الأحد، 30 نوفمبر 2008

الخطاب الذى ننتظره من الرئيس مبارك بقلم الاستاذ منير بشاى


حوادث الإعتداءات على الكنائس والمصلين فى عهد الرئيس مبارك تتزايد بشكل مخيف. ولا أعلم إذا كان هذا الأمر يسبب ولو قدرا بسيطا من القلق لدى الحكومة المصرية وعلى رأسها من يجلس على كرسى الرئاسة. فإذا كان هناك هذا الإهتمام فإننا لا نراه ولا نحس به ولا نرى نتائجه. إن رئيس الجمهورية وإن كان لا يستطيع بمفرده أن يعمل كل شئ، فهو على الاقل مسئول عن شئ هام وهو ما يعبر عنه بكلمة Setting the tone أى وضع المبادىء العامة وتوجيه إهتمام الأمة التوجيه الصحيح وتغيير مسارها إلى الخط السليم.
وفى اعتقادى أنه لعلاج مشكلة الإحتقان الطائفى فى مصر، وخاصة فيما يتعلق بالاعتداءات على الكنائس، فأن الرئيس مبارك يجب أن يذهب إلى كنيسة ويلقى فيها خطابا موجها للأمة كلها. هذا الخطاب يجب أن يشتمل على هذه النقاط:
أولا: على الرئيس مبارك أن يقول للمواطنين المسلمين بكل حزم أنهم غير مسئولين عن أن يأخذوا القانون بيدهم. يجب أن يعرفوا أن هناك مسئوليات للدولة ومسئوليات للافراد. مسئولية الدولة هو تنفيذ القانون ووقف أى تعدى عليه. أما مسئولية الفرد إذا إعتقد أن هناك من يتعدى على القانون، فهى أن يبلغ السلطات ولا يقوم هو بهذا العمل، لأن الفرد لا يعرف أصلا ما إذا كان هناك فعلا خرق للقانون. إن من يفترضون ما يجب أن تكون مواصفات الشرعية ثم ينفذوها على الناس بالقوة فإنهم بعملهم هذا يتعدون على الشرعية ذاتها، وبالتالى يضعون أنفسهم تحت طائلة القانون.
ثانيا: علىالرئيس أن يؤكد فى خطابه أن المسيحيين مواطنون أصلاء متساوون مع المسلمين فى الحقوق والواجبات، وعلى رأس هذه الحقوق بناء الكنائس وحرية ممارسة العقيدة. عليه أن يشرح للناس معنى كلمة المواطنة ويضعها موضع التطبيق فتصبح واقعا معاشا وليس مجرد ديكور فى الدستور لأغراض التجميل فقط.
ثالثا: على الرئيس أن يؤكد فى خطابه أن الكنائس والمساجد كلاهما بيوت لله لها حرمتها وقدسيتها. ولا يجوز لأى إنسان أن يقتحمها ويسئ إلى من هم بداخلها. كما لا يجوز لإنسان أن يدمر مبانيها أو يسبب أى إتلاف لها.
رابعا: على الرئيس أن يوجه كلمة شخصية للمسيحيين مؤكدا لهم مسئوليته الشخصية عن حمايتهم وأنه جاد فى محاسبة أجهزة الأمن إذا أهملت فى واجبها. كما أنه جاد فى القبض على المعتدين وعقابهم بإقصى ما يسمح به القانون.
خامسا: على الرئيس أن يعلن فى خطابه تشكيل جهاز رفيع المستوى لدراسة ظاهرة تصاعد أعمال العنف ضد الأقباط فى عهده. على هذا الجهاز أن يدرسوا الأسباب ويقترحوا الحلول. وبعد ذلك – وهذا هو الأهم – توضع هذه الإقترحات موضع التنفيذ وليس أن تحبس فى الأدراج. ومن وقت لآخر يتم تقييم مسار الامور لمعرفة مدى النجاح أو الفشل وعمل التغييرات اللازمة.
سادسا: حبذا لو أعلن الرئيس فى خطابه عن إقرار القانون المقترح لتوحيد إجراءات بناء دور العبادة المسيحية والاسلامية حتى يتم ترسيخ فكرة أن الكنائس مبانى شرعية وليست أماكن محظورة.
سابعا: وتكون مبادرة لها قيمتها وتأثيرها لو أعلن الرئيس أن زيارته للكنيسة لن تكون زيارة عابرة بل ستتكرر فى المستقبل. وهذا من شأنه أن يعطى الشعب المصرى رسالة مزدوجة. الرسالة للمسلم أن الكنائس ليست رجس من عمل الشيطان فيجب أن لا يشعروا بهذا العداء تجاهها . أما الرسالة للمسيحيين فهى أن يشعرهم أنه رئيس جميع المواطنين وأنه يهمه مشاعرهم ويريدهم أن يحسوا بالأمان والكرامة الإنسانية.
سيادة الرئيس: هذا ما كنا ننتظر أن نسمعه منك من أمد بعيد، وقد طال إنتظارنا ولم نسمعه. فهل أمامنا المزيد من الإنتظار؟ إن صمتك فى مواجهة كل هذه الإضطرابات التى تعصف بالوطن يصم الآذان.
سيادة الرئيس: ماذا تنتظر؟

هناك تعليق واحد:

  1. أي كنائس يا سيدي المعتدى عليها ألا ترى ان المساجد هي المختنقةنحن بلد مسلم بإرادتنا (ألا تذكر عمرو بن العاص)مصر كانت قبطية و اسلمت بمحض إرادتها و ايمانا منها بالاسلام أما ما يحدث اليوم فهو قهر للمساجد وليس للكنائس حتى اسأل مامي ميكا . فكونك مسيحي لا يمنعني من ان اطلب منك ان تتقي الله فهذا ما طلبه منكم المسيح عيسى عليه السلام النبي و ليس الاله

    ردحذف