الخميس، 1 يناير 2009

غزه فى الحوار بقلم د / وجيه رؤوف


غزه فى الحوار
كان مهند يسير بمنطقه الازهر والحسين حيث اعتاد على زياره هذه الاماكن المقدسه كلما نزل الى القاهره , وكان مهند يحث بعبق الحضاره والانتماء حينما ينظر الى آثار بلاده وروعتها وكانت هذه الزياره القصيره الى أماكن العباده واضرحه أولياء الله الصالحين تمده بطاقه ونشوه تمكنه من الابداع فى مجال عمله ومجال فكره كما كان معتادا ايضا الى النزوح الى منطقه اهرامات الجيزه حيث كان ذلك يعطيه الاحساس بالفخر والاصاله وقوه الانتماء وكان دائما حين يرى شيئا يعجبه يردد الله اكبر سبحان الله علم الانسان مالم يعلم ,
وفى احدى زياراته الى منطقه الازهر وأثناء سيره متأملا المكان وعبق المكان اصطدم مهند بأحد الماره واذ هو يبادر بالاعتزار فوجىء بمن اصطدم به يقول له :
ميين مهند , انت فين ياراجل ؟؟ أما صدفه !!
فأذا بمهند ينظر اليه مستغربا :
لا مؤاخزه , انا مش واخد بالى , ميين حضرتك ؟؟
فيجاوبه الرفيق : ياراجل انا حسين يا مهند حسين زميلك فى الثانوى انت نسيتنى ؟ باين عليك عجزت ؟
مهند : آه حسين , مش ممكن ,معلش اصل شكلك اتغير كتير !!
حسين : طبعا شكلى اتغير ماهو اصلى ربنا هدانى وبطلت الشقاوه بتاعه زمان وبقيت ماشى فى سكه ربنا دلوقتى وده طبعا أثر على شكلى وملبسى
مهند : أه والله زمان يا حسين فاكر لما كنا بنعمل مع بعض مسرحيات فى المدرسه وانت كنت مؤدى ماهر وبتمثل كويس
حسين : تمثيل ايه وكلام فاضى ايه يا مهند مانا قلت لك انا ربنا هدانى دلوقتى وبقيت بعرف ربنا الموبقات دى سبتها خالص
مهند : موبقات ايه يا حسين ؟؟
حسين : بقولك ايه الكلام هنا مش هينفع تعال نقعد فى مكان ونتكلم الله يرضى عليك
مهند : ماشى تعال نقعد على الكافى شوب ده ونتكلم
حسين : كوفى شوب أيه الله يرضى عليك !!تعالى هنا فيه مكتبه نقعد فيها ونتكلم على راحتنا
واصطحب حسين مهند الى احدى الجمعيات الخدميه بالجوار والتى تحوى مكتبه فى الجانب وجلسا معا وبدئا حديثهم
حسين :أيه اخبارك يا مهند
مهند : الحمد لله حصلت على الليسانس اداب قسم اعلام ومستنى الوظيفه ونازل مصر بدور على فرصه شغل فى اى جريده
حسين : ربنا يوفقك
مهند : وانت عامل ايه ؟
حسين : لا, انا والحمد لله رحت دوله عربيه واشتغلت وعملت قرشين كويسين ودلوقتى راجل أعمال والحمد والفضل لله سبحانه وتعالى , وياريت يا مهند تلاقى لك اعاره اهو تكون نفسك وتقف على رجليك
مهند : أحاول يا مسهل
حسين : عموما انا معاى كام عنوان لمكاتب صرافه ابقى اديهم لك وربنا يفعل ما فيه الخير
مهند : الله يبارك فيك كتر خيرك
حسين : المهم ايه رأيك فى الاحداث الأخيره ؟؟
مهند : أحداث أيه ؟؟ ماهى الاحداث كتيره
حسين : أحداث غزه يا راجل!
مهند : ما تفكرنيش يا حسين أنا كل ما أفتكر منظر الاطفال والجرحى قشعريره بتمس جسمى مناظر فظيعه ربنا يحمينا
حسين : يحميك من أيه ؟ ماهو اللى بيحصل فى غزه ده لو سكت انا وانت حيحصل فينا
مهند : هيحصل فينا ازاى واحنا مالنا
حسين : مالك ازاى ؟؟ مش انت دوله عربيه برضه ! أهو اللى بيحصل ده هيحصل لكل الدول العربيه لو سكتت على اللى بيحصل فى غزه
مهند : يا عم انت بتقول ايه , احنا عندنا اتفاقيه سلام مع اسرائيل ولينا اكتر من تلاتين سنه بعاد عن الحرب , أيه اللى هيخليهم يعملوا كده فينا ؟
حسين : اتفاقيه أيه الله يرضى عليك , انت بتصدق الكلام ده برضه , دول يهود واليهود بينقضوا العهود ولا عهد مع اليهود
مهند : أزاى بقى ماهما عهدهم معانا ليه اكتر من تلاتين سنه ولم ينقضو هذا العهد طوال هذه المده !
حسين : ألله يهديك يا مهند , أنت مش مسلم والا ايه؟
مهند : لا ياسيدى أنا مسلم وموحد بالله والرسول عليه الصلاه والسلام أمرنى أن لا أنقض عهدا
حسين :ومين قال لك ان اليهود بيحفظوا العهود بس , اسمع الله يرضى عليك اليهود دلوقتى فى حاله سلام معك لانهم يعلمون ان مصر قويه ولا يمكن غزوها ولكن حين تضعف مصر ويستقووا هم لابد انهم سيغزونا , لذلك لابد من محوهم من الوجود
مهند : محوهم من الوجود !!
حسين : أيوه أنت فاكر أيه هى المسأله هزار ؟
مهند :أنت بتتكلم جد
حسين : أيوه ده معتقد عندينا احنا المؤمنين لابد من أزاله اليهود من على وجه الارض
مهند : طب قول أزالتهم من فلسطين أنما من على وجه ألارض
حسين : من على وجه الارض
مهند : معنى كده أن الفلسطينيين مش هيقبلوا اى معاهدات سلام
حسين : معاهدات سلام أيه ألله يرضى عليك ؟؟
مهند : أمال معنى المعاهدات اللى كل شويه بيتفاوضو عليها دى أيه ؟؟ ضييع وقت !!
حسين : شوف هاجيبها لك على بلاطه ,كل المواثيق والاعراف وحتى الديمقراطيه اللى بنتكلم عليها دى ماهيه الا وسيله منا للوصول للسلطه وبعد الوصول للسلطه وتحكيم حكم الله فى الارض لا ديمقراطيه ولا يحزنون وهانمشى حكم الله
مهند : أيه هو حكم الله ولا مؤاخزه اصل أنا معلوماتى على قدها
حسين : وما خلقت الأنس والجن ألا ليعبدون
مهند : أيوه يعنى أيه ؟؟
حسين : لابد من أجبار كل الشعوب على عباده الله الواحد
مهند : طيب ده خمسه وخمسين بالمائه من سكان العالم لا يؤمنون بالاديان السماويه
حسين : نوجه لهم الدعوه للايمان ومن لم يؤمن نقاتله
مهند : هنقاتل خمسه وخمسين بالمائه من سكان الكره الارضيه
حسين : قاتلوهم يعزبهم الله بأيديكم
مهند : صدق الله العظيم ولكن الكلام ده قيل عن الكفار ايام زمان
حسين : باين عليك بعدت عن الايمان يا مهند , ألله يهديك , أنت ما تعرفش أنه هييجى يوم ويستخبى اليهودى ورا صخره من المؤمن فتنادى الصخره على المؤمن أن هناك يهودى خلفى فتعالى و اقتله
مهند : يعنى القصه لاقصه غزه ولا يحزنون
حسين : غزه ميين وفلسطين مين ما تخليش نظرتك سطحيه
مهند : أتارى ده الموضوع كبير
حسين :وبعدين , نويت على أيه
مهند : أستاذنك , عندى مشوار مهم جدا
حسين : على فين
مهند : ٍسأذهب الى بيت ابى حنظله لأحزره من ابا جهل وابى لهب
د / وجيه رؤوف

هناك تعليقان (2):

  1. عزيزى د/ وجيه
    لقد لخصت القضية فى عبارات قصيره متجانسه ، هى ليست قضية دين أو مبدأ هى قضية إستغلال لكل إمكانيات الجماعة لكى تكون فى قبضتهم كل مقاليد الأمور والمدخل لهذا هى الديمقراطية والحريات .
    يقول الرب ، لحيظــــة تركـــــتك وبمراحم كثيره أجمعك
    نشأت عدلى

    ردحذف
  2. مقال وافى وشامل
    سيد عبده

    ردحذف