الجمعة، 20 فبراير 2009

طب من وراء حجاب بقلم دلع المفتى عن الشفاف


طب من وراء حجاب
دخل الدكتور الجراح «ما شاء الله عليه» إلى غرفة العمليات وفريقه المختص يركض خلفه.. ووقف في منتصف الغرفة إلى جانب المريض الممدد أمامه.. كان باستطاعته رؤية نصف جسد المريض طوليا فقط، فالجزء الآخر تفصله عنه ستارة طبية معقمة. وهناك عند الطرف الآخر من الستارة دخلت الدكتورة «اسم الله عليها» مع فريقها الطبي النسائي من مدخل منفصل ووقفت عند النصف الثاني من المريض، الذي على وشك أن تجرى له عملية جراحية خطيرة..
سمى الأطباء بالرحمن، ثم توجه الطبيب بالكلام إلى الممرضة (من وراء حجاب) قائلا: «جزاك الله خيراً ناوليني المشرط»، لتمتد يد الممرضة وتناوله ما أراد.. فجأة ينبهها صوت الطبيب الحذر: أختي.. رضي الله عنك وجزاك.. انتبهي من تلامس أدوات الجراحة الأنثوية والذكورية، حتى لا نحال إلى التحقيق.
مضى الطبيب يشق جسد المريض من طرفه ثم يمرر المشرط من تحت الستارة للطبيبة لتكمل الشق من طرفها. وكان عليه أن يتفحص الأعضاء (المذكرة) في جسد المريض كالقولون، وعليها أن تتسلم (المؤنثة) كالكلية، إلى أن وصلا إلى الحصوة التي كادت أن تودي بحياة المسكين، وبدأت الجراحة لإزالتها. كانا يعملان بحذر ومن دون نقاش، خوفا من وشاية بعض الممرضين فيما لو عرفت الجماعة انهما يتشاوران لا سمح الله. بداية سارت الأمور بشكل جيد، لكن المريض، أصلحه الله، بدأ ينزف، وعلى الطبيبين الإسراع لوقف النزيف. لكن هناك معضلة.. فالمنطقة الوسطى من المريض المقسوم قسمين هي التي تنزف، وهنا ارتعدت فرائص الطبيبين، الحالة تستدعي رفع الستار.. فما العمل؟ صرخ الطبيب بأعلى صوته على مستخدم يقف عند باب غرفة العمليات (يبدو انه موجود لهذه المهمة بالذات)، طالبا منه أن يركض إلى لجنة الإفتاء، ليحصل على تصريح خطي يسمح برفع الستار بين طرفي المريض وإكمال العملية بطريقة مختلطة..!
بعد ساعات قليلة، وصل التصريح: «الضرورات تبيح المحظورات. قوما بواجبكما.. مع مراعاة عدم الكلام وتجاذب الحوار والتخفيف ما أمكن من تعليقات وابتسامات تفتح عمل الشيطان». لكن يبدو أن التصريح وصل متأخرا، فلقد سلم المريض روحه إلى بارئها، مأسوفا على شبابه.
هذه القصة من بنات أفكاري (المفصولة تماما عن صبيانها)، وهي لا يمكن أن تحدث في بلادنا. تلك الحادثة لا يمكنها أن تحدث إلا في بلاد أصبح أطباؤها يحالون إلى التحقيق في حال جلوسهم على بعد أقل من 5 أمتار من أنثى.. في بلاد خضعت للابتزاز الديني وسمحت لبعض العمائم التحكم بأهلها وقوانينها.. في بلاد لم يعد بها للمنطق والعقل مكان، في بلاد مشكوك في كل مخلوق عليها أن ما يحركه هو الغريزة الجنسية فقط

هناك تعليق واحد:

  1. لقى جزاؤه هذا الزنديق الذى لجا الى الطب باساليب الكفار كان يجب عليه ان يتداوى ببول البعير والحجامه
    واحد قرفان

    ردحذف