدق والورع والتقوى والخوف من الله والحرص التام على أقامه الصلاة في وقتها و التسابق على فعل الخير بكل عزم وإصرار ، وتتملكهم والنخوة في أغاثه الفقير والمحتاج والمريض والمسن ، ويتملك عليهم الإيثار وتفضيل الأخر ، و يجتهدون بكل طاقتهم في أتباع الفضيلة والمثل العليا والأخلاق الحميدة ، الكل يخاف الله ، ويجتهد بكل قوته أن يفعل الخير ويمتنع عن إيه شرور مهما كانت صغيره ، بل ويكون حريصاً كل الحرص إلا يقع في العديد من الكبائر والصغائر والموبقات ، فالشباب يغض البصر ويهرب من إيه شهوات شبابية ، والفتيات تمتنعن تماما عن إيه لقاءات عاطفية حتى البغايا منهن ( وهذا بكل تأكيد فالزنا يقل إلى أدنى معدلاته على الإطلاق في رمضان حتى من غير الملتزمات دينيا ) ، ومعظم كبار اللصوص الكبار والصغار يمتنعون تماما عن إيه سرقه في رمضان ، بل وان بعضهم يقيمون الموائد الرمضانية لإطعام المساكين والفقراء بسخاء بالغ ومبالغ فيه ، ويسارعون في تقديم الزكاة من أموال وملابس وغيرها ، هذا غير الملتزمون دينيا يقيمون أيضا نفس الفعل وما له من اثر أيحابي قوى للغاية في التكافل الاجتماعي وبث روح التعاون بين كافه طبقات الشعب ، و الكل يخاف من أن يظلم احد والغالبية العظمى تتملك عليه روح العدل والإنصاف وإعطاء المظلوم حقه ، وبعضهم يتجنبون بشده الاغتياب والنميمة واكل لحم أخيه حيا ...،وتمنع تماما الرشاوى من والى الموظفين لإنهاء معاملات الناس ، ومن عمل عملا في رمضان يتقنه ، ويتم الحرص على صله الرحم اى الود والوصال الأسرى , ......................الخ ...
أشياء كثيرة للغاية رائعة تتم في رمضان لا يسعني الوقت لحصرها فالكل يردد دائما (اللهم أنى صائم ) ودائما يتذكر ويقول : " دا حرام أحنا في رمضان " ...
تخيلوا معي حال المسلمين ومستقبلهم لوصار سلوك رمضان هذا من الأخلاق الدائمة المستديمة و المستدامة وأصبح عاده ، اى صارم نهج ومنهج و نمط سلوكي مستمر طوال حياتهم كلها اى صار هذا السلوك حياتي يومي لمده 12 شهر في العام يعتادون عليه و يورثونه لا بناءهم وأحفادهم ؟ وماذا لو اتبع كافه المسلمون هذا السلوك منذ بدء الدعوة الاسلاميه وحتى الآن منذ 15 قرن لو كان قد تم هذا السلوك منذ القرون الأولى للإسلام ؟ ماذا سيكون حال المسلمين ألان ؟ وماذا كان وسيكون وضعهم الآن بين كافه دول العالم المتحضر ؟؟؟ ولماذا لم يحدث ذلك بين كافه الشعوب الاسلاميه طوال تاريخهم منذ بدا الدعوة للإسلام ؟ وما هي الأسباب التي تمنع وتعوق سواد وانتشار هذا السلوك طوال العام بين المسلمين طيلة كل تلك القرون ؟ ولماذا لم يصير عادات يوميه لهم ؟ هل يوجد نصوص دينيه مضادة وتعيق ذلك سواء قران او سنه ؟؟ أم هو شهر تقوى وورع سيغفر كافه الكبائر والموبقات التي ترتكب مع سبق الإصرار والترصد طوال العام ؟؟ يغفر ما تقدم وما تأخر من الذنب ؟ إذا هيا نرتكب كل الذنوب طوال العام ونصوم رمضان فيمحى ما تقدم وما تأخر منها ؟؟ ...
ما هو الحال الذي كانوا سيصيرون إليه و عليه المسلمون لو التزموا طوال العام بالفضيلة ؟ وما هو حالنا معكم و انتم أولو الأمر منا فى البلاد الاسلاميه ؟؟ بدلا من الوضع الذي لا تحسدون عليه ألان أبدا أبدا ولا يتمناه عدوا ولا حبيب ؟؟؟؟ وكيف ستكون نظره كافه الشعوب الغير مسلمه إليهم إذا طبقوها فعلا ؟ وكيف كانوا سيتعايشون مع الديانات والشعوب الأخرى بهذا السلوك ؟؟؟ ...
وهل هناك أمل أن يتم تطبيقه مستقبلا بعد ان فشل لمده 15 قرن من التجريب المستمر والدائم ؟ وماذا بعد أن فشلت كافه محاولات التجريب فشلا تاما وذريعا ومطلاقا طوال كل تلك القرون ؟؟
وما هو مستقبل آلامه الاسلاميه كلها في ظل هذا الإطار السلوكي الحادث الآن على ارض الواقع العملي الفعلي ؟ هل من آمل ؟؟؟؟ وليس بأحلام ( الينبغيات ) اى ما ينبغي و ما يجب أن يكون وهو ما لم يتم إلى ألان عمليا في محاولات فأشله متكررة الفشل من التطبيق لمده 15 قرن اى 1500سنه تجريب ؟ ...
وإيه دفاع عن ثوابت الإسلام وقيمه أقوى من عادات سلوكية مثل تلك ؟
وإيه دعوه إلى دينهم أقوى من هذا واشد عمقا وأبقى أثرا من الخطابة وعلم المنطق والبيان والبلاغة اللفظية وكل فنون الكلام ( الذين لا يتقنون لا يتفوقون سوى فيها فقط وفقط لأغير ) رغم أن الله قال لهم ( فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ........... ) ولم يقل تكلموا كما يفعلون الآن من يدعون أنهم مؤمنون ويتسابقون على تكفير الأخر ، وقال أيضا ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) و( لا فرق بين عربي على عجمي ألا بالتقوى ) والتقوى دليلها وبرهانها يظهر في السلوك والسلوك يظهر ما في الضمائر والعقول والقلوب بصدق دون مواراة أو أخفاء أو كذب ، أما المنافق فهو يقول ما لا يفعل ، يقول حلو الكلام وأعذبه وأكذبه ،وهو اشر على الدين كله والدولة والمجتمع ...
وكما يقال ( أنت تومن بالله حسنا تفعل والشياطين أيضا تؤمن وتقشعر لأنها تعلم بوجود الله علم اليقين وتعرفه أكثر مننا نحن البشر بملايين المرات ولكن سلوكها هو الذي يميزها ) و( الدين المعاملة ) ...
أخواتي أحبائي .. متى سيصير سلوك المسلمين 12 شهر في العام هو نفس سلوكهم طوال شهر رمضان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أرجوا الاجابه ...
وغلف الصمت المكان تماما .. وأنهيت كلمتي وذهبت إلى طاولتي ...
أما عن تأثير الكلمة على الحاضرين فسيكون في المقالة القادمة ...

كنيسه الأم دولاجى باسنا !! متى ينتهى بناؤها يا أقباط مصر ؟؟ بقلم دكتور وجيه رؤوف


كنيسه الأم دولاجى !! متى ينتهى بنائها يا أقباط مصر ؟؟
بدايه , قد يعتقد البعض اننى اتوجه بالنداء الى مؤسسات الدوله للسماح ببناء كنيسه أو اننى اتوجه للأقباط للمطالبه باستصدار قرار من الدوله لبناء كنيسه , الحقيقه لا ,
فاننى هنا لمعاتبه الأقباط و رجال الكنيسه فى الكاتدرائيه للتقاعس عن الأنتهاء من بناء كنيسه صدرت لها كل القرارات بعد تعب طويل ولكن لم ينتهى العمل فيها لقله الموارد الماليه ,
والحقيقه فان كنيسه الأم دولاجى وهى الكنيسه الوحيده فى العالم التى تحمل اسمها وتحمل رفات القديسه الشهيده الأم دولاجى ورفات أولادها الأربعه اللذين ماتوا شهداء للدفاع عن ايمان الكنيسه ضد الأضطهاد الرومانى فى القرن الثالث الميلادى وقصه استشهادها وأولادها موجوده فى عده كتب وموثقه ويحتفل بها الجميع كما تعتبر كنيستها فى اسنا التى انشأت فى القرن الرابع الميلادى مزارا سياحيا كبيرا للكثير من السياح الذين يأتون لزيارتها وأخذ بركتها ,
والحقيقه فقد تهدمت الكنيسه ووقع سقفها اكثر من مره وقد تعب المسئولين فى الكنيسه فى استصدار قرارات من ترميم واعاده بناء وقد تم استصدار قرار فى عام الف وتسعمائه وثلاث وسبعون باعاده البناء وتقاعس البعض عن التنفيذ وصدر قرار آخر فى عام الف وتسعمائه وثلاثه وثمانون باعاده البناء والترميم ولم ينفذ ,
والحقيقه وبعد تعب كبير من رجال الين المسيحى فى اسنا وبعد المساعده من المسئولين تم التصريح الكامل باعاده البناء على مساحه الف ومائتى متر مربع وابتدأ البناء فى الكنيسه وفى مبنى الخدمات المجاور لها وهو من خمسه طوابق لخدمه الكنيسه وزوارها ونشكر الأخوه المسلمين المسئولين فى اسنا اللذين بفضلهم لم يتم عرقله البناء ,
ولكن بعد تمام البناء و قبل انهاء العمل فى الكنيسه من حوائط ودهان وارضيات تم تدشين الكنيسه من قبل قداسه البابا الذى زارها منذ عام و تسعه اشهر , ولكن المبانى لم تنتهى والأرضيات لم تفرش واعمال المحاره والدهان بالأضافه الى السباكه وما اليه لم تنتهى !!
وحينما سألنا عن ذلك فوجئنا بان أعمال التشطيب لم تنتهى لعدم وجود موارد ماليه وان الأعمال شبه متوقفه !!
يا ألهى نقوم الدنيا ولا نقعدها حينما يرفض المسئولين اعطائنا قرار بالبناء ,
وحينما يتم اعطائنا القرار نركن ولا ننهى اعمالنا بحجه عدم وجود موارد ماليه !!
فأين اذا الشائعات التى تؤكد ان كبار رجال الأعمال فى مصر متبنين بناء هذه الكنيسه !!؟؟
وحينما تحريت الأمر تبين انه لايوجد احد من رجال الأعمال يتبناها وانما كل الموارد تأتى من فاعلى الخير اللذين يقتطعون جزءا من رواتبهم لأستكمال هذا البناء وبالطبع ما ياتى منهم هو قليل فى هذا البناء الضخم ولايمكن من اتمامه ,
طبعا بقاء هذا البناء الضخم دون انهاء شكله مش كويس فى حق كل قبطى خصوصا بعد كل هذا التعب خلال أكثر من ثلاثون عاما ,
وهنا عندى سؤال : لماذا لاتقوم الكاتدرائيه بتبنى انهاء أعمال الكنيسه ومبنى الخدمات وعلى حد علمى ان مولد واحد من موالد الصعيد مثل مولد مارى جرجس فى الرزيقات يكفى دخله ويزيد لأتمام هذا العمل ,
عموما كتابتى لهذا المقال بعد رؤيتى لتوقف الأعمال بالكنيسه ومبنى الخدمات ولهذا اتوجه الى الكاتدرائيه فى القاهره والى المصريين جميعا مسيحيين ومسلمين داخل مصر وخارجها للتبرع لأنهاء الأعمال بهذا المبنى واخز بركه هذه القديسه العظيمه :
وذلك على الحساب التالي بنك مصر فرع إسنا حساب رقم 9560-1-335 كنيسة الأم دولاجى بإسناللاستعلام / القس متأوس ت: 2511418/095 - م : 0127443509 سيرة الشهيدة ألام دولاجى وأولادها الأربعة ورحلة بناء الكنيسة الرجاء الضغط على اللنك التالي :http://www.coptichistory.org/new_page_1086.htm
والرب يعوض تعب محبتكم
د / وجيه رؤوف

الجمعة، 14 أغسطس 2009

البابا شنوده !! هل هو روحانى أم سياسى أم كلاهما معا ؟؟ بقلم دكتور وجيه رؤوف


البابا شنوده هل هو سياسى أم روحانى أم كلاهما معا ؟؟؟
تحدث الكثيرون فى الأونه الأخيره عن البابا شنوده وعلقوا على احاديثه فى كثير من المجالات وقد تناوله الكثير منهم البعض بالتأييد والبعض بالنقض حول اراء قداسه البابا فى بعض القضايا , وكان هؤلاء منهم الأقباط ومنهم من غير الأقباط ,
اما أوجه الأعتراض التى جاءت من البعض ضد قداسه البابا حينما ذكى أحد القيادات لتولى رياسه الجمهوريه وحينما أدلى قداسته برأيه فجاءته قنابل الهجوم من المعارضين سواء الأقباط أو غير الأقباط بعدم احقيته فى الأدلاء برأيه حيث ان منصبه روحى بحت وليس سياسى , فليس له شأن بالسياسه ومن هذا المنطلق وجب عليه ان لايدلى برأيه فى تلك المسائل حتى لاينساق باقى الأقباط لهذا الرأى باعتباره نداء دينى ....
وهنا نقف ونتأمل قليلا هل منصب البابا منصب روحى ام منصب سياسى أم كلاهما معا ؟؟؟
والحقيقه أختلف المنصب باختلاف شخصيه من تولاه فمثلا كلنا نعلم ان قداسه البابا كيرلس السادس الراحل كان روحيا الى اقصى حدود الروحانيه وكان قديسا عالى القداسه يتشفع البعض به الى يومنا هذا ولكن لاننكر فى ذات الوقت دوره السياسى الكبير وصداقته مع الزعيم جمال عبد الناصر ودوره فى تربيط أواصل الروابط بين مصر والحبشه ايام ولايه الأمبراطور هيلاسلاسى على الحبشه ودوره فيها .. هنا لاننكر ان لقداسه البابا كيرلس دور سياسيا فى هذه الفتره ,
هذا عن البابا كيرلس القديس والعظيم بين القديسين ونأتى الى قداسه البابا شنوده ودوره منذ توليه فهل لم يكن للبابا شنوده بالأضافه الى دوره الروحى اى دور سياسى ....
اولا :
كلنا نعلم ان البابا شنوده هو نفسه نظير جيد المثقف والصحفى الذى لم يبعده تعبده للله عن موهبته الفطريه فى الشعر والأدب فاستغل كل هذه الهبات الربانيه فى تأليف الكثير من الأشعار التى تتبنى الكثير من الروحانيات وتدعوا الى التقرب من الخالق , ولكنه كأى صحفى وطنى حيث ان الشخصيه لا تتجزأ له ميول وطنيه وجب عليه ان يظهرها والا فلماذا صفق له الكثير من المصريون المسلمون قبل الأقباط حينما حرم زياره القدس واعلن انه لن يدخل الأقباط القدس الا وايديهم فى ايدى اخوتهم المسلمين فى زياره المسجد الأقصى , ألم يكن هذا الموقف سياسيا وطنيا بالدرجه الأولى ام انه حينما يتخذ موقفا يأتى على هوانا نصفق له وحينما يتخذ موقفا لايأتى على هوانا نقول انه منصب روحانى ولاينبغى له ان يتحدث فى السياسه ثانيا :
حينما يطلب من قداسه البابا تهدئه الأجواء فى الخارج لأستقبال شخصيه رئيس الجمهوريه هناك مقابله تليق برئيس جمهوريه مصر ويقوم قداسته بمخاطبه اقباط المهجر وارسال الوفود لتهدئه الأجواء , اليس هذا موقفا سياسيا ام موقفا روحيا , صدقونى لو كان روحيا لكان اكتفى بالدعاء فقط !!
ثالثا :
حينما تثار الفتن ويأتى الكثيرون من مشعليها لشعللتها فيأتى كلام قداسه البابا بلسما ليهدىء النفوس ويمنع الفتنه ويمنع حربا طائفيه من الممكن ان تأتى على الأخضر واليابس , أليس هذا دورا وطنيا سياسيا أم ماذا ؟؟
رابعا : نتذكر جميعنا زياره الراحل ياسر عرفات رئيس منظمه التحرير الفلسطينيه الى قداسه البابا فى الكاتدرائيه قبل رحيله بعده سنوات طلبا للبركه والتأييد وقد ايد قداسه البابا فى حضور الجميع ضروره أقامه دوله فلسطين وتأكيد الحكم الذاتى لهم , طبعا هذه الزياره تؤكد الدور السياسى لقداسته .
خامسا : يمنح شرفيا لكل من قداسه البابا وفضيله شيخ الأزهر منصبا شرفيا موازيا لمنصب رئيس الوزراء لما لهم من دور اساسى فى تعميق الأستقرار داخل الوطن و تعميق قضيه الوحده الوطنيه التى تعتبر قضيه أمن قومى , هذا جميعه يؤكد ان للبابا دورا سياسيا لا يجب الحجر عليه كما انه كمصرى وطنى لابد له من الأدلاء برأيه كسائر المصريين دون الزام الجميع برأيه كما يفعل دائما ,
طبعا انا لست هنا لكى اعدد من انجازات البابا وهى كثيره وانا اعلم تماما ان هناك الكثيرون يترصدون من يكتب عن البابا بالخير لكى يهاجموه بكل ما أوتوا من قوه ,انجازات البابا كثيره وانا لست هنا فى مجال لذكرها وذلك لعلمى ان كل مانعلمه هو قشور فى محيط البابا الممتلىء
ولكنى هنا لكى اقرر حقيقه مهمه ان منصب البابا هو روحى وسياسى معا شاء ذلك الجميع او لم يشاؤوا لأن هذا هو افراز الواقع الطبيعى ,
ولكن لنقف هنا قليلا :
هل استطاع البابا بهذا المنصب تأديه بعض الخدمات لشخصه أو لخاصته ؟؟
الحقيقه اقول ان خدمات البابا تنطلق من المبدأ الوطنى وليس القبطى فخدماته هى وان ويه اى طريق واحد فى خدمه مصر ولأستقرار مصر ,
وهنا اتذكر الوزير الذى بلا وزاره أو الوزاره التى بلا وزير فهى لاتستطيع تأديه خدمات خاصه ولكن خدماتها فى اطار الشكل العام ,
و الدليل على ذلك قانون دور العباده الموحد الذى ينادى به قداسه البابا منذ عده سنوات بالأضافه الى التمييز الأيجابى للأقباط وكلاهما طلبات تعب القلب من تكرار طلبها و نادى بها قداسه البابا كثيرا ولم يستجاب له ,
اذا خلاصه القول ان الدوله تستفيد من قداسه البابا سياسيا وفى المقابل لا يستفيد هو أو خاصته بشىء ,
يلبى قداسه البابا نداء الوطنيه فى داخله ويلبى نداء الشهامه فى وجوب مقابله رئيس الجمهوريه مقابله تليق به , أما هو فينادى كثيرا ولا يستجاب له ويقدم مطالب ولا تعطى له وحينما لايستجاب له لايملك شيئا ولا يتبرم ولا يضرب ( بضم الياء ) ولا يعترض بل يقول بكل ايمان :
ربنا موجود
د / وجيه رؤوف

الاثنين، 10 أغسطس 2009

الكنيسه القبطيه ترفض المشاركه فى مظاهره واشنطن خلال زياره مبارك بقلم عمرو بيومى عن المصرى اليوم


رفضت الكنيسة القبطية الدعوة التي أطلقها بعض من نشطاء المهجر بالتظاهر أمام البيت الأبيض يوم 18 من شهر أغسطس الجاري أثناء زيارة الرئيس مبارك لواشنطن.
وصرح مصدر من المكتب البابوي أن البابا شنودة شدد علي ضرورة حسن استقبال الرئيس مبارك بما يليق بأكبر رمز مصري وقال: "البابا أعطي أوامر لأساقفة المهجر بالتنبيه علي الشعب القبطي هناك بعدم الاستماع أو المشاركة في الدعوات التي تهدف إلي الإساءة لمصر أو رموزها.
وكان عدد من نشطاء المهجر يتزعمهم مجدي خليل "مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات" قد دعوا للتظاهر للاحتجاج على ما وصفوه بـ"اضطهاد" الأقباط والعنف والهجوم على الكنائس والأديرة واستهداف للأسرة القبطية والبنات الأقباط، حتى وصل الأمر لمنع الصلاة على موتى الأقباط في بعض القرى، على حد قولهم.
من جانبه، أكد المهندس مايكل منير "زعيم أقباط المهجر" أن المظاهرات ضد النظام لم تعد تؤتي بأي ثمار ولم تعد أداة ضغط علي النظام المصري، بل أصبحت تأتي بآثار عكسية علي القضية القبطية.
ووصف منير المظاهرات بأنها مجرد "هوجة" يقوم المشاركين فيها بالتنفيس عن غضبهم عن طريق سب النظام المصري والمسئولين المصريين أثناء تواجدهم في واشنطن مما يعطي صورة سيئة عن القضية القبطية.
إلي ذلك، أنتقد الدكتور القس صفوت البياضي "رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر" ترشيح البابا شنودة الثالث "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" جمال مبارك لحكم مصر خلفا لوالده ووصفها بأنها تصريحات "هوائيه".
وشدد البياضي علي أن الكنيسة ورئاستها ليس من حقها أن تفتي في الأمور السياسية؛ لأن دورها مقصور علي الأمور الدينية، وقال:"عندما نقول إن غالبية الشعب يفضلون جمال مبارك نكون بذلك صادرنا علي حرية الشعب في الاختيار الديمقراطي".
وأضاف "لا يوجد تعدد في الاختيارات ولا يوجد شخص مطروح علي الساحة السياسية سوى جمال مبارك؛ لذلك أنا ضد تحديد شخص بعينه للشعب"، مشددا على ضرورة أن يكون الاختيار عن طريق مقارنة برنامج ببرنامج وليس مقارنة شخص بشخص خاصة مع عدم وجود أي منافس لأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني.

الأحد، 9 أغسطس 2009

د / سيد القمنى : أقدم للوطن شيئا أعتقد أنه صواب .. فان كان خطأ فالقوا به فى البحر ... ولكن لاتكفرونى ( عن المصرى اليوم )


حوار نشوى الحوفى 6/ 8/ 2009
لا تخلو كلماته من مرارة رغم حلاوة طعم جائزة الدولة التقديرية التى شعر أنها ليست له وحده، ولكن لأكثر من خمسين اسماً تم تكفيرهم قبله، لا يخفى توجسه من الصحافة بوجه عام وهى من ساهمت بنصيب فيما آل إليه حاله، سواء عبر ترويج أحاديث لم يتفوه بها، أو من خلال نشر مقالات تهاجم ما نسب له زوراً، أو كتابات بعض ممن كان يعتبرهم أحبة، والذين اتهموه حين أعلن اعتزاله الكتابة عام 2005، بالسعى وراء الشهرة ومحاولة لفت الأنظار.
اختلف معه ما شئت فهذا حق التفكير علينا، ولكن لا تكفره، هذا هو مطلبه من كل المصريين، مؤكداً أن من حظه أنه ولد مسلماً، مصرياً مؤمناً بالحرية إلى أقصى الحدود.
جاء حوار «المصرى اليوم» معه لا من باب الدفاع عنه، ولكن من باب الفهم لما يقدمه كمفكر، حيث تزامن حصوله على جائزة الدولة مع الذكرى الرابعة لابتعاده عن عالم الكتابة التى عاد لها مؤخراً.
كيف ترى تزامن فوزك بجائزة الدولة، مع مرور 4 سنوات على قرار اعتزالك الكتابة؟
- رغم أننى لا أعتمد على الدلالات فى تفسير أقدارى، فإن الجائزة حملت لى دلالة رمزية أشعرتنى بأن وطنى مازال به شجعان لم يخشوا منحى إياها بعد تهم تكفيرى. وذكرتنى بعدد من تم تكفيرهم فى تاريخنا الحديث ولم نكرمهم بجوائزنا، 50 اسماً من بينهم صلاح عبدالصبور وفرج فودة وأحمد بهاء الدين ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وعبدالرزاق السنهورى وطه حسين، وهم شموس نهضتنا الفكرية.
أعلم أننى مُنحت الجائزة على الأبحاث العلمية الصرفة التى لا تحمل جدلًا، مثل كتاب «النبى موسى وآخر أيام تل العمارنة» و «قصة الخلق»، و«إسرائيل التوراة والتاريخ والتضليل». وأقول لمن يرفض منحى الجائزة ويكفرنى، لست قائدًا لأحد ولا مفكرًا كبيرًا ولا صغيرًا، أنا مواطن بدون أى رتب، يحاول أن يقدم للوطن شيئًا يعتقد أنه صواب، فإن كان خطأ فألقوا به فى البحر ولكن لا تكفروه.
أحب المسلم، والأرثوذكسى، والكاثوليكى، والبهائى، والأحمدى والقديانى، واللادينى، لأننى مجرد بشر، ولن آخذ وظيفة الله فى حساب الناس.
تؤمن بالمواطنة وترى أنها تمثل علاجاً لمشاكل المصريين.. كيف ذلك؟
- أنادى بالمواطنة التى تسبب لمن كفرونى، ثورة فى عقولهم ويسمونها علناً كما يقول القرضاوى: «المواطنة من الأوثان»، بينما أرى أننا لو تساوينا سنحل مشاكلنا، وهو ما لا يريدونه، هم يريدون أن يظل اختلافنا حول النقاب والحجاب والسروال، وأن يحارب شبابنا الغرب لا بالحضارة ولكن بالجهل، فلا نطالب حكومتنا بتحسين التعليم، أو تطوير المدارس، ولا أن ننفض عن قنوات فضائية لا يسأل مشاهدونها غير عن التاتو ونتف الحواجب!
وكأن الإسلام نزل بالأمس، هم يريدون أن يظل تعامل المسلمين مع غيرهم بمنطق السادة والعبيد، وأقول لهم إن كلنا عباد الله والدليل من آيات القرآن، ومنها: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة»، و«يوم القيامة يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون»، و«لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجاً». ربنا يقول إنه خلق اليهودى والمسيحى والمسلم، فهل نغير خلقة الله؟
ويتمادون فى تعاليهم ويقولون إنهم يتسامحون مع غير المسلم، وأنا أرى أن التسامح ليس منة من أحد على أحد، لأنه شريعة إنسانية يجب أن تكون لها السيادة.
وأقول لمن يكفرنى على هذا الكلام، أحمد ربى لأنى ولدت مسلمًا وأكرر الشكر والحمد لأننى ولدت فى بيت يحفظ محارم الدين لأن رب البيت كان رجلًا أزهريًا ترك الأزهر وعمل بالتجارة، وظل إمام المسجد فى قريتنا لاعتقاده أن الدعوة لا يؤجر عليها من بشر.
ثم أحمد ربى أن هذا الأب كان عاشقًا للشيخ الإمام محمد عبده، الذى كان له رأى يقول فيه: «أنا لست الله لأحكم على أحد بدخول الجنة أو النار».
هل تعتقد أن تطبيق مبدأ المواطنة يمكنه علاج حالة الاحتقان بين المسلم والمسيحى؟
- المشهد الآن مرعب، المسلمون يكفرون المسيحيين، والمسيحيون يهينون المسلمين. ويعلم الجميع أن المواطنة هى الخلاص الوحيد لهذا البلد؟ زكريا بطرس رجل مسيحى أهان المسلمين ويعيش فى الخارج، فهل أقول إنه يعبر عن كل المسيحيين؟ لا. هل نقول إن بن لادن يمثل كل المسلمين؟ لا. كلاهما له ظروف تواجده فى عالمنا، زكريا بطرس ظهر كرد فعل عصبى على فعل عصبى فى مصر، والعصبية كما قال أحمد بن الطيب هى أن يرى الإنسان خيار الآخرين أشر من أشرار قومه.
هل توافق على أن الدولة فى مصر تعرقل مشروع المواطنة مثلها مثل رجال الدين؟
- لا أعفى الدولة من المسؤولية، فبدلاً من أن تواجه حكومة الحزب الوطنى الإرهاب وتصر على الدولة المدنية، تتجاهل النقاش فى الأمر، وتتعامل مع المعادين لمبدأ المواطنة، هل يُعقل أن تأتى بمن أفتى بقتل فرج فودة بعد اغتياله، ليشهد بأنه كافر!
هل يعقل أن تنادى الحكومة بالمواطنة وتصر على الاحتفاظ بخانة الديانة فى البطاقة الشخصية، الدولة لا تناقض نفسها، حتى فيما يقوم عليه مبدأ التشريع الإسلامى، كما تنص المادة الثانية من الدستور، فالشريعة تقوم على مبدأ مهم ورئيسى لأى حياة وهو العدل. والعدل يلزمك بمنح كل أفراد الديانات حقوقهم كمواطنين، لا بما يؤمنون به.
وإذا كان العدل أساس الملك، فهو لا يقتصر على المسلمين فقط. لأن الله تعالى ينزل مطره للمسلم وغير المسلم، وتطلع شمسه على كل خلقه، هل تأخذون وظيفة الله؟
لماذا تبدون الهلع على الإسلام وهو دين كبير لا يقع؟ ولو حدث تشويه فى الإسلام فليس بفعل من يؤمنون بالمواطنة، ولكن بسبب من تاجر بالدين فى السياسة.
كيف كنت تتمنى أن يكون موقف الدولة من كل هذا؟
- كان من المفترض أن ترد بثورة ثقافية علمية، تنهض بالمجتمع وترتفع به وتقوده لحالة غير التى وصلنا إليها. أنا أتمنى من حكومتنا ألا تستعين بحلف الفقيه والسلطان لأنه ليس له صاحب نهائياً، ما عدا شخصيات تعد على أصابع اليد. فالإخوان مثل غالبية علماء الأزهر مثل علماء الجبهة، لا يهمهم مصالح الوطن ولكنهم يهتمون بما يخدم مصالحهم.
لقد حسم الغرب تلك المسألة منذ قرون، وفصل الدين عن الدولة وعن كل مجال عام، ويصر على حماية الدين فى ذات الوقت، والنتيجة دولة مدنية علمية. ولذا بات الغربيون ملجأنا عندما تضيق علينا بلادنا، يرحبون بنا ويمنحونا الأمان ويتيحون لنا فرص العمل والفكر، وهو أكبر دليل على أنه لا عداوة بين الدين والعلمانية.
أمتنا الآن مهزومة، إسرائيل تدك غزة وتقتل المئات، وفى النهاية تشب حماس وتقول انتصرنا! حزب الله يخطف جنديين فتُدك لبنان بالكامل ونقول انتصرنا!! لقد بتنا مرضى بالهزيمة ولابد من علاج والبداية الاعتراف بحالنا.
أين تكمن مشكلة الدكتور سيد القمنى؟
- مشكلتى مع من يدعون أنهم رموز الإسلام، الذين يقولون نحن مشايخ، والإسلام ليس به مشايخ ولا إكليروس. وعندما قال المولى عز وجل: «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» كان يقصد بها تلك الواقعة التى جاء الكفار يسألون فيها النبى عمن يضمن لهم أنه نبى؟ فنزل قول الله تعالى: «اسألوا أهل الذكر» و كان يُقصد بهم النصارى واليهود لأنهم أصحاب كتاب. أما الآية التى تقول: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فليس المقصود بهم علماء الدين، ولكن العلماء الذين تتجلى لهم قدرة الله من خلال دراساتهم وما يتكشف لهم من أسرار الكون.
الداعية الحق هو من يسافر إلى مناطق مثل أدغال أفريقيا، وأحراش استراليا، كما يفعل الفاتيكان الذى يرسل رجاله لمعالجة الناس هناك وتعليمهم وإطعامهم، ويعاملهم بالحسنى فيبدأون فى السؤال عن الدين المسيحى الذى منحهم معاملة كريمة فيعتنقونه.
أما شيوخنا فيركبون المرسيدس ويجلسون فى مكاتب مكيفة ويقبضون الأموال من فضائيات يمسحون من خلالها عقول الناس وينسونهم مبدأ إعمال العقل.
تعلن دوماً أن السياسة تفسد الدين وأن الدين يفسد السياسة، لماذا لم تتضح تلك المعضلة فى سنوات الإسلام الأولى؟
- من قال ذلك، لقد كانت واضحة للعيان ولكن علماءنا مروا عليها مرور الكرام، فقد اتضحت مع مقتل عمر بن الخطاب، والخلاف الذى انتهى بقتل عثمان بن عفان، وفى موقعة «الجمل» خرجت السيدة عائشة على ناقتها لتحارب الإمام على بن أبى طالب، وكلاهما استند إلى صحة موقفه بالدين، والسؤال: من منهما كان على حق، ومن كان على باطل؟ عندما تدخلت السياسة فى الدين قسّمت المسلمين لشيعة وسُنة، وتم ضرب الكعبة بالمنجنيق ثم حرقها، وبعدها قُتل الزبير وصُلب لعدة أيام، واستبيحت مدينة رسول الله واستبيحت نساؤها.
هل تعتقد أن المشكلة الفكرية للمسلمين الآن تتلخص فى عدم تجديد الخطاب الدينى؟
- طالبت بتغيير المناهج منذ عام 1996 وقبل أن تقع أحداث 11 سبتمبر.. رجال الدين يحتاجون ذلك بشدة، يتحدثون فى المعلوم منذ سنوات ولا يفكرون فى عملية بناء المواطن، أو ترسيخ قيم رئيسية فى نفسه، أهمها أن الدين المعاملة، وأن الضمير الحى يقود لإقامة العدل الذى يزكّى الناس عند ربهم، وأن الله استخلفنا فى الأرض لإعمارها، وهذا العمار لن يتحقق من دون منح الحرية للعقول.
يجب أن يعلموا أن ما يُدرس فى الأزهر ومعاهدنا التعليمية شديد الضرر بنا وبمستقبلنا، ديننا عظيم ويسير وسهل وبسيط، فقط لو خلّصناه من كل ما أضيف له عبر العصور الإسلامية واعتبره من يقولون إنهم «رجال الدين» أمرا مقدسا، وعليهم أن يرفعوا أيديهم عن عقول الناس، فالمناهج معطلة وتخلق أجيالا من الإرهابيين عبر خلق حالة من التناقض بين المسلمين.
البعض يرى أنك تعديت كل حدود الحرية فيما تعلنه من آراء حول الإسلام.. ما رأيك؟
- أقول لهم: ليتكم تتعلمون من التاريخ الإسلامى فى قرونه الأولى، كانت الأمة الإسلامية فى قمة مجدها وعزها واثقة من نفسها، تترجم أرسطو، وقراءات الهند. «الفارابى» أخذ فلسفة المصريين القدماء التى تقول بوجود تسعة عقول أعلاها الله، ومزجها مع الإسلام ولم يكفره أحد.
«ابن رشد» الذى كفرناه وأحرقنا أعماله، هُرّبت كتبه إلى أوروبا، وأنتجت خمسة قرون سموها «المرحلة الرشدية اللاتينية»، وكانت أساسا انطلقت منه حضارة أوروبا وقامت عليه نهضتها.
ولم يقل الأوروبيون إن أعمال ابن رشد غزو ثقافى عربى، كما نفعل الآن، لأنه لا شىء اسمه «غزو ثقافى»، وإن أصررتم على هذا فلتعيشوا فى الظلام.
قلت فى أحد كتبك: «القرآن يجسد نصا تاريخيا ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية».. ألا ترى أن هذا مبرر لاتهامك بالكفر؟
- لا، فالمساءلة النقدية لا تعنى الانتقاص من القرآن، فالنقد هو التدقيق والفحص للآيات فى إطار سياقها الزمنى ومعرفة الأسباب الخاصة بنزولها وواقع الآية وظرفها المكانى، وما إذا كان لها علاقة بأحاديث نبوية أم لا.
والخلاف بينى وبين مشايخ هذا الزمان أنهم يؤكدون أن القرآن كله صالح لكل زمان ومكان، والسؤال المنطقى: لماذا ألغى سيدنا عمر بن الخطاب سهم المؤلفة قلوبهم بعد وفاة الرسول بسنوات قليلة وهو أمر إلهى قاطع فى القرآن؟
ولِمَ ألغى متعتى الحج والنساء وقد كانتا مقررتين فى عهد رسول الله، فهل نشك فى الخليفة عمر؟ وأقول لهم: هناك أحكام فى القرآن صالحة لكل زمان ومكان وهذا لا جدال فيه، وهى المرحلة التى كان الرسول يؤدى فيها دور الرسالة، وعندما ذهب للمدينة بات الرسول النبى الحاكم الذى لم يقل إنه جاء ليؤسس دولة، ولكن ليوحّد المسلمين تحت راية الإسلام، حتى لا يكونوا قبائل تأكل بعضها.
أما الآيات الصالحة لكل زمان ومكان فهى مثل آية «لا تزر وازرة وزر أخرى» وآية «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ولكن هناك أحكاماً الزمن نفسه عطلها، مثال على ذلك لدينا 23 آية فى القرآن الكريم تتحدث عن الرق وملك اليمين، ومازال يدرس فى الأزهر حتى الآن، رغم أن الرق والعبودية انتهيا منذ سنوات طويلة فى العالم! كيف إذن نصر على التعامل بها؟
ولماذا ترفض أن تقترن الحضارة التى أسس لها المسلمون بالإسلام؟
- لأن الحضارة يصنعها الإنسان ولا تدخل فى ميزان حسناتى وسيئاتى ولا علاقة لها بالدين. لو دخلت الامتحان ورسبت فى الطب هل أدخل النار؟ ولو نجحت فى امتحان الهندسة هل أدخل الجنة؟
الحضارة هى المهندس والطبيب والعالم والميكانيكى والتاجر والمدرس، والدين علاقة بين المرء وربه. جاء النبى محمد ليتمم مكارم الأخلاق ويبلغ رسالة ربه. ولكن نسبة كبيرة من علماء الدين زيفوا الدين ليحكمونا.
فسر الكثيرون مقالاتك فى مجلة روزاليوسف باعتبار أنها تحمل دعوة لتنحية الحديث النبوى.. هل هذا صحيح؟
- لم أناد بتنحية الحديث لأننى أختلف مع القرآنيين، ولكننى أرى أن الحديث النبوى دخله الكثير من الدس والافتراء على الرسول، لقد كان أبوهريرة يصلى وراء الإمام على بن أبى طالب، ويأكل على مائدة معاوية بن أبى سفيان، ويقول: «الصلاة وراء علىّ أكرم والطعام على مائدة معاوية أدسم» فهل هذا يعقل؟ عكرمة عبد«عبدالله بن عباس» كان يروى الحديث بعد وفاة سيده، ويقبض من كل من يدفع له، وحبسه ابن عبدالله على باب الكنيف، فسأله المسلمون كيف يفعل هذا فى عبد أبيه؟
فقال لهم: هذا الملعون يكذب على أبى ويروى عنه. الأمر الآخر أن رواية الحديث اعتمدت على مدى تقوى الرواة وليس على العقل، ودخل بين هؤلاء الثقاة كذابون، والحديث ليس كالقرآن الكريم.
ولذا علينا التعامل معه بما يتناسب مع العقل، لا تحدثنى عن جذع الشجرة التى بكت للنبى، والحجر الذى قال للنبى أحبك.
أليس لكل نبى معجزات.. لماذا نستكثر أن تكون تلك معجزات النبى؟
- الإسلام له معجزة لا يضاهيها أى معجزة هى القرآن. استمعى معى لقول الله تعالى: «ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» أليس هذا إعجازا لا يأتى به بشر؟
ألم يسر المسيح على سطح الماء لماذا لا نصدق حديث الصخر للنبى؟
- معجزات ما قبل النبى صلى الله عليه وسلم كانت معجزات «استعمال مرة واحدة»، لإثبات صدق النبوة، مثل عصا موسى التى شقت البحر ولكنه لم يتركها للأنبياء من بعده.. المسيح كان يبرئ الأكمه ويشفى الأبرص ولكنه لم يعلم الحواريين الطب.
الإسلام أتى بكلام يتعايش مع الواقع وهذه هى المعجزة الرئيسية، إلى جانب أن المعجزة فى شخص الرسول نفسه، فالله قال إن الرسول خاتم النبيين وإنه آخر رسالة ترسلها السماء، وإنكم يا بشر وصلتم سن الرشد وآن وقت تحملكم أمانة العقل، ولذا أنهى الرسول زمن المعجزات وأطلق حرية الإنسان وسراحه لينتج ويبهج ويزرع. ويكون ضميره فيصلاً والضمير قام على مبدأ العدل.
المؤمن القوى خير من المسلم الضعيف.. لماذا قررت الاعتزال؟
? الرسول عليه الصلاة والسلام فى صلح الحديبية قدم تنازلات لم يقبلها الصحابة رغم أنه كان منتصرا فى غزوة الخندق، وقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت غير الساعة، الرسول يكتب من محمد رسول الله، فيقول له سهيل بن عمرو مفاوض المشركين: «لا، لو أعلم أنك رسول الله ما قاتلتك، اكتب من محمد بن عبدالله»، فيقبل الرسول، ويساوى نفسه بالمشرك. فهل كان النبى ضعيفاً؟ بالطبع لا، ولكنه كان يعرف أن قوته لا توازى قوة الكفار، خاصة بعد تحالف يهود خيبر معهم، وأنا مسلم لى فى رسول الله أسوة.
ولم كان الاعتذار عن كل ما كتبت؟
- جاءنى بيان هددنى فى حياتى وبناتى، وأعتقد أنه لا يعيبنى أن أفكر فى حماية بناتى، أو أن أشعر بالخوف عليهن. البيان أصر على أن يكون الاعتذار فى نفس المكان الذى كنت أنشر فيه وهو مجلة روزاليوسف، وإلا سألقى حتفى خلال أسبوع.
ولذا كان قرار العزلة الإجبارية رغم أنه كان من الممكن التصالح مع الجانب الآخر الذى كفرنى، وقد دعانى دكتور عبدالصبور شاهين، وقال لى «تعال واكسب الدنيا والآخرة»، وكأننى لست بمسلم.
ألم تفكر للحظة أن البيان قد لا يتعدى مجرد تهديد.. لماذا صدقته؟
- على مدى 3 أشهر كانت تصلنى رسائل تهديد من منظمة أنصار الرافدين فى العراق، وكانت تتضمن وقائع قتل الأجانب، حتى كانت الرسالة قبل الأخيرة التى تزامنت مع واقعة اختفاء سفيرنا فى العراق إيهاب الشريف..
كان عنوان الملف «عقبالك».. فتحته وجدت به تفاصيل قتل إيهاب الشريف فأبلغت الأمن بأن سفيرنا قُتل، بعد يومين جاء التهديد بتوقيع الجهاد المصرى، فطلبت الأمن فاصطحبونى مع جهاز الكمبيوتر وتم فحصه للتأكد من أننى لا أدعى التهديد واستمعوا لأقوالى، ثم أعادونى للبيت وزودوا لى الحراسة فردا واحدا، مكث يومين ثم انصرف، وهو أمر سبق للبيان تناوله، لتتأكد ظنونى فى أننى مستهدف، لتشتد الحملة علىّ فأصررت على الصمت، مع أن من يريد الشهرة لا يصمت.
كيف استقبلت تكفير جبهة علماء الأزهر لك بعد الجائزة؟
- أولاً سبق لمحافظ القاهرة حل تلك الهيئة ولكنها عادت بقرار القضاء الإدارى. ثانيا هذه الجبهة لا علاقة لها بالأزهر، ولكنها دكانة من دكاكين الإخوان.. جمعية تتبع الشؤون الاجتماعية ولا تعبر عن رأى العلماء المستنيرين.. فأنا أنتقد علماء الأزهر ولكننى لست فى خصومة معهم. وسبق لمعهد البحوث الأزهرية اتهامى بالكفر ومحاكمتى وبرأنى القضاء، ومن قال لأخيه «يا كافر» فقد باء بها أحدهما، فمن باء بها بعد البراءة؟ ولا أقول سوى «اللهم اغفر للسفهاء منا ولا تغفر لمن يسىء لدينك».