الاثنين، 7 سبتمبر 2009

ما أجمل تسامحهم بقلم الدكتور أحمد البغدادى ( مرسله من الصديق رومانى )





حين أنظر إلى الدالاي لاما ممثل البوذية وأرى ابتسامته الساحرة الهادئة، وحين أستمع إلى بعض أحاديثه، أو حين أرى طيب تعامله مع الآخرين، أتساءل: لماذا لا نرى مثل هذا في كبار رجال الدين المسلمين؟ كذلك الأمر مع البابا الراحل وكيفية تسامحه وتواضعه مع الناس. هذان المثلان لممثلي ديانات كبرى يعد أتباعها بالملايين أكثر من المسلمين, وينتمون لبلدان أكثر تطوراً من بلدان المسلمين, يقدمان الأمثولة لأجمل صور التسامح الإنساني والديني. وحين أستعرض ما أراه في البرامج المتلفزة الوثائقية عن رجال الدين غير المسلمين عموماً، أرى فرقاً كبيراً في درجة التسامح الإنساني، لا يمكن لرجل الدين المسلم أن يبلغها يوماً. والطابع الإنساني الذي يجمع هذين العملاقين إنسانياً يتسم بالتالي:
* لم يكفروا إنساناً, ولم "يبشروه" بالنار في الآخرة.
* لم يتدخلوا يوماً في إيمان أو معتقد, بل تركوا الأمر للخالق.
* لم يؤذوا كاتباً أو مثقفاً.
* احترموا أنفسهم فلم يأخذوا كاتباً إلى النيابة والمحاكم حتى ولو كتب ضد دينهم.
* لم يتدخلوا قط لمنع كتاب أو مقال حتى ولو كان ضد دينهم.
* لم يصدروا قط فتاوى دينية ضد الآخرين.
* لم يؤذوا أحداً في دينه كما يحدث في فتاوى المسلمين تجاه غير المسلمين.
* لم يظهروا في الفضائيات والمجلات والصحف لتفسير الأحلام.
* لم يتعاملوا يوماً مع الجن على اختلاف جنسياتهم.
* لم يروعوا أحداً بفتاوى الدم والقتل.
* لم ينصروا يوماً طاغية أو مستبداً, بل اعتذرت الكنيسة الكاثوليكية عن صمتها إزاء جرائم هتلر.
* لم يتدخلوا في حياة الناس الخاصة.
* لم يتدخلوا في عمل الساسة ولم يسعوا إلى جمع المال باسم الدين.
* لم يرتقوا يوماً منبر كنائسهم أو معابدهم لشتم الآخرين.
* لم يداهنوا حكاماً لمصالح دنيوية.
* لم يدعوا قط لقتال الآخرين باسم الدين.
* لم يضعوا أتباعهم فوق الآخرين دينياً أو أخلاقياً.
* لم يدعوا قط أن دينهم فقط هو دين الحق وأن الأديان الأخرى باطلة.
* يتجنبون التحريم والتحليل حتى لا يحرجوا الآخرين.
* يتجنبون الإثارة الإعلامية لكسب الأتباع.
* يزهدون في الدنيا برغم قدراتهم الكبيرة على التلذذ بها مادياً وأدبياً.
* يطلبون الغفران لكل نفس من دون النظر إلى دينها.
* على مستوى من الفضيلة أنهم لا يترددون في الاعتراف بالخطأ حتى ولو كان تاريخياً.
* لا يجبرون حكوماتهم على تدريس دينهم ونبذ ديانات الآخرين.

أتساءل: من أين جاؤوا بهذا القدر الهائل من التسامح الإنساني تجاه الآخرين المختلفين عنهم دينيا؟ وما هي القوة الروحية التي لديهم والتي تمدهم بهذه الروح الإنسانية التي لا نجد لها مثيلاً في ديار الإسلام؟ لماذا لا نتعلم منهم كيفية إشاعة هذه الروح الكريمة المتسامحة في مجتمعنا المسلم? واقرأوا معي ما كتبه المرحوم سيد قطب في كتابه »في ظلال القرآن« المجلد 2 - ص .134
"إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير.. إن البشرية تتآكل إنسانيتها, وتتحلل أدميتها، وهي تلهث وراء الحيوان، وميراث الحيوان، لتلحق بعالمه الهابط, والحيوان أنظف وأشرف وأطهر..".

حتى الحيوان لم يسلم من الشتم.. بالله عليكم لو يصل هؤلاء إلى السلطة ماذا سيفعلون ببني البشر؟

وختاماً, رجل الدين المسلم الوحيد الذي يمنع بناء المعابد للآخرين في بلاد المسلمين، في حين لا يمانع البابا والدالاي لاما بناء المساجد في أي بقعة يصل إليها نفوذهم الديني.. هل هناك تسامح أكثر من هذا؟

* يحرص المتدينون على إلباس خادماتهم الحجاب الديني, ثم لا يمانعون قيام الخادمة المحجبة بغسيل سياراتهم!! هكذا الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق