الثلاثاء، 7 يوليو 2009

بعد خراب أسنا ( مالطه سابقا ) بقلم الصديق الأستاذ أشرف سعد


أخذتنى الظروف للمرور بشوارع تلك القرية العريقة (إسنا) حيث اننى كنت أرغب فى تفصيل جلابية صعيدى محترمة فقيل لى أن أفضل من يجيد ذلك فى الصعيد الإسناوية.وبعد اتصالى بأحد أصدقائى هناك وهو د.وجية ذهبت معه فى جولة تفقدية لهذة المدينة (المفروض انها مدينة) ولكن يبدو أنها قد وقعت من كل حسابات المدن فى بلدنا وأسف أن أقول أن أحدا ما لا يهتم بهذة المدينة لا من قريب ولامن بعيد برغم وجود أحد أثارنا المهمة والتى كانت حتى عهد قريب أحد أكثر الأماكن زيارة ولكن...................كانت إسنا تنتعش كل سنة مرتين مع إغلاق الهويس حيث تقف جميع البواخر التى تعمل بين الأقصر و أسوان فى إسنا بدلا من الأقصر وبالتالى يحدث انتعاش ورواج تجارى ولكن بعد انشاء الهويس الجديد أصبح لدينا 2 هويس فإذا توقف أحدهما للصيانة يعمل الأخر وبالتالى سقطت إسنا من جدول الأعمال وأصبحت تنتظر فقط البواخر التى تأتى لزيارة معبد إسنا وهى الأن قليلة جدا تعد على أصابع اليد بعد أن كانت زيارة إسنا ضمن معظم برامج شركات السياحة وذلك لأسباب عديدة أهمها

:1- كانت تذكرة دخول المعبد سابقا رخيصة الثمن وكان هناك تخفيض بنسبة %50 على التذاكر وبالتالى كان من السهل إضافة زيارة كهذة غير مكلفة ولا ترفع سعر الرحلة للزبون نظرا لتواجد المرشد على أى حال وقرب المعبد من المراسى فلا حاجة إلى أتوبيسات أو أى وسيلة نقل.2

- معبد إسنا ليس معبد بالمعنى المقصود ولكنه حاله خاصة جيث أنه كان مجرد ساحه يقيم بها الفرعون عدة أيام كل سنة أو فى ظروف معينة مثل فترات ما بعد الحروب

.3- إن إضافة جزء كهذا غير مكلف وسهل التنفيذ لقرب الساحه من المراسى والتى تمر بها البواخر على أى حال يعتبر إضافة مجانية من شركة السياحة ترضى الزبون.

ثم ماذا حدث ليهجر السياح إسنا:

قامت هيئة الأثار والتى يبدو أنها تعمل فى عالم أخر غير عالمنا برفع ثمن تذاكر الدخول لمعبد إسنا وتم إلغاء الخصم الذى كان يعطى سابقا حتى يأتون على أخر ماتبقى من أمل لزيارة المعبد وبرغم الأزمة الإقتصادية الطاحنة فى العالم أجمع إلا انه لا يوجد فى هيئة الأثار من يعيش على هذة الأرض ويبدو أنهم يعيشون هناك مع الفراعنة فى الأزمان الغابرة فهم لا يزالون يرفعون تذاكر دخول المناطق الأثرية بشكل يثير الماء البارد ومن ضمنها طبعا معبد إسنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

طيب إذا كان السادة فى هيئة الأثار فى غياهب الزمن مفيش محافظ يلقى نظرة على هذة المدينة البائسة ويعتبرها جزء من مسئوليتة؟؟؟؟!!!سألت على المحافظ قالولى بيحافظ على نفسة ومبيجيش هنا؟؟؟؟؟؟؟؟ إية دة؟؟طيب مفيش أى حد يقدر يعمل أى حاجة تنقذ هذة المدينة من الإفلاس؟؟؟؟؟ مفيش حد فى البلد يفكر لها فى حل سريع؟؟؟يا سادة لقد أذهلنى أننى مشيت فى الشارع المؤدى للمعبد فلم يكن هناك محل أو بازار واحد يفتح أبوابه ولما مررت بشارع السوق وجدت محلات مفتوحه ولا يوجد بها مشترى واحد من أول الشارع لأخرة؟؟؟!! يا سبحان الله أنا كنت بستغرب لما أشوف الأطفال اللى بتتسول من الزبائن بمجرد مرور المراكب من الهويس وأقول هما مالهمش أهل؟؟؟ لكن بعد اللى شفته عرفت إن الأمر أكبر من مجرد تفكيرى المحدود!!!وكنا قديما نضرب المثل ونقول بعد خراب مالطا دلوقت بقى الأحرى أن نقول (بعد خراب إسنا)وأعتقد اننى يجب أن أدعوا قائلا:

أغيثوا إسنا (مع الاعتذار لغزة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق