أنا مش قصير قزعه
صحيح شر البليه ما يضحك ,
زمان أيام الزمن الجميل كنا نجلس إلى التليفزيون ونستمع ونشاهد الأفلام الكوميديه فى هذا الزمن النظيف الخالى من الرياء ,
وكنا نستمتع بدورنا بحضور الأفلام الكوميديه وكنت بطبيعتى أعشق أفلام الكوميديا التى تحتوى مشاهدها على مجموعه من المجانين ,
ومن تلك الأفلام الفيلم الشهير لإسماعيل ياسين وهو ( إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين )
وطبعا ماننساش بعض المشاهد التى تقول :
ماعلهش يابنى , أصلى أنا عندى شعره ساعه تروح وساعه تيجى , هااا , ساعه تروح وساعه تيجى ..إلخ
وطبعا هناك الكثير من المشاهد الأخرى الجميله للدكتور شديد والخواجه بيجو وعبد الفتاح القصرى ورياض القصبجى ,
وعلى فكره من كان يطلق عليه أسم الخواجه بيجو كان مصريا مسلما واشتهر بهذا الإسم الذى كان يعتز به ولم يكفره أحد ساعتها ولم يتهمه أحد بالإرتداد أو الكفر ,
ولا أنسى بالطبع فيلم (مطارده غراميه ) للفنان فؤاد المهندس والفنان عبد المنعم مدبولى ,
ومن المشاهد المضحكه فى هذا الفيلم مشهد ذلك القزم الذى ذهب إلى طبيب الأمراض النفسيه (عبد المنعم مدبولى) ليعالجه من القصر , ولم يكسر الطبيب بخاطره وأعطاه بندول يحركه أثناء سيره من اليمين إلى اليسار على أن لايتوقف عن الحركه أثناء السير وترديد جمله ( أنا مش قصير قزعه , لكن طويل وأهبل ),
ومع هذه الأفلام ومع هذه الكوميديا أحببنا المجانين وتعاطفنا معهم فى كل الظروف والأحوال .
ولكن دراما الواقع المصرى فى هذه الأيام العفنه بعد ثوره 52 أدت إلى إختلاف الرؤيه لدينا ,فلم يعد المجنون هو ذلك المريض الطيب المغلوب على أمره الذى يحتاج الرعايه والمحبه ,
بل أصبح المجنون هو شخص إرهابى يقتل الأقباط ويحرق الكنائس وأصبح تخصص مختل نفسيا قاصرا فقط على من يقتل الأقباط دون غيرهم من عامه الشعب.
طبعا تلك ليست هى الحقيقه ,
ولكن الحقيقه هى أن محاكم مصر ومبادئها الأساسيه للدستور أرادت أن تمسكنا البندول لكى بدلا من أن نردد :
أنا مش قصير قزعه , أنا طويل وأهبل.
نردد :
إللى قتلونا مجانين , مش إرهابيين مسلمين .
وهكذا أرادت حكومتنا وشرطتنا وقضائنا الفاسد أن نلغى عقولنا فى التفكير وأن نؤمن بأن فسادهم وتزويرهم للحقائق هو الحق المبين , فمثلا :
يقوم صيدلى يدعى :
محمود محمد على 31 سنة بالتهجم على إحدى الصيدليات المملوكه لقبطى فى مدينه كوم أمبو ويقوم بقتل مادلين وجيه 27 سنه وإصابه أخرى ويقوم بعد ذلك بالتهجم على صيدليه لقبطى آخر ,
وبعد القبض عليه يعلن الجهاذ الأمنى الفاسد فى كوم أمبو بأن الصيدلى القاتل مريض نفسيا ,
طبعا مريض نفسيا طالما كان القتيل قبطى ,
طبعا , فقتله الأقباط مرضى يجب العنايه بهم أما قتله المسلمين فهم إرهابيين يجب إعدامهم ,
على فكره هذا الصيدلى بكامل قواه العقليه وهو مسئول نقابه الصيادله فى أسوان عن الرحلات , ولو كان مريضا أو ماشابه لما أختير ليكون مسئولا عن لجنه الرحلات بنقابه صيادله أسوان ,
ولكنها أسوان تلك المدينه المتطرفه أمنيا والتى للآن يقوم السلفيين فيها بفرض أتاوات على الصيادله وعلى محال الأقباط تحت سمع وبصر الجهاذ الأمنى بها ,
أسوان وشرطتها تلك المحافظه التى لو ذهب إليها القبطى طالبا فتح محضر ليشكوا من فرض أتاوه عليه من قبل السلفيين ,
أجابته الشرطه : ليس لدينا سيطره عليهم ولاقبل لنا بهم الأفضل لك أن تدفع الأتاوه من سكات .
كل هذا وتريدون منا أن نمسك بالبندول ونردد :
أنا مش قصير قزعه , أنا طويل واهبل ,
إللى قتلونا مجانين , مش ارهابيين مسلمين .
يالكم من جهاذ أمنى فاسد بجح مشارك فى كل الجرائم والتعديات على الأقباط .
ونأتى إلى قصه أخرى أسهل وأبسط ومضحكه مبكيه أيضا حدثت فى الأقصر وهى مقتل شاب قبطى يدعى مينا عادل حبيب 29 صاحب محل موبايلات داخل شقته مقتولا بطلقات رصاص ,
فى الحاله دى ماحدش شاف القاتل ودى فرصه كويسه علشان الشرطه ماتتعبش نفسها وتدور على القاتل , موضوع سهل وبسيط , قوم إيه :
تعلن الشرطه إن القتيل مات منتحر لأنه كان يمر بضائقه ماليه فأطلق على نفسه الرصاص من طبنجه كان يملكها ,
بجد ولا بتهزر صحيح
ضائقه ماليه ومعاه طبنجه ,
ده الطبنجه يا محترم دلوقتى فى السوق السودا لوكانت نوع على قده زى الحلوان ثمنها 35 ألف جنيه ولو برته ولابراون سعرها أضعاف أضعاف السعر ده ...
مش عيب ,
وبعدين معلهش لو هوه فى ضائقه ماليه للوضع اللى انتوا بتقولو عليه كان أهالى الأقصر ساعدوه وماكنتش وصلت للإنتحار ,
ومن الآخر إحنا ماعندناش حد بينتحر ,
لإن الإنتحار بييجى من نداء الشيطان والمسيحيين اللى بيروحو الكنيسه وبيتناولوا مافيش شياطين بتلبس جتتهم .
برضه دى طلعت أوت من شرطه الأقصر وعليهم البحث عن القاتل لأنه النهارده اللى قتل قبطى بكره هيقتل شرطى ,
وبافكركم بأن الموتوسيكل اللى قام بالإعتداء على كنيسه المطريه هو نفسه اللى قام بالإعتداء وإغتيال أحدى الرتب الشرطيه ,
يعنى يا شرطه :
أشتغلى كويس وبضمير علشان النهارده عندى بكره عندك , والا انتى مش بتتعلمى من التجارب ولا التاريخ .
إلا أن يحدث العدل فى مصر لن نمسك بالبندول الذى تريد حكومتنا أن نمسك به ولن نقتنع بما تريد دولتنا أن تقنعنا به ولسوف نفضح كل قصور فى أدآء الحكومه والشرطه ,
والله المستعان .
د/ وجيه رؤوف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق