دواعش العرب . مقال بقلم الدكتور وجيه رؤوف

دواعش العرب  
حينما أخلد بذاكرتى واتذكر ما قرأته عن ما مر به أجدادى أيام الإضطهاد وكنت ساعتها أعتقد أن مثل تلك الروايات لا تزيد عن كونها روايات أو أساطير كتبها مؤلف جيد للدراما يجيد تصوير الخلفيه الحزينه مع الأحداث الدراميه المتواليه من قتل وسرقه وإغتصاب ,
وكنا  لا نتخيل مرور بلادنا سابقا بكل تلك المآسى وكيف تمت تلك النقله الكبيره من تلك العقود الظلاميه القديمه حتى بزوغ نور القرن العشرين ,
ولكن يبدو أن القدر قد شاء لجميعنا أن يرى الحقيقه على جليتها فى مطلع القرن الواحد والعشرين وفى الألفيه الثالثه ,
ففى هذا العصر الذى سمى بعصر العولمه والقريه الصغيره ومع ظهور الشبكه العنكبوتيه وانظمه القمر الصناعى وال ثرى دى والفل إتش دى ,
شاء الله بعد كل هذا التقدم أن يدخلنا فى أله الزمن الخياليه لكى نرجع وبصوره واقعيه الف واربعمائه عام إلى الخلف ,
كان يمكن أن تكون هذه النقله لعجله وآله الزمن إلى الأمام للألفيه الرابعه أو الخامسه ,
ولكن كان للقدر كلمته أن ترجع بنا عجله الزمن إلى الألفيه الأولى ,
ولربما شاء الله بهذا أن يطلعنا على التاريخ الحقيقى بعد أن تم تسطيح عقليتنا عن طريق التعليم العربى المزيف وآله الإعلام العربيه المزيفه لكل الحقائق ,
وكل هذا حقيقه تمت بفعل معجزه هذا القرن التى كشفت النقاب عن التاريخ الحقيقى للغزو العربى لشمال أفريقيا ,
نعم معجزه هذا القرن التى جعلتنا جميعا نصدق الروايات عن شهدائنا عبر التاريخ ,
هذا الفضل يرجع لدواعش العرب ,
نعم دواعش العرب فهؤلاء ظاهره قويه وصحيه فى نفس الوقت ,
فلقد عرت دواعش العرب التاريخ واستحضرته وقدمته بصوره بشعه فى الألفيه الثالثه ,
قد يظن البعض أن ظهور داعش بهذا الشكل سوف يضر البشريه ,
بلى إن ظهور داعش قد عرى التاريخ وعرى طبقه القدسيه عن بعض الأشخاص بل ولقد عرى فكره الطهاره والسمو الذى يدعونه بعد أن كشفت نجاستهم من خلال جهاد النكاح وماشابه ,
نعم لقد قدمت داعش سيناريو حقيقى لما حدث من غزو عربى لدول شمال أفريقيا ,
- فقد فرضت داعش الجزيه على الدول التى احتلتها مثلما فرض الولاه العرب الجزيه على المسيحيين فى مصر وشمال أفريقيا.
- كما قامت داعش بحرق وهدم الكنائس فى سوريا والعراق وليبيا كما هدم الولاه العرب الكنائس فى مصر ودول شمال أفريقيا وبنوا فوق منها وباعمدتها المساجد .
- أجبرت داعش المسيحيين على الإسلام أو الجزيه وترك ممتلكاتهم للدوله الأسلاميه مثلما فعل الولاه العرب مع مسيحييى مصر من إجبارهم على الإسلام وتخييرهم بين السيف والإسلام .
فى الفتره من عام 150 ميلاديه وحتى 900 ميلاديه كان تسعون بالمائه من السكان فى مصر وسوريا والأردن وليبيا والعراق وتركيا مسيحيون ,
ومع دخول الغزو العربى إلى هذه الدول وإعمال أعمال القتل فى مسيحييها تحول معظم المسيحيين اللذين لا يملكون المال تحت التهديد بالسيف إلى الإسلام بينما إحتفظ المسيحيين الأغنياء بديانتهم بعد أن ضحوا بالمال فى سبيل خلاص نفوسهم ,
وهكذا فإنك تجد أن معظم المسلمين فى هذه الدول ترجع أصولهم إلى مسيحيين تحولوا للإسلام بعد التهديد بالقتل ,ولكى نكون منصفين ,
هذا لا يعنى أن كل الدول الإسلاميه قد تم أسلمتها بالغزو ,
فهناك بعض الدول مثل غينيا وغانا ومالى واندونيسيا وماليزيا قد دخلها الإسلام عن طريق الدعوه ,
ولكن مانجحت داعش فى كشفه هى تلك الأكذوبه الجميله المحببه للنفس والتى يحلوا للبعض تلاوتها علينا وهى أن الغزو العربى قد أمن المسيحيين على أموالهم وأعراضهم ولم يقل بالطبع أنهم قد سلبوا مالهم وأعراضهم ,
تلك الأكذوبه الجميله التى طالما رددها  أخوتنا فى الوطن بل وإمعانا فى التزييف للحقائق فقد أحبوا أن يسمعوها من رجال الدين المسيحى فى الندوات والمؤتمرات فيقف رجل الدين المسيحى أمام رئيس الدوله وأجهزه اعلامها متشدقا بالسماحه التى يعيش فيها المسيحيون مع إخوتهم المسلمين منذ مطلع التاريخ ,
ولكى نكمل مسيره التاريخ يجب أن نذكر أن الغزو العربى بعد ذلك أستطاع ان يحتل القسطنطينيه ويمحو هويتها ويحولها إلى تركيا الحاليه ,
وفى طريقه أيضا أحتل اسبانيا واسماها بالأندلس وتقدم ليحتل الكثير من دول أوربا منها ايطاليا وفرنسا والمانيا والنمسا مما دعا هذه الدول إلى تشكيل جيش مجتمع منهما لطرد المحتل العربى من تلك الدول فى حرب تحرير كبرى أطلقت عليها الدول العربيه الحرب الصليبيه لأن قوات تلك الدول الغربيه كانت ترفع شاره الصليب أثناء الحرب ,
أدعى كثيرون أن الحرب الصليبيه هى حرب إعتداء على المسلمين بينما كانت فى الحقيقه حرب تحرير لأراضى أوربا ولكن هذا هو دأب العرب فى تزوير الحقائق وتزييفها,
وهكذا بفضل الحروب الصليبيه تم تحرير أراضى أوربا كما تم تحرير الأندلس وعادت لتكون أسبانيا ,
بينما بقيت القسطنطينيه فى يد الغزاه للآن,
والحقيقه لكى نذكر الحقائق يجب أن لا نغفل دور محمد على باشا الوالى الذى تولى حكم مصر وهو من أصل ألبانى وهو الذى رفع الإضطهاد عن الأقباط ورفع الجزيه عنهم وسمح لهم بالإنخراط فى الجيش وتولى المناصب الهامه فى مصر ,
وهكذا ومنذ عهد محمد على وحتى عهد الملك فاروق , عاش مسيحيوا مصر عيشه آمنه كريمه لم ينغصها ويكدرها سوى ظهورالإخوان المسلمين ,
تلك الجماعه التى ظهرت أولا على يد الشيخ حسن البنا عام 1928 والذى كان يعمل مدرسا للخط وهو من أصول يهوديه ,
ولقد تلقى حسن البنا الدعم من بريطانيا لتكوين خليه لزعزعه حكم الأسره العلويه فى مصر ,
 فبالإضافه إلى إغتيال القاضى الخازندار وإغتيال بطرس غالى باشا وإختلاق حريق القاهره,
 بدأت الجماعه تنشر مبادىء الكراهيه والفصل والتمييز بين عنصرى الأمه ,
فعلى مدى الأيام والسنون وعلى مدار حكم جمال عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك سعت تلك الجماعه إلى نشر الكراهيه والتمييز بين المسيحيين والمسلمين اللذين لم يكن أحدا يستطيع أن يفرق بينهم فى الشكل والملبس ,
فمثلا :
- يجب على المرأه إرتداء الحجاب عن طريق دعاتهم فى الميديا الإعلاميه ولقد نجحوا فى هذا وتم تحجيب 90% من نساء المسلمين وتم إلباسهم طرح وكان شعارهم الحجاب قبل الحساب يملأ طرقات الجامعات.
- تم تحريم الذهب على الرجال وذلك كى يمكن تمييز الرجل القبطىى عن المسلم .
- (سيماهم على وجوههم من أثر السجود) وذلك لكى تظهر ذبيبه على جبهه الرجل فيعرف بأنه يصلى وأنه مسلم ولابأس لو تم إفتعالها عن طريق حك الجبهه بالحائط أو إظهارها بالصبغه .
- لبس الساعه فى اليمين , كنوع من التفريق عن الأقباط اللذين يلبسونها فى الشمال , والحقيقه لاأجد لها سند فى الحديث أو السنه فلم تكن توجد ساعات فى وقتها .
- الحديث فى التليفون فلا تبدئه بألو ولكن تقول السلام عليكم وحينما تنهى الحوار تقول : لا إله إلا الله فيجيبك محدثك ب : محمدا رسول الله .
- اختفت المفردات الجماليه مثل : صباح الخير- صباح النور- نهارك سعيد واصبحت كل النداءات تبدأ ب السلام عليكم سواء ليل أو نهار .
- إفساد تاريخ زعماء مصر من الخديوى توفيق وحتى السادات .
وهكذا نجحت جماعه الإخوان فى التقدم والنجاح وافساد العلاقه بين عنصرى الأمه ومن هذه الجماعه الأم تفرخت الجماعات الإسلاميه والسلفيه وجماعه التكفير والهجره والناجون من النار ونصره القدس وجماعه أنصار السنه وحماس وأخيرا وليس آخر داعش ,
والحقيقه أن داعش موجوده فى كل الدول العربيه فهى فى ليبيا والعراق وسوريا ولبنان ومصر ,
ويمثلها فى مصر الإخوان والسلفيين فهؤلاء هم الطابور الخامس الذى ينتظر أمر الخليفه بالظهور ,
ويساند داعش مصر فى كل محافظاتها من أسوان وحتى الأسكندريه وسيناء بعض الخونه من رجال أمن مندسين فى كل محافظه وكل مديريه أمن ,
ويكفى أن تعلم أنه هناك أكثر من 254 ضابطا ينتمون للإخوان ماذالوا يعملون فى وزاره الداخليه فى رتب عليا وهو مايفسر أغتيال بعض ضباطنا الشرفاء بعد تسريب عناوينهم عن طريق هؤلاء بالإضافه إلى تورط هؤلاء الضباط فى تهريب بعض الإرهابيين من السجون ,
هؤلاء الخونه والمارقين هم من يساعدوا الدواعش عن طريق :
- غض البصر عن عمليات خطف بنات الأقباط وأسلمتهن عنوه .
- غض البصر عن خطف فتيان الأقباط وطلب أموال للإفراج عنهم .
- غض البصر عن عمليات المحاكم العرفيه التى تسمح بتهجير الأقباط بعد نهب ممتلكاتهم .
- غض البصر عن حرق كنائس الأقباط وهدمها .
- غض البصر عن قضايا إزدراء الأديان الكيديه التى تلفق للأقباط يوميا .
- غض البصر عن القبض على الجناه الأصليين فى قضايا خطف الأقباط .
وهكذا يتضح لنا أن دواعش العرب موجودين فى كل الدول العربيه والفضل لوجودهم يرجع للجماعه العظيمه , الجماعه السلميه , جماعه الإخوان المسلمين .
د / وجيه رؤوف