الثلاثاء، 3 يونيو 2014

نظريه التطور بين الواقع والخيال . مقال بقلم الدكتور وجيه رؤوف


الحقيقه أننى أشفق كثيرا على أخوتى الملحدين لعلمى لما يعانونه ومايحتملونه من معاناه فى المجتمع العربى من نظره دونيه لهم ووضعهم فى مرتبه أقل وهى مرتبه الكافر وفى بعض الأحيان المرتد ,
وإذا نظرنا إلى جميع الملحدين لوجدناهم من مرتبه المتعلمين اللذين يفكروا فى كل شىء ويطلبوا إثباتا ماديا له وهذا حقهم ,
وإن كانت هذه النقطه بالذات وهى الإثبات المادى لهى نقطه جوهريه يحسبونها تحقق غرضهم ولكنها فى نفس الوقت تقف ضدهم ,
فمثلا يستند جموع الملحدين فى إلحادهم على نظريه التطور لتشارلز دارون الذى كان يعيش فى إنجلترا وهو من عائله يهوديه أعتنق معظم أفرادها المسيحيه ,
والحقيقه أن فكره التطور كانت موجوده فى عائله دارون فقد سجل جده فى إحدى مذكراته وكتبه أنه يعتقد أن أصل الأشياء جميعها يأتى من منشأ واحد ,ولكن دارون أخذ فى سبيله إيجاد السبل لإثبات نظريته فقام برحله عام 1833 إلى جنوب أمريكا هو ومجموعه معه وجاب تلك الجزر شمالا وجنوبا  بحثا عن دلائل تؤكد نظريته ,
وخلال جولته فى إحدى الجزر وجد مجموعات  مختلفه من الطيور ذات أشكال مختلفه من المناقير , فهناك طيور ذات منقار قصير وأخرى ذات منقار طويل , وهناك طيور ذات منقار مقوس وأخرى ذات منقار مستقيم ,
ولقد استخلص من وجود تلك التجمعات المختلفه من الطيور بسمات مختلف للمنقار إلى أن كل تلك الطيور من أصل واحد ولكن طبقا للبيئات المختلفه التى عاشت فيها فقد حصل تطورا فى شكل المناقير تبعا لوسيلتها فى الحصول على الغذاء وطبقا لنوع الغذاء ,
وهكذا كانت هذه هى اللبنه الأولى فى نظريه التطور لدى دارون وابتدأ يجمع الحفريات القديمه للطيور وكل الكائنات التى من الممكن أن تساعده فى نظريته ,
وهكذا وجد دارون بعض الهياكل الضخمه لكائنات غير موجوده فى العصر الحديث مثل الديناصور العملاق ليصل إلى نظريه أخرى فى طريق التطور وهى نظريه (( الإنتخاب الطبيعى )) وتخلص هذه النظريه فى مجملها إلى أن :
البقاء فى الحياه للأقوى وللأكثر تكيفا لسبل العيش فيها .
وفى هذه النظريه وهى الأقرب للتصديق والإقتناع فهو يؤكد أن بعض الحيوانات والكائنات التى إقترضت هى تلك التى لم تستطيع التكيف مع تقلبات الحياه وصعوبتها وطرح عده أمثله لذلك فمثلا الفراشه التى تستطيع التكيف فى اللون مع  الطبيعه حولها تستطيع حمايه نفسها ممن يتربص بها وأما تلك التى لا تستطيع التكيف يتم القضاء عليها ,
وكمثال تجد فراشه مثل فراشه (فرس النبى ) تلك الفراشه التى تتخذ شكل ولون أوراق الشجر لا يمكن الوصول إليها لذلك تعمر وتعيش أما تلك التى تحمل ألوانا فاقعه يمكن بسهوله إستهدافها والقضاء عليها ,
وحينما تم عرض تلك الحيوانات المختلفه للتشريح لاحظ دارون إلى أن جميع الحيوانات من طيور وثدييات وحيوانات بحريه تحوى على جهاز تشريحى واحد يتكون من المخ والعمود الفقرى للتحكم وباقى الأعضاء كالقلب والأطراف ,
هذا التوافق التشريحى فى تلك الأنماط المختلفه دفع دارون بسرعه إلى الجزء الأخطر والغير مقبول عمليا وتلك هى أن :
أصل الحياه فى جميع الكائنات من نباتات وحيوانات بحريه ومائيه وطيور يعود إلى أصل واحد وهو خليه وحيده لا فقاريه تتطورت تدريجيا للتتحول إلى كائن مائى بسيط وهو السمكه ثم حدث تطور تدريجى للسمكه لتعطى حيوانا بدائيا مثل الضفدعه ثم تتطور تلك لتعطى مختلف أنواع الثدييات .
ونفس هذا التطور حدث من الكائن اللافقارى ليعطى فصائل النباتات المختلفه .
أورد دارون نظريته تلك فى كتابه أصل الأنواع (The origin of specis)
واضاف دارون أنه بالطبع توجد حلقه وسطى للتطور فى كل الأنواع :
وببساطه إذا كنا نقول أن الضفدع تطور عن السمكه فهناك حلقه وسطى مابين الأثنين وهى كائن نصفه ضفدع ونصفه سمكه .
وقد أكد دارون على أنه لابد من وجود تلك الحلقات الوسطى فى عصور ما ,
وفى مجمل نظريته التى تعتمد على أن أصل الإنسان والقرد يأتى من منشأ واحد مثل تطور الإنسان من شبيهه القرد لذلك قرر أكبر قاعده خطر فى نظريته وأهمها على الإطلاق وهى فى صفحه 302 من كتابه أصل الأشياء وهى تقول :
إذا وجدت كل تلك الكائنات الحديثه متجمعه معا فى العصور السحيقه ( القديمه جدا ) فهذا يؤكد فشل نظريته .
توفى دارون عام 1882 بعد أن ترك كتابه ليتدارسه الجميع وقد أوصى أن يدفن فى ساحه الكنيسه ولكن تلاميذه واحبائه دفنوه بجوار العالم  البرت إينشتاين .
المهم أننا نفسيا وعقليا ودينيا نتفق مع دارون فى الجزئيه الخاصه بالإنتخاب الطبيعى وأن البقاء للأقوى والأكثر تكيفا ونحن نؤمن بأن الله قد خلق جميع الكائنات وجميع البشر بقدرات مختلفه وإمكانيات مختلفه وأعمار مختلفه ,
أما جزئيه أن كل المخلوقات تعود إلى أصل واحد بما يعنى أن النباتات والحيوانات والإنسان هم جميعا أخوه من أصل واحد فهو يعنى أنك حينما تكون معزوما لتناول وجبه عند أحد أصدقاءك لن تستطيع أن تمد يدك لتأكل فكل ماعلى الطاوله من أكل هم أخوتك  !!
أما ما يأتى ضد النظريه مباشره فهو ماقاله دارون فى صفحه 302 فى أنه لوتواجدت كل تلك الكائنات الحديثه متجمعه معا فى أحد العصور السحيقه فهذا يبطل نظريته ,
وقد تم هذا :
فقد وجد العلماء أن إنفجارا كبيرا قد حدث فى العصر الكامبرى وقد أسموه بالإنفجار الكامبرى وقد ذكروا أن هذا الإنفجار بمقاييسهم قد حدث منذ 500 مليون عام ولقد وجدت حفريات عن هذا العصر تثبت وجود كل تلك الكائنات معا فقد وجد الإنسان ووجد القرد والديناصور معا كما لم يجدو أى حلقه متوسطه بين الكائنات .
وهكذا من فمك أدينك فوجود تلك الكائنات فى الزمن السحيق فى وقت واحد يؤكد فشل نظريه دارون فى إثبات أصل النشوء .
اما جزئيه وجود ملايين السنين من العصور والتى تقف أمام الديانات التى تشير إلى أصل البشريه من عده آلاف من السنين لم تصل إلى حد الملايين بالرغم من أن الكتاب المقدس لم يشر إلى تاريخ محدد للبشريه فواضح أن الكتاب المقدس قال :
إن يوم عند الله كألف سنه وألف سنه عند الله كيوم .
وهنا نقول أن العلماء إعتمدوا على تحديد العصور وعمر الحفريات على عده أشياء فمثلا كان يتم تقدير أعمار الشجر بعدد الدوائر فى المقطع العرضى للشجره فكل دائره مثلا تعنى سنه عمريه فالمقطع العرضى لشجره ما إذا إحتوى مثلا على مائه دائره فهذا يعنى أن تلك الشجره لها عمر مائه عام وهكذا ,
ولكن معظم هؤلاء أستند على الكاربون 14 أو الكاربون المشع ,
ولقد تم إكتشاف الكربون المشع سنه 1946 وبدأ فى تطبيق العمل به سنه 1963 وهو يعتمد على أن الأشعه الكونيه حين إصطدامها بالغلاف الجوى تعطى النيوترون الذى يتفاعل مع النيتروجين 14 الموجود فى الجو فتعطى ثانى أكسيد الكربون الذى تمتصه النباتات من الجو وهكذا تكون هناك نسبه من الكربون المشع فى أجسام هذه النباتات التى يتغزى عليها الإنسان والحيوان ومن ثم تصبح هناك نسبه من هذا الكربون داخل أجسام الحيوانات والإنسان أيضا ,
وتعتمد هذه النظريه على أن الكربون المشع هو وحده قياس عمر الكائنات المختلفه والحفريات المختلفه إعتمادا على عمر النص للمركب ,
بمعنى أنه يوجد تركيز معين وثابت للكربون المشع فى جسد كل النباتات والكائنات المختلفه ويتناقص هذا العنصر للنص بعد عمر 5730 ثم يتناقص إلى الربع بعد 5730 سنه أخرى وهكذا إلى أن تصبح نسبه الكربون المشع زيرو بعد 50000 ألف عام ,
وهكذا حددوا الأعمار للكائنات المختلفه عبر العصور من خلال تلك النظريه بمعنى أن كل كائن قديم تتناقص فيه نسبه هذا الكربون حسب العمر بمعنى أن الديناصور الذى يرجع إلى ملايين السنين لن تجد داخله أى نسبه للكاربون المشع , 
)وهذا طبقا لما ذكرته مجله ساينس science)
فى العدد رقم 140 .
ولكن العلماء وجدوا أن تلك النظريه فاشله فقد قاسوا نسبه الكربون من جزئين مختلفين لحفريه فيل (ماموث ) صغير فإحدى العينات أعطت 40000 سنه والأخرى أعطت 26000 سنه بالإضافه إلى أن الأخشاب التى دفنت حول هذا الماموث وجدت نسبه الكاربون المشع تعود إلى من 9 إلى عشره آلاف سنه مما يسقط هذه النظريه ,
ولقد وجد العلماء أيضا أن عينه أخذت من كلب بحر صغيرتم قتله فى نفس اليوم  تم قياسها وقتيا فى ذات الوقت أشارت عينه الكربون المشع فيها بالقياس إلى أن وفاتها تعود إلى الآف السنين ممايخالف الحقيقه والواقع ,
بالإضافه إلى تحليل نسبه الكاربون المشع فى حفريه لديناصور قديم أشارت أنه يعود إلى مايقارب من 9800 سنه وهو مايتعارض من نظريه عدم وجود الكاربون المشع داخل الديناصورات لعوده تاريخها لملايين السنين ,
وهذا يحطم نظريه الكاربون المشع ويضربها فى مقتل .
ونأتى إلى العالم تشارلز داوكنز فى العصر الحالى وهو من أكبر المدعمين لنظريه دارون فى التطور من أن أصل كل المخلوقات يرجع إلى منشأ واحد ويعتمد فى إثبات هذا على الشفره الوراثيه التى تنتقل بين الآباء والأبناء عن طريق ال دى إن إيه لكل المخلوقات فهو يقرر إذا كانت الشفره الوراثيه بين كل هذه الكائنات تعتمد  على ال دى إن إيه  D.N. A  
فمعنى هذا أن أصل الأشياء واحد .
ولكننا نقول له :
إن ما تعتقده من أن الشفره الوراثيه بين كل الأجيال تنقل على شريط ال دى إن إيه تؤكد أن أصل كل المخلوقات واحد .
فإن قولك خطأ لأنها تؤكد شيئا آخر , ماهو ؟؟
إنها تؤكد أن خلق كل هذه الكائنات يعود إلى خالق واحد علت قدرته وفاقت أفكاره عن الفحص حتى أنه ينقل الصفات جميعها بين النباتات وبعضها وبين الحيوانات وبعضها وعبر الأجيال للبشريه عبر ناقل واحد وهو الدى إن إيه لخالق واحد هو خالق الوجود كله وهو الله خالقى وخالقك وخالق البشريه ومن بيده الحياه والموت وكل شىء .
آمين .
د/ وجيه رؤوف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق