السبت، 29 أغسطس 2009

الأقباط فى شهر الصوم تحقيق رضا النصيرى - مايكل نبيل ( الأهالى )


الأقبـــــــاط في شهر الصوم
أم ميلاد تصوم رمضان وأشرف شكري يشتري فانوس الشارع علي حسابه الخاص
أولادنا يشترون الفانوس اللي بيغني مرحب شهر الصوم
تحقيق: رضا النصيري ـ مايكل نبيل
شهر رمضان، عيد الفطر، الأضحي، القيامة، العذراء وعيد الميلاد المجيد، توليفة من المناسبات الدينية علي أرض مصر والتي تجمع معها تركيبة من مواطني مصر مسلميها ومسيحييها لا يعرف كل منهما سوي احترام وحب الآخر، يتشاركون في الأحزان قبل الأفراح، فما بالنا بشهر الخير الذي يعد واحدا من هذه المناسبات التي تهل علينا جميعاً كل عام، كيف يري كل من الطرفين هذه الروحانيات في ظل دوام العلاقة بينهما منذ قديم الأزل هذا ما نتعرف عليه خلال السطور المقبلة.
بدأنا مع «عايدة جاد» والتي أكدت أنها قبطية عاشقة لشهر رمضان حيث تصفه بشهر التجمع للناس مع بعضهم البعض دون النظر إلي الديانة، وتذكر علاقات الجيران التي لا تنسي في الأيام العادية فما بالنا بتلك الأيام كانت الشقق مفتوحة الأبواب دائما لا تعرف مَن مِن أبنائها داخل شقة الجيران ومن أبناء الجيران داخل شقتها وهذه كانت حقيقة وليست خيالاً أم الآن فنجد حتي إلقاء السلام قرب علي التلاشي وتتحسر علي تلك الأيام وتنهي ليتها تعود!!
الفوانيس
أما «مارفن فوزي» فتقول عن هذا الشهر دائما ما تتذكره بالفوانيس خاصة لحظة شرائها حيث تصطحب بنات الجيران المسلمات ويذهبن معاً إلي المحلات لشراء الفانوس ذلك الذي كان يضئ بالشمعة أما الآن ومع التغير المذهل في الفوانيس ضاعت روح رمضان التي كانت تشعر بها ولم يبق منها سوي أغنية نسمعها في عروسة أو توك توك لعبة وغيرهما من تلك الفوانيس التي افتقدت لجمالها ورونقها التراثي القديم.
اخوات.. رغم الشوائب
«عفاف صفي» بدأنا بذكر الاسم بناء علي طلبها شخصيا وفسرت ذلك برغبتها في إثبات رأيها ووجهة نظرها في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة وفي شهر رمضان علي وجه الخصوص حيث تري أن هذه العلاقة رغم ما يشوبها الآن من شوائب بسبب ضغوط الحياة وانشغالات الناس إلا أنها مقدسة ومازالت قائمة ولن تمس بأي شيء يؤثر عليها، وذكرت أنها باستمرار تذهب إلي السوق لشراء الخضار مثلا مع جارتها المسلمة «كوثر» وهناك حالة من القرب والتواصل وصلت لدرجة أنهما تشتريان نفس نوع الخضار مثلا ونفس الملابس لأولادهما معا ولن تنسي موقف تعرضت له عندما قال لها أحد الجيران الكبار من الرجال لولا أنني من قام بتربيتك لقلت إنك وكوثر اختان ولستما مجرد جيران.
الفوازير
أما «تريزة إبراهيم» فمن ذكرياتها مع رمضان هي الفوازير التي طالما انتظرتها مثلها مثل أي مسلمة مرتبطة بهذا الشهر وصرحت بذلك فعلا لإحدي صديقاتها التي لم تندهش من حوارها وكأنها تعلم طبيعة أن يشعر أي إنسان في مصر بهذا الشهر وجماله حتي ولو كان مسيحياً
مناسبة للجميع!!
ويقول «مجدي» إن شهر رمضان ليس مناسبة دينية تخص المسلمين فقط ولكنها مناسبة يحتفل بها المصريون جميعا مسلمين ومسيحيين بسبب وجود علاقة حميمة بينهما تتصف بالمودة والمحبة وفي شارع «كلوت بك» تتجاور المحلات باختلاف ديانة أصحابها وبحلول رمضان نجتمع في إفطار جماعي في أي من هذه المحلات وطبعا نكون حريصين علي عدم تناول الغداء طوال اليوم وخلال فترة الصيام مراعاة لمشاعرهم كمسلمين فهي عادة اعتدنا عليها ولن نغيرها أبدا.
ويؤكد هذا الكلام «مينا ثروت» الذي خرج يوما مع أصدقائه في طريق مصر ـ إسكندرية الصحراوي وبالقرب من الكارتة نزلوا وجلسوا في الطريق بسبب أذان المغرب عليهم وجمعهم فطار واحد.
الزينة
علاقة مليئة بالحب والتسامح بيننا هكذا وصف «أحمد حنفي» علاقتنا كمسلمين ومسيحيين تحت سماء واحدة، موضحاً أن الاحتفال بجميع المناسبات في مصر تجمعنا دون النظر للدين أو السن وإذا كنا فرحنا سويا بانتصار أكتوبر ومازلنا نحتفل به سويا وعن رمضان نجمع مع بعضنا البعض لشراء الزينة التي نزين بها الشوارع التي تضم بيوتنا جميعا ونشتري فانوساًً كبيراً يعلق وسط الشارع. ومن المشاركة لشراء الزينة نجد «محمد عادل» يصرح لنا أن له صديقاً مسيحياً اسمه «أشرف شكري» يقوم بشراء الزينة بمفرده وعلي حسابه الخاص كنوع من المشاركة الوجدانية لأصدقائه من الجيران المسلمين موضحا جمال هذه المشاركة التي تتواصل في لعب كرة القدم معاً بعد الإفطار واجتماعهم أحيانا علي السحور إن أمكن!! بالإضافة إلي الاشتراك في الأحزان قبل الأفراح بينهما وهذا ما أوضحه «سيد حنفي» في حديثه معنا ذاكراً تبادل التهاني بين الجميع في رمضان حتي اعتادوا علي ذلك وكأنه روتين تأقلمنا عليه.
القاعدة
وكما هو معروف لكل قاعدة شواذ، فيري «أحمد عمارة» أن العلاقة قديما بين المسلمين والمسيحيين كانت مليئة بالتعاون والمحبة أما الآن كل إنسان يبحث عن مصلحته ويقول «يالا نفسي» دون مراعاة قول سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» الذي وصي علي سابع جار أما المفاجأة وعكس ما سبق نجد «أم ميلاد» تلك السيدة المسيحية التي تصوم شهر رمضان فعلا يحدث ذلك لا تتعجب فهي تصومه من باب «الندر» عندما وقع حادث أليم لأحد أبنائها ونجي منه مما جعلها تندر صوم رمضان وهذا إن دل إنما يدل علي قيمة وغلاوة هذا الشهر في العموم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق