السلام عليكم د. وجيه الفاضل
ارفع لك اسمى آيات المحبة والاخوة واتمنى ان تكون في الخير والسلامة وحرستك محبة الناس و اما بعد
هناك بعض المواضيع أحببت أن أفيدك بها واعتذر سلفا اذا كانت رسالة طويلة ولكن المطالب ضروري جدا .بالتاكيد جنابك سمعت تصريحات خامنئي وخطابه القذر في صلاة الجمعة والذي ألقاه باللغة العربية. إنه مثل تدخلا بارزا في الشأن المصري وقد بلغ هذا التدخل ذروته عندما سمى ثورة الشعب المصري بثورة إسلامية وأن الشعب المصري يريد أن يكون له نظام على غرار ما هو حاكم في إيران أي نظام ولاية الفقيه. نفس السيناريو تكرر مع تونس كما كتبت جنابك في مقالك الاخير والمنور الذي ارسلته الي وبالتاكيد تعرف كثير من المواضيع التي اكتبه لك في الرسالتي هذه ولكن قررت ان اكتب قليلا بالتفاصيل حتى لا يفوتني اي شيء.
نحن وبالتاكيد تعلم لدينا مقاومة كبيرة في ايران التي تقف منذ سنوات بوجه هذا النظام الجائر في ايران وهي منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي اخذت مخيما لها في العراق و يسمى اشرف و اعضاء هذه المنظمة يسكنون في هذا المخيم. خلال النتفاضة الاخيرة في ايران لعبت منظمة مجاهدي خلق دور كبير و قدمت شهداء من عوائل سكان المخيم او المؤيدين ونظام الحاكم يخاف من ها لانها تمثل البديل الحقيقي الوحيد في الساحة السياسية في ايران خاصة بما ان النظام يستحث خطاه نحو السقوط و الانهيار. وبالفعل اشتدت الضغوط على مخيم اشرف و سكانه من قبل عملاء النظام الايراني في الحكومة العراقية الحالية والمخيم منذ 24 شهرا تحت حصار شديد.
إن النظام الإيراني يرى نفسه مترنحا على حافة هاوية الموت. هذا النظام ينتابه شعور بالذعر والخوف مما يحدث في المنطقة. للعلم العراق هو اليوم مرعى عملاءه وحولوه إلى جهنم للعراقيين. الناس عطالة بطالة . الغلاء يبلغ ذورة غير مسبوقة. الأمن مفقود. يوميا هناك انفجارات. الفوضى تؤرق العراقيين . إلا أن الشعب العراقي المظلوم خرج في الأيام الماضية في مظاهرات عارمة يندد بممارسات الحكومة والعناصر الموالية لإيران وهذا الشعب نهض ولن يسكت بعد.
الشعب الإيراني الذي يعيش أجواء كبت وخنق غير مسبوقين أصبح لا يتحمل هذه الدرجة من الهمجية بعد. هل سمعت أخبار الانتفاضة التي وقعت في الأيام الماضية في إيران؟ إنها نار لن تخمد أبدا إلى أن تسقط حكام إيران المجرمين. إنهم يخافون كالأرانب من اشتعال لهيب ثورة الشعب. لأنه لا يخفى عليهم بأنهم على الباطل.
في هذه الأجواء نرى بأن النظام الإيراني لا يستطيع التخلي عن قمع سكان أشرف والمعارضة الإيرانية لأنه يعلم علم اليقين بأنها هي من تقود الثورة والانتفاضة وأن الشعب الإيراني يستوحي من صمودها وتماسك سكان أشرف وإصرارهم على مبادئهم مهما صعبت الظروف.
سكان أشرف يعيشون ظرفا قاسيا في الوقت الراهن حيث أن الحصار أصبح يضيق عليهم الخناق مما لا يمكنهم أن يمارسوا حرياتهم وأن يعيشوا حياة طبيعية كأي مواطن آخر.
الحكومة الإيرانية تضغط بشكل جنوني على الحكومة العراقية بأنها يجب أن تغلق المعسكر وتطرد سكانه العزل من العراق حتى يصبحوا فريسة للنظام في أراضي العراق الصحراوية. من ناحية أخرى نجد أن المضايقات الطبية المفروضة عليهم مستمرة.
إنهم لا يتمتعون بخدمات طبية كأي مواطن بسيط كونهم محاصرين.
سكان أشرف منحوا لجنة أشرف التابعة لرئاسة الوزراء مجموعة من المباني اتخذ منها مستشفى. ثم منحت المنظمة لهم أدوات لازمة وأجهزة طبية ضرورية لوضعها في المكان واتفقت مع اللجنة بأن تحضر أطباء اختصاصيين إلى أشرف لفحص المرضى نظرا لحظر اللجنة المذكورة السكان من الخروج من المعسكر لغرض تلقي العلاج اللازم في المستشفيات العراقية.
إلا أن معاملة اللجنة المذكورة لمرضانا معاملة لاإنسانية ولاأخلاقية يندى لها الجبين. الكل يعلم أن في أشرف ألف امرأة يسكن هذا المعسكر وهن بحاجة إلى حضور طبيبة لها تخصص في أمور النساء إلا أن ذلك لم يحدث منذ 4 أشهر. إن لجنة أشرف تجاوبت مع 50 % من التوافق الذي حصل بينها وبين السكان بأن تأتي بأطباء إلى مستشفى العراق الجديد (هكذا سمي هذا المستشفى) لغرض معالجة المرضى. إن هذه اللجنة لا تسمح لسكان أشرف بالتمتع من مستشفيات أهلية خارج المعسكر رغم أن السكان أعربوا عن استعدادهم الكامل بأن يسدد كافة التكاليف اللازمة له.
سكان أشرف يشترون أدوية مرضاهم على حسابهم الخاص كون مستشفى العراق الجديد ودائرة صحة ديالى لا توفر لهم سوى 5% من الأدوية اللازمة.
منذ أكثر من شهر ومدير مستشفى العراق الجديد محتفظ بالأدوية الواصلة إلى السكان من الخارج ولا يعطيهم إياها.
لا يمكن إحالة المرضى إلى مستشفيات خارج المعسكر مثلا في بعقوبة أو بغداد إلا بعد ما حصلت موافقة من مدير المستشفى ثم الجيش ثم اللجنة التابعة لرئاسة الوزراء في بغداد مما يؤخر إحالة المريض لأشهر أحيانا. كما أنهم يمنعون ذهاب مرافقين مع المرضى أو مترجمين معهم مما يفرض على المريض أن يلغي موعده مع الطبيب. حتى النساء يمنعن من أن تكون معهن مرافقة أو مترجمة وهن مضطرات أن يذهبن مع الجنود العراقيين وحدهن إلى هذه المستشفيات خلافا لكل الأعراف الإنسانية والأخلاق الإسلامية.
منذ 3 أشهر وأن إجراء عمليات جراحية توقفت في مستشفى العراق الجديد.
إن المستشفى تسيطر عليه قوات الأمن العراقية وهي تدخل المستشفى بأسلحة وتجهيزات عسكرية . مدير المستشفى يستخدم هذه القوات المسلحة لإسكات احتجاج من لا يرضى بما يتلقى من معاملة في المستشفى. فمن يريد أن يحتج على شحة الخدمات في المستشفى لابد أن يخضع لسوء معاملة من قبل عناصر قوات الأمن. ومثال على ذلك أن القوات العراقية دخلت المستشفى يوم 26 من ديسمبر العام الماضي بـ 40 عجلة عسكرية معها أكثر من 100 جندي وتناحروا على 11 شخصا من سكان أشرف بالضرب والرفس واللكم مستخدمة هراوات وعصي والخ. ثم أنها صادرت الكرفان الذي كان مقاما لسكان أشرف في باحة المستشفى.
إن معظم المرضى هم من أصيبوا بجراح شديدة جراء هجوم القوات العراقية عليهم قبل حوالي عامين. ذلك الهجوم الهمجي الذي خلف 11 قتيلا وأكثر من 1400 جريح.
إن الراقدين في مستشفى العراق الجديد يعانون من أصوات مزعجة تحدثها 180 مكبرة للصوت تم نصبها بالباب الرئيسي وأقسام أخرى من أشرف. إن السفارة الإيرانية بعثت عناصرها إلى معسكر أشرف لغرض ممارسة أعمال التعذيب النفسي بحق السكان. هذه الممارسات التي دخلت عامها الثاني أدت إلى اندلاع حالات نفسية بين السكان وأن عددا كبيرا منهم يشكون من تفاقم أمراضهم بعد مضي عام من هذه الحرب النفسية القذرة عليهم.
إن سياسة لجنة قمع أشرف التي تهدف إلى تأخير تأمين علاج للمرضى وأن هذا التأخير يطول أحيانا سنة كاملة أدت في إحدى الحالات إلى رحلة أحد السكان دعي مهدي فتحي الذي كان مصابا بسرطان الدرقية ولو كان طليق اليد في تلقي العلاج اللازم في الوقت الذي كان يحتاج إليه لما بلغت حالته مرحلة اللاعودة قط.
هناك نماذج كثيرة لتعامل الجنود العراقيين السيء مع مرضانا حين يتم نقلهم إلى مستشفى بعقوبة أو بغداد. إنهم فتشوا المريض قبل الدخول إلى صالة العمليات. ثم تناحروا على أحد المرضى المصاب بالسرطان بالرفس واللكم في السيارة بعد عودته من عملية. حتى أنهم سحبوا سلاح على أحد المرضى.
إن مدير المستشفى لا يصدر شهادة وفاة لمن يتوفون من السكان.
سكان أشرف أعلنوا مرارا وأكدوا استعدادهم الكامل بأن يأخذوا على عاتقهم كافة تكاليف معالجة مرضاهم بالإضافة إلى رواتب موظفي المستشفى وحتى زيارة الأطباء الاختصاصيين للمستشفى بالكامل. كما أنهم أكدوا استعدادهم لدفع مصارف إجراء عمليات جراحية وأجور سيارات الإسعاف وغيرها. والشيء الوحيد الذي يريدونه إزاء ذلك هو أن يتمتعوا بخدمات طبية طبيعية كأي إنسان آخر يعيش في المجتمع البشري. على الحكومة العراقية أن ينهي الحصار المفروض على السكان .
كما أنها يجب أن تعيد الأدوية الموقوفة لديها للسكان.
الغرض من كافة هذه التوضيحات هو رص الصفوف بيننا انتم الاحرار المصريين ونحن علينا ان نقف جنبا على جنب بوجه الظلم و الظالم فنحن نحتاج الى دعمكم لمضيء قدما مع نضالنا العادل.
لذلك مطلوبي الرئيسي منك هو أن توجه رسالة إلى محافظ ديالى للتأكيد فيها على ضرورة التدخل في قضية سكان أشرف وإنهاء هذه الحالة المخزية التي يعانيها السكان. ولابد له من زيارة مستشفى العراق الجديد شخصيا حتى يعرف المعانات شخصيا و لا يعتمد على التقارير الزائفة فحسب.
وينبغي على الحكومة المحلية أن توفر للسكان المناخ الملائم لأن يتلقوا فيه ما يحتاجونه من علاج في أجواء مسالمة.
عنوان محافظ ديالى هو
الدكتور عبدالناصر المهداوي abdulnasermm@yahoo.com
في الختام اشكرك سلفا لما تبذل من الجهد و راجيا بان يزدهر بلدكم الجميل
تحياتي ودمت حيا
اخوك المخلص جاهد امير مجدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق