الاثنين، 7 سبتمبر 2009

فى الدفن السرى لشهداء الأحتجاجات الأيرانيه ( الشفاف )




حاز الاعلان عن المدافن السرية الجماعية لشهداء الاحتجاجات الاخيرة على حيز واسع من التغطية الاعلامية في الآونة الاخيرة.
موقع "نورووز" الالكتروني الناطق باسم "جبهة المشاركة الاسلامية" تعرض للعديد من الهجمات من قبل انصار حكومة احمدي نجاد لكشفه هذه الوقائع.
بصفتي المهنية كصحفي ورئيس تحرير موقع "نورووز"، اريد ان اوضح كيف كانت هذه الواقعة خارج التغطية وما الذي حصل لتصل الى ما هي عليه اليوم.
1 – في الثاني عشر من تموز يوليو، ابلغت والدة احد ضحايا الاحتجاجات احد صحفيي موقع "نورووز" ان عددا من الجثث تم تخزينها في برّاد "امين زاده"، وهو احد اكبر مراكز التبريد الصناعية ويقع في منطقة اسلامشهر جنوب طهران، مضيفة انها واثناء بحثها عن جثة ابنها في البراد شاهدت العديد من الجثث التي تم تكويمها فوق بعضها البعض مشيرة الى انها زارت البراد في التاسع من تموز يوليو.
2 - في الثاني عشر من تموز يوليو، نشر موقع "نورووز" شهادة المرأة. ولأنه من الصعوبة بمكان التحقق من صحة الرواية، فقد عمد الموقع الى نسبها الى التي اطلقتها - الام.
3 - وبعد نشر الراوية بدأ الجهاز الصحفي في الموقع العمل على البحث عن الوقائع وجمع المعلومات التي تفيد الواقعة. وسمعنا من احد العاملين ليلا من براد امين زاده انه في الليلة التي اعقبت نشر الخبر على الموقع حصل ازدحام غير مسبوق في البراد حيث عملت سيارات على نقل اشياء غير معروفة الى خارج البراد.
4 - وفي اليوم الذي تلا النشر، تم ابلاغنا من قبل العديد من عائلات الضحايا انهم تسلموا جثث ابنائهم واقربائهم وهي مجمدة. والصور التي نشرت للشهداء على مووقع "نورووز" ايضا من بينها صورة الشهيد بهزاد مهاجر حيث بدا واضحا ان جثة هذا الشخص كانت مجمدة حتى بعد اربعين يوما اكدت الوقائع ما نشره الموقع عن استخدام البراد الصناعي لتخزين الجثث.
5 - وبعد ان تعمقنا في التحقيقات توصلنا الى انه في الحادي عشر من تموز يوليو قام عدد من الآليات التي لا تملكها مقبرة جنة الزهراء بنقل جثث الى المقبرة. وفي خلال هذا الوقت ايضا تم نقل عدد من الجثث الى اصفهان خارج طهران. ولكننا لم نستطع تاكيد هذه المعلومة. ومع الاحترام لجنة الزهراء، فالتقارير المستندة الى شهادات عاملين في المقبرة تشير الى انه في الحادي عشر من تموز يوليو فان عدداً غير محدد من السيارات غير المتخصصة بنقل الموتى دخلت المقبرة وغادرتها,
6 – ومع تقدم الابحاث التي قمنا بنا، فقد ثبت ان عددا لا يستهان من الجثث تم دفنها بطريقة مغفلة في القطاع المحدث في المقبرة والذي يحمل الرقم 302 والكائن خارج النطاق المعروف للمقبرة الحالية.
7 – واستنادا الى هذه المعلومات، وقبل اسبوع من التقرير النهائي الذي نشرناه، كنا قادرين على جمع جميع الوقائع الضرورية وتلك التي في حوزة المحكمة عن شهادات بشأن عدد الشهداء. وبالنظر الى حساسية الاخبار اتصلنا اولا بالمسؤولين عن مقبرة جنة الزهراء إلا انهم لم يؤكدوا او ينفوا صحة المعلومات ولم يعطونا اي جواب مقنع.
8 - وفي ختام التقرير الذي نشرناه على موقع "نورووز"، توصلنا الى استتنتاج وهو ان افضل طريقة لاحياء ذكرى هؤلاء الشهداء هي بنشر هذه الوقائع خصوصا وان العديد من العائلات ما زالت تنتظر عودة ابنائها الذين اختفوا منذ ما بعد الانتخابات ولا تملك اي معلومات عنهم او بشأن مصيرهم ونشرنا التحقيق في الحادي والعشرين من تموز يوليو وقررنا تحمل المسؤولية التي ستنتج عن نشره.
9 – وفي نفس اليوم في الحادي والعشرين من تموز يوليو تحرك "مجيد نصيربور"، عضو "اللجنة الاجتماعية في المجلس"، انطلاقا مما نشره موقع "نورووز" مشيرا الى ان المجلس سوف يجري تحقيقا بشأن دفن جماعي للشهداء. وبما ان المجلس قرر ان يجري تحقيقا فقد اعطانا هذا الامر الكثير من الآمال.
10 – وما اثار دهشتنا انه وفي اليوم عينه قال "فرهد تاجري" عضو "لجنة الامن القومي في المجلس" وعضو "لجنة التحقيق في الارتكابات في حق السجناء"، ان ما نشرناه على الموقع عار عن الصحة مئة في المئة. واحتل نفي التاجري النشرات بعد ساعات من نشرنا التحقيق، كان بامكانه على سبيل المثال على الاقل ان يزور مقبرة جنة الزهراء والمكان المحدد الذي اشرنا اليه للتحقق ولكنه نفى صحة المعلومات الواردة في التقرير من دون ان يجري اي تحقيق.
11 – في المرحلة الاولى قررنا في موقع "نورووز" ان ننشر موجزا عن التحقيق، ولكن بعد ان تم رفض ونفي ما نشرناه قررنا تقديم شهادة بعدد الذين تم دفنهم للدلالة على ان ما ننشرناه مدعم بالوقائع.
12 – ونظرا لجري العادة في مقبرة جنة الزهراء، عندما يتوفى احد ما يتم اصدار شهادة وفاة وتثبت لوحة جانبية تتضمن معلومات عن المتوف مثل اسمه وموقع المدفن وسائر المعلومات الاخرى ذات الصلة. والفيديو الذي صوره احد الزملاء في موقع نورووز بشأن مقابر الشهداء يشير بوضوح الى انه وفي حين هناك مدافن للعامة تحمل مثل هذه اللوحات هناك مدافن اخرى لا تحمل اي دلالة.
12 - السيد "حميد رضى كاطوزيان" عضو "لجنة التحقيق في ارتكابات السحون والمعتقلين" اعلن انه قادر على التحقق من هذا الامر ونحن نرحب باستعداده وجهزنا له المواد التي نشرناها وتلك التي لم ننشرها من اجل تزويد لجنة التحقيقات بها او اي لجنة تحقيق مستقلة اخرى.
13 – واخيرا اود الاشارة الى ان مهمتنا الوحيدة في هذا الشأن هي خدمة عملنا الصحفي فعلى عاتق الصحفي مهمة التحقيق من الاخبار الهامة ونشرها بعد التأكد من صدقيتها ووالمرحلة التي تلي هي على عاتق المحاكم من اجل متابعة الامر ومعاقبة المرتكبين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق