السبت، 15 نوفمبر 2008

فخ العماله و ثقافه الافلاس بقلم د / وجيه رؤوف







فخ العماله وثقافه الأ فلاس
دهشت كثيرا وانا استمع الى حلقه العاشره مساء للاستاذه منى الشاذلى وكان ضيفى الحلقه الاستاذ مصطفى موسى وكيل حزب الغد والاستاذه جميله اسماعيل المزيعه اللامعه وزوجه الاستاذ ايمن نور رئيس حزب الغد الذى يقضى فتره عقوبه الخمس سنوات ,
وسبب دهشتى هو اسلوب الحوار والتراشق بالاتهامات ولجوء كل واحد الى شماعه اتهامات حتى يسىء الى الاخر ,
وبغض النظر عن من هو على حق فى هذا الحوار فهذا لايعنينى بالمره وليس هو سبب كتابه هذا المقال ,
ولكن سبب كتابه هذا المقال هو مناقشه كلمه واحده جاءت على لسان الطرفين وهى كلمه العماله وهذه الكلمه كلمه مطاطيه يمكن استخدامها لتحقيق اغراض كثيره والغرض الاول والاخير منها هو اسكات الآخر وارهابه وهنا يختلف استخدام الكلمه ووضعها فقد يثقل ميزانها او يخف ,
ففى بدايه الحديث اتهمت السيده جميله اسماعيل الاستاذ مصطفى موسى بالعماله للامن فى مصر على حساب الحزب وقالتها له مباشره : اذا كنت عميلا للامن لماذا لاتنضم للحزب الوطنى وتترك حزب الغد ,
وعليه انبرى الاستاذ مصطفى موسى بدلا من الرد عليها الى اتهامها بانها عميله للامريكان وانها عميله ايضا لسويسرا بل وانها تسعى الى منع المعونه الامريكيه عن مصر ,
ولقد دافعت السيده جميله اسماعيل عن وطنيتها بكل ضراوه وان كان الاتهام بالعماله للامن لايزن امام الاتهام بالعماله لامريكا ولكنها الوسيله الاكثر شيوعا لارهاب الآخر واسكاته , هذا هو الحال بين كبار المثقفين فما هو الحال وسط العامه ؟؟
والحقيقه انا لا انتمى الى حزب الغد ولا يهمنى امره من قريب او من بعيد ولكنى اناقش لغه الحوار وسباق الاتهامات ,
فتهمه العماله هى تهمه خطيره ولا تمر مرور الكرام ولايجب اتهام اى احد بها بدون ادله او براهين وكذلك اتهام اى شخص باى عماله لايه جهه لايجب ان تاتى هكذا مرسله وبدون ادله او براهين وخصوصا فى وسائل الاعلام حيث يستمع العامه ويستقبلون المعلومه دون استبيان او ايضاح ودون معرفه الحقيقه فى الاخير ,
وان تكن تهمه العماله هى اشدها قسوه والما خصوصا اذا كان المتهم بها وطنيا محبا لبلده ,
ولكن واسفاه للغه الحوار وماوصلنا اليه ,
فبدلا من الجلوس معا لحل المشاكل تخرج الينا هذه التعبيرات المؤذيه والتى لم نعتاد عليها ,
والحقيقه انا ارفض هذا الاسلوب فى الحوار فهو حوار غير مثقف غير ناضج لايجب ان يتم هكذا فى بلد العلم والعلماء ولكنها ثقافه الافلاس فحين لاتملك الحجه والبرهان وقوه الدليل تلجأ الى لى الحقائق واتهام اللآخر بالعماله ,
والحقيقه لقد اصابنى الضجر حين مشاهده هذه الحلقه وبلغت الغصه حلقى ,
أالى هذا الحد وصلنا أ تهامات متبادله وعصابات تعبث بامن البلاد واستقرارها ونحن نستمع الى اتهامات متبادله تصف الجميع بالخيانه ,
الى هذا الحد هانت علينا انفسنا وهان علينا وطننا وهانت علينا سمعتنا الى ان ننشر مساوئنا امام العالم , يا حسرتاه عليك ياوطن ,
اذا كان هذا حال سياسييك المنوط بهم الحفاظ على الوطن واستقراره فما بال البسطاء والجهلاء ,
الم تأخزو دروسا من دول العالم عن كيفيه تحول المتنافسين الشرفاء امثال اوباما وهيلارى كلينتون من متنافسين الى متضامنيين لخدمه الوطن واعلاء شأنه ,
ولكننا فى حاجه الى الف عام للوصول الى هذا المستوى من النضوج والتنوير , واسفاه
المهم لم تظهر تهمه العماله فقط فى هذا البرنامج فقد سبق هؤلاء البعض ممن يريد اسكات الآخر و ارهابه واتهامه ايضا فقد اتهم الاستاذ جمال اسعد سابقا المستشار نجيب جبرائيل بالعماله لامريكا , وقد كان هذا الاسلوب منه لكى يسكت نجيب جبرائيل ويضعف من حجته ,
بالمقابل فقد اتهم الاستاذ جمال اسعد من قبل بعض الاقباط ببيع القضيه القبطيه وموالسه الامن ايضا ,
ولم يقف مسلسل العماله عند هذا المستوى فقد اتهمت ايضا المناضله هاله المصرى بالعماله لامريكا من قبل جريده معينه دأبت فى الهجوم عليها كثيرا وذلك املا فى ارهابها لنشاطها الملحوظ فى القضيه القبطيه ,
ولكن لنأخز هنا فاصلا قصيرا ونفكر فى امر المتهميين بالعماله لدول اجنبيه ,
الا يستطيع هؤلاء عمل لجوء سياسى الى هذه الدول والعيش فيها ؟؟
بالطبع يستطيعوا , فما الذى يمنعهم من ذلك ؟؟
طبعا محبتهم لتراب هذا الوطن وعشقهم له ,
وانا اعلم ان الكثيرين منهم قد هددوا بالقتل ولكنهم يرفضون فراق تراب هذا الوطن ,
ونفكر بعمق ايضا لا اعتقد ان هناك مصريا يعشق تراب هذا الوطن يطالب بمنع المعونه عن مصر هذه فريه وكذبه كبيره ,
فكلنا نعيش على تراب هذا الوطن وتاثر الوطن بأى مشاكل اقتصاديه او أمنيه سوف نعانى منها جميعا ,
اذا نقول للجميع اوقفوا استخدام هذه الكلمه الكريهه وهى كلمه العماله ولتناقشوا الامور من زواياها الواضحه وتعلموا من الشعوب المتقدمه لغه الحوار


د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق