الجمعة، 18 نوفمبر 2011

ثائره فى سوق النخاسه . بقلم دكتور وجيه رؤوف .



ثائرة في زمن النخاسة
كان الجميع يذهب إلى سوق ألنخاسه الأسبوعي والذي يعرض فيه الرجال والنساء كعبيد للبيع ,
وفى هذه ألازمنه التي كانت تحكم ببعض الحكام ذوى الشأن واللذين كان يشعر فيهم الشعراء بالعدل والكرم حتى ينالوا ما يبتغون من كرم السلاطين ,
في هذه العهود والتي كان يلقب ولاتها بألقاب ما انزل الله بها من سلطان كان سوق ألنخاسه موجود طوال الأسبوع مع عروض مغريه تقدم في أحد أيام الأسبوع ,
وكان من الشروط لهذا السوق أن يعرى الرجال والنساء عن صدورهم وسيقانهم ليظهروا البضاعة المراد بيعها ,
فلا ستره للعبيد ولا عوره للعبيد إلا ما تحت ألسره وما أعلى ذلك كان مباحا للناظرين ,
وفى هذه العهود كانت تضرب الأمة إذا تحجبت أو تعففت عن إظهار أنوثتها فليس للإماء حجاب إنما الحجاب للحرة وللأحرار فقط ,
وهكذا كان من الطبيعي أن يذهب الشاري ليتفرس في جسم العبد أو ألعبده ( الأمه) ليتأكد من جودته وصلاحيته للعمل , ولا مانع أيضا أن تذهب السيدة الحرة لتتفرس في جسد العبد أو الأمه لكي يتأكدوا من جوده البضاعة وحسنها ,
كان هذا في جميع الدول والحضارات سواء الرومانية أو العربية ,
حتى جاءت عصور النهضة التي دعت إلى محاربه الرق وتجاره الرقيق فبدأت هذه التجارة تقل رويدا رويدا في كل دول العالم,
ولكن في زمننا هذا وفى الألفية الثالثة ظهرت دعوى أخرى إلى هذه ألتجاره ,
فظهر أحد العلماء ورجال الدين النابهين فدعا إلى حل المشكلة الإقتصاديه في الدول العربيه عن طريق غزو بلاد الفرنجة وأسر نسائها ورجالها وبيعهم عبيد حتى يتحسن اقتصاد بلادنا ,
دعا هذا العالم الجليل إلى ذلك ولم تقم الدنيا ولم تقعد فمطلبه شرعي لحل مشكله البلاد الإقتصاديه ,
وبعده ظهرت إحدى السيدات والكاتبات المعروفات في دول الخليج ودعت إلى عمل سوق للنخاسة حتى تستطيع المرأة أن تشترى لها عبدا يقضى لها حاجياتها كما في الزمن البائد ,
دعت هذه السيدة إلى ذلك ولم يقم العالم ولم يجلس على تلك الدعوة لعوده سوق النخاسة ,
بل والأكثر من ذلك والأشد أن طرح آية الله خاتمي في إيران بل ونفذ مشروع بيوت العفة لتقل حالات الزنا بين الشباب في إيران ,
وبيوت العفة هذه لمن لا يعرف هي بيوت يذهب إليها الشاب فيجد مجموعه من الفتيات الجميلات ويختار منهن واحده ليعقد عليها زواجا لمده ساعة أو ساعتين بورقه بينهم ويدخل بها احد الغرف كما يدخل الأزواج بزوجاتهم ويطلقها بعدما يقضى منها وطره ,هذه هي بيوت العفة ولكنها مقننه بورقه رسميه محمية بقانون المجتمع المدني ,
قرر آية ألله خاتمي كل هذا بل ونفذه ولم يقم المجتمع ولم يجلس مثلما حدث حينما تعرت علياء ماجده المهدى ,.
أما عن علياء فانا لا أدافع عنها ولكنى أحلل الظروف المحيطة بها , فما فعلته علياء كان واضحا انه خطأ ولكن لنحاول أن نحلل ما مرت به هذه الفتاه واضطرها إلى فعل ذلك ,
علياء المهدى هى فتاه بسيطة بطبعها ولكنها لظروف أو لأخرى اضطرت إلى مواجهه الحياة بمفردها ,
لقد درست في إحدى مدارس اللغات وبعد ذلك التحقت بالجامعة الأمريكية لاستكمال دراستها ,
هي فتاه خجولة بطبعها ويظهر ذلك من صفحاتها القديمة على الفيس بوك , وكانت سلواها الوحيدة أو المفضلة هي عالم ألنت عامه وعالم الفيس بوك بصوره خاصة ,
يوما ما منذ عده سنوات فوجئت على صفحتها بوجود بعض الشباب اللذين يتحرشون بها بطريقه غير لائقه فما كان منى إلى أن دخلت في ذلك الحوار الذي يخدش حيائها ودافعت عنها وشكرتني هي على ذلك برغم عدم وجود معرفه شخصيه بيني وبينها ,
استمرت علياء في التواجد على الفيس بوك متابعه كل شيء من سجن كريم عامر لإبدائه بعض الآراء إلى بعض مما كتبته سابقا من عوده إلى سوق النخاسة الجديد , إلى دعوه البعض إلى تحجيم الأنثى ومنعها من القيادة وحرمانها من العمل إلى إلزامها البيت ,
من تحطيم للتماثيل إلى الحديث مع المذيعات من وراء ستار على اعتبار إن المرأة عوره ,
كل ذلك أدى بعلياء المهدي أن تتخيل نفسها في المستقبل القريب داخل كيس أسود لا يظهر إلا عيناها فتمردت على كل شيء ,
تمردت على المجتمع وقيوده ,
تمردت على ذكوريه الرجل وتحكمه وتشدده ,
تمردت على سوق النخاسة الذي يريدون عرضها فيه مستقبلا ,
تمردت على ابتزاز صفوت الشريف للفنانات عن طريق تهديدهم بإظهار أفلامهم المخلة فأظهرت بشجاعة فائقة صوره لها عارية برضائها مدافعه عن فكره محاوله أى بشر لابتزازها بذات الفعل مستقبلا وضاربه مثلا لكل فتاه أن لا تقبل تهديدا من أحد أو ابتزازا من أحد نتيجة صوره أو فيلم ألتقط لها في لحظه ضعف ,
تمردت على الليبرالية ذاتها فالليبرالية تقول : حريتك تقف عندما تؤثر على حرية الآخرين ,
لقد تمردت على كل شيء في لحظه قرر المجتمع فيها بيعها في سوق النخاسة ,
لقد بدأت وعرضت برغبتها صوره جسدها للعرض فقط بحريتها قبل أن يعرض مستقبلا رغما عنها ,
إنها رفضت أن تتحدث من وراء ستار وانزعجت حينما انساقت بعض المذيعات لرغبات المضيفين فاستتروا وتحجبوا ,
لم تكن إلا ثائرة على زمن النخاسة و إن كان تصرفها جريئا على مجتمع يقمع المرأة بكل قسوة ,
لا أدافع عنها فمثلها لا يحتاج إلى دفاع فهي كفيله بالدفاع عن الرجال في زمن ضاعت فيه النخوة وقبل الجميع بعوده سوق النخاسة ,
لا أدافع عنها ولكنى أكرر قول رب المجد الصالح لكل زمان ومكان :
من كان منكم بلا خطيئة فليلقها أولا بحجر .
د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق