الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

من وراء النقاب . بقلم الأستاذه لبنى حسن


بقلم :لبنى حسن

دخلت سيده ترتدي نقاب و قالت: السلام على من أتبع الهدىفرد الجميع ماعدا أنا!قالت: لماذا لم تردي؟قلت: لأني لم أفهم معنى الهدىقالت: الإسلام طبعاقلت: إسلام الإخوان؟و الا القرائنين؟والا بن لادن؟والا السلفيين؟والا الصوفيين؟والا الشيعة؟والا الحنابلة؟والا أبن باز؟والا الأزهر زمان؟أم الأزهر الآن؟قالت: إسلام السنةقلت: ما الأزهر سنهو ابن لادن سنهو مختلفين في فكرهم تمامافلا هم يوافقوه و لا هو يباركهمقالت: و إلى أي إسلام تنتمي انتى؟قلت: لا اؤمن بالتصنيفات,و لكنى أنتمى الي الإسلام الذي يفهمه عقليحيث يدعو للإيمان والرحمة والعمل والصدق وإعمال العقل و استخدام المنطق و لا يتصادم مع الحضارة أو الزمن,فعلاقتي بربي علاقة مباشرة و خاصة لا تحتاج إعلانات و لا وسطاء و لا جماعاتقالت: كان قصدي إسلامنا و خلاصقلت:يعنى لو كنت يهودية أو مسيحية أو بهائية أو لادينيةفلا سلام و لا كلامبل قطيعة و خصام؟قالت: أما صحيح انك سافرة و أنا اللي غلطانةقلت: و إية علاقة السفور بسؤالي؟المفروض أن لديكي منطق و حجة للإقناعفما الداعي لتغير الموضوع؟قالت: و أناقشك ليه إذا كنتى أصلا كافرة و مش عامله فروض دينك و كاشفة شعرك؟قلت: و من وكلك لتكفير الخلق؟في بلادي قبل السبعينات في زمن كان فيه أزهر عريقإسلام منتشر بقاله اكتر من ألف و أربعمائة سنهو لم يكن فيه تغطية شعر غير لفئات ثلاث:فلاحة, خادمة, مسنة...و أنا لا انتمي لأي من تلك الفئاتو لا اعرف سوى الإسلام بأركانه الخمس و أحافظ عليهاخاصة أنى أتساوى في تنفيذها مع الرجلفلست وصمة أو عار أو مجرد جسد كي أخفى نفسي عن العيون...أنا انسانة منحنى ربى عقل فكرمني بهو لم يحط من شأني كي اخفي نفسي أو أعامل نفسي على أنى مجرد جسدو إن كان الذكر يثيره شعري أو وجهي فتلك مشكلته النفسيةو وجب عليه العلاج منها مادام صار يفكر بنصفه الأسفل فقط و فقد عقله.قالت:أنتي مستفزة جداقلت: ناقشينيقالت: و ماذا عن حديث خالد ابن دريكعن السيدة عائشة عن الرسول صلى الله عليه و سلم" يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا و ذاك"و أشار إلى وجهة و كفيه.قلت: هذا من أحاديث الآحاد و لم يرد في البخاري و صحيح مسلمبل ورد في أبو داوودو من الثابت في أبو داوود أن خالد ابن دريك لم يعاصر السيدة عائشة أساسافكيف يتحدث عنها؟قالت: و القرآن؟قلت: كلام الله يساء تفسيره و تأويله أحيانا.هو دائما مصدر رحمة و نورولكن جماعات الإسلام السياسي عملت على تشويهه و تشويه صورة المسلمينو حصرت الدين في مكافحة المختلف و المرأه!قالت: و آية الخمار في سورة النور؟قلت: اختلفوا في تفسيرهاو المؤرخين اثبتوا أن غطاء الشعر كان موجود من قبل اليهوديةفكان عادة و ليس عبادةو جاء الإسلام ليعدل وضع كان قائما و يأمر النساء بإسدال الخمار -الموجود أصلا -على صدورهم (جيوبهن) فلا تبدوا مكشوفة و بالتالي لم يأت ليأمر بتغطية الشعرو هناك عدة اجتهادات منشورة في هذا السياققالت: و ماذا عن الشيخ القرضاوي و الغزالي و كتب ابن تيمية؟..كلهم قالوا الحجاب فرضقلت: كلهم بشر مجتهدين نحترمهم و إن اختلفت معهم,فالإسلام يسعنا جميعاو يحكم الله على الجميع في النهاية,و إن كانوا اجتهدوا و وصلوا لذلك فاخرينمثل الشيخ الأزهري محمد عبدة الذي نترحم عليه ليومنا هذاو الدكتور الأزهري مصطفى راشد توصلوا لعكس ذلكو تلك اجتهادات و الأصل الإباحة و ليس التحريمفالدين يسر لا عسر و الجوهر أهم من المظهرقالت: و ماذا عن السلف الصالح؟قلت: هم أبناء بيئتهم و عاداتهم و تقاليدهم و تعليمهم و ثقافتهمو كان بعضهم صالح لكن كثير منهم طالحشوه صورة الإسلام السمح البسيطو لطخها بدماء حروب و أطماع سياسيةقالت: مافيش فايدة فيكم انتم علمانيينقلت: العلمانية مش شتيمةو لا تعارض بين الإسلام و العلمانيةلان العلمانية تفصل الدولة بأجهزتها المدنية عن الدينليتساوى جميع المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينيةو لكنها لا تفصل الدين عن المجتمع البشريالدين جزء من تكوينناقالت:العلمانية تضيع الدين و تشيع الفسققلت: و هل الدين ضعيفا لتضيعه أيدلوجية؟ثم هل ضاع دين الأتراك و تركوا الإسلام حينما تحولت الدولة للحداثة و العلمانية؟أرى خلط خبيث من البعض ما بين العلمانية والليبرالية من جهةوالإلحاد من جهة أخرى.العلمانية أسلوب حياة ولا تنهى عن إتباع دين معين،بل تنادي فقط بأن يتم فصل الدين عن السياسة والدولة،وبأن تكون الأديان هي معتنق شخصي بين الإنسان وربه كما هو الحال في الهند وماليزيا…قالت: *****************************قلت: الإسلام أمرنا بالجدل بالتي هي أحسن!أجمالا لم يكن الهدف من الحوار رفض السلامو لكن إيضاح أن السلام ليس حكرا على فئة بعينهاو أن مفهوم الهدى مطاط و غير واضح,كما يوحي باستثناء الأخر المختلف عقائديا,لذا فلا يجب أن نتخذ من التحية شكلا من أشكال التمييز العنصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق