السبت، 29 أغسطس 2009

وكاله الأنباء الألمانية تشير إلى حرص الأقباط على مشاعر المسلمين فى رمضان


من شراء "الياميش" إلى الفوانيس الملونةالمصريون يتمسكون بعاداتهم الرمضانية رغم الأزمة المالية وبدء المدارس
وعلى النقيض مما يشاع عن تفاقم التشاحنات الطائفية في مصر نجد الأقباط حريصون على عدم الأكل أو الشرب أمام المسلمين الصائمين حرصا على مشاعرهم . وتقول الشابة مارجريت وهي مسيحية "لابد من احترام مشاعر المسلمين الصائمين فنحن شعب واحد يحب بعضنا بعضا".
القاهرة- د ب أ
على الرغم من الأزمة المالية العالمية، التي لم تسلم منها أي دولة من دول العالم، أصر المصريون على الالتزام بعادات توارثوها أجيالا بعد أجيال حتى أضحت لديهم لوزام لا يتم شهر رمضان الكريم إلا بها.
فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم وتراجع الزيادة في المرتبات، واقتران الشهر الفضيل مع قرب بداية العام الدراسي الجديد، حرص المصريون على شراء الياميش كل حسب قدراته كما حرصوا على إدخال الفرحة على قلوب أطفالهم بشراء الفوانيس التي تباينت اسعارها حسب انواعها واحجامها وكان الاقبال على الفوانيس الصينية الصنع شديدا، حيث أن سعر الفانوس "كرومبو" تلك الشخصية الكرتونية الشهيرة في مصر وصل إلى أكثر من 50 جنيها (9 دولارات) وفي احيان كثيرة يقع عبء الشراء على الأجداد.
ويقول حسين، وهو عامل فنّي يبلغ من العمر 59 عاما: "لابد من إدخال الفرحة على قلوب الأطفال فرمضان لا يكتمل إلا بفرحتهم".
وعادة، كانت الأسر المصرية تستعد للشهر الكريم "بشد الحزام" في الفترة التي تسبقه، حتى تهنأ الأنفس بأطيب الأطعمة في رمضان حيث تحرص ربة أي منزل على أن تكون مائدتها عامرة بالأطباق الشهية خاصة إذا كان في الأسرة أطفال في سنواتهم الأولى مع الصوم.
وتقول عفاف (35 عاما) وهي أم لأربعة أطفال :"يجب أن تكون المائدة عامرة بأشهى الأطعمة والحلويات التي تغري الأطفال حتى تعوض ما فقدوه جراء عدم الأكل طيلة اليوم"، ومن أميز هذه الحلويات الكنافة والقطايف والبسبوسة.
وأهم ما يميز رمضان في مصر أن معالمه ترتسم على كل شيء بدءا من المساجد التي تزدان بالمصابيح الملونة استعدادا لاستقبال المصلين الذين يحرصون على العبادة في الشهر الكريم مرورا بالزينة الملونة والمصابيح التي تزين الشرفات وأمام المنازل، إلى الموائد التي نراها في كل شارع تحت اسم "مائدة الرحمن" والتي يضمن بها أي صائم محتاج أن في نهاية عناء اليوم طعام شهي.عودة للأعلى
مدفع الإمساك والإفطار
ومن الأمور التي اعتاد عليها المصريون في رمضان "مدفع الإمساك والإفطار"، حيث ينطلق المدفع قبل آذان الفجر بربع ساعة ليسرع المتسحرون في إنهاء طعامهم وكذلك مدفع الإفطار الذي ينطلق مع آذان المغرب إيذانا بانتهاء يوم من أيام الصيام.
ومن أشهر الروايات عن انطلاق هذه العادة أن والي مصري محمد علي الكبير كان قد اشترى عددا كبيرا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب فاستحسن المصريون هذا التقليد واعتادوا عليه.
وعلى النقيض مما يشاع عن تفاقم التشاحنات الطائفية في مصر نجد الأقباط حريصون على عدم الأكل أو الشرب أمام المسلمين الصائمين حرصا على مشاعرهم . وتقول الشابة مارجريت وهي مسيحية "لابد من احترام مشاعر المسلمين الصائمين فنحن شعب واحد يحب بعضنا بعضا".
واستغلت الحكومة المصرية التي تتراجع شعبيتها على الأرض يوما بعد يوم بسبب الغلاء إلى استغلال فرصة رمضان لاستعادة جزء مما خسرت حيث أعلنت وزارة الصناعة والتجارة قبل فترة بعض الإجراءات المؤقتة للسيطرة على جنون الأسعار في رمضان مثل إعفاء واردات السكر من الجمارك لمدة خمسة أشهر ومضاعفة رسوم الصادرات على الأرز مما ساهم في كبح جماح الأسعار.
وقبل أيام من الشهر الكريم امتلأت الصحف القومية منها والمستقلة بإعلانات عن الأعمال الدرامية حيث تعرض كل قناة بضاعتها من المسلسلات وتؤكد أن المشاهد لن يرى هذه الأعمال إلا على شاشتها وأنها حصرية لها، ولكن ما أثار حالة من الدهشة تاكيد التلفزيون المصري في إعلاناته بالصحف"لا شيء حصري كله على التلفزيون المصري".
وعادة ما تستعد القنوات التي تجد الكثير منها شهر رمضان فرصة لإطلاق بثها بمئات الأعمال الفنية إلى جانب البرامج الحوارية والدينية حتى أضحى رمضان موسم للإذاعة والتلفزيون وبالطبع الإعلانات التي يتفنن مروجوها في تجديدها لجذب المشاهدين.
وسريعا ما تنقضي أيام الشهر الكريم ، ليكون الشهر الذي غنينا له بالأمس "هل هلالك شهر مبارك" نغني له "والله لسه بدري" ولكن ما يلهم القلوب الصبر على فراقه هو "يا ليلة العيد آنستينا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق