الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

الا مميه الاسلاميه وعوده الخلافه بقلم الاستاذ احمد خفاجه


إنشق المسلمون واصبحو سنة وشيعه نتيجة للصراع علي السلطه في العصور الإسلاميه الأولي , وحدثت فظائع في التاريخ الإسلامي مترادفة مع صراعات علي السلطه , كان بعض أطرافها علي حق وبعضها الاخر علي باطل , وهي الحقيقة المنطقيه التي نتحاشي التسليم بها لأن التسليم بها يعني قدحا في رجال نكن لهم كل الحب والتقدير والإجلال , وقد كان الصراع بين رجال عظماء في إطار دولة عظيمه , وعلي الرغم من الطبيعه الداميه لهذا الصراع فقد قامت دولة إسلامية عظمي في العصر الأموي وتبعتها دولة عظمي في العصر العباسي, وتعاقبت خلافات وممالك علي الحكم حتي سقطت الخلافه العثمانيه واحتل الأوروبيون معظم بقاع العالم الإسلامي واستمرت احوال المسلمين بالتدهور حتي وصلنا إلي عهد الديكتاتوريات الفاشله, وقام نفر من أبناء الأمه يحاولون النهضه بالأمه من جديد , وحيث أنهم ولدو وترعرعو في حضيض الهزيمه ومركب الجهل والفقر والمرض فقد استمدو إلهامهم من تلك العصور الأولي حيث كان للإسلام دولة عظمي وقد مثل هذا إشكالية كبري في الفكر الإسلامي النهضوي , وهو طغيان فكرة الإمبراطوريه الإسلاميه المفقوده علي نظرية العمل الإسلامي القابع تحت قمع الدول القطريه المفتته مما جعل هناك هوة كبيره بين النظريه والواقع وجعل الفكره الإسلاميه المتعلقه باعادة الخلافه الإسلاميه تبدو لجمهور المسلمين وكأنها فكرة فوقيه لنخبة من الحالمين , كما أن الإيمان بهذه الفكره والتحمس لها يضع الأقليات المسلمه في كل أنحاء العالم في مأزق حقيقي , ويفقدها القدره علي الإندماج والتفاعل الإيجابي مع محيطها الجغرافي والقومي ذو الأغلبيه غير المسلمه , وأحب أن أنوه هنا إلي أن تواجد مسلمين يعيشون بين غير المسلمين هي حالة طبيعيه ومستمره طوال التاريخ الإسلامي وهي مرتبطه بالمد الإسلامي أكثر من إرتباطها بضعف المسلمين وتخلفهم , لأن بعض محدودي الفهم يقترحون رحيل المسلمين من الغرب إلي بلاد العالم الإسلامي حلا لهذه الإشكاليه ونحن لا نتفق معهم ونسألهم وماذا عن مسلمي الهند والصين وأفريقيا , وماذا عن المسلم الأمريكي والأوروبي المنحدر من أصول أوروبيهإن فكرة تجميع المسلمين في بلاد خاصه بالمسلمين ناهيك عن أنها فكرة غبيه وغير عمليه فإنها تضعف الحاله الإسلاميه وتحرم الإسلام من فرصة التعريف به لغير المسلمين.إن فكرة تكوين إمبراطوريه إسلاميه , أو دولة خلافه إسلاميه , أو إتحاد إسلامي سمها ما شئت هي فكرة جيده جدا إذا عرضت بشكل باراجماتي لمنطقة جغرافيه محدده باعتبارها مشروعا سياسيا إقليميا يعتمد التقارب الجغرافي واللغوي والديني أساسا لوحدة تخدم هدفا إقتصاديا وسياسيا وعسكريا يوفر للدول المتحده ميزات تفتقدها ان بقيت دولا منفصله , أما عرض الفكره علي أنها جزء من عقيدة المسلمين وواجب من واجبات دينهم فأنا أري أن ذلك ليس من الإسلام في شئ وأن الله سبحانه وتعالي لم يأمرنا به وعلي كل من يختلف معنا في هذا الأمر أن يثبت لنا عكس ما ندعي مستندا إلي الكتاب والسنه وليس لأقوال وفتاوي علماء من عصور إسلامية مختلفه , وعلي من يختلفون معنا في ذلك أن يقدمو للعالم إجابة علي سؤال مهم إذا كان وجود الخلافه الإسلاميه الجامعه فرضا من فروض الدين يأثم من يخالفه فما هي حدود المخالفه ؟؟ هل هي الحياه بدون خلافه واحده وهنا تكون كل الأمه اثمه , أم أنها الحياة خارج دولة الخلافه وهذا يعني أن الرجل الأمريكي الذي يقرأ عن الإسلام ويؤمن به ويستمر في معيشته في أمريكا سيصبح مذنبا منذ اليوم الأول لدخوله للإسلام وهذا غير منطقي وليس له ما يؤيدة من الكتاب والسنه وإجماع المسلمين.لا أريد منكم أن تفهمو من كلامي أنني ضد فكرة الدوله الإسلاميه الموحده , فأنا معها قلبا وعقلا , وأراها ضرورة حياه كما رأي الأوروبيون الوحده الأوروبيه ضرورة إستراتيجيه للشعوب الأوروبيه , ولكني لا أراها فرضا دينيا مثل الصلاه والصوم , ولكن الذي أراه فرضا هو تراحم المسلمين وتأزرهم وتوحد الأمه في التوجه للخير والدفاع عنه وفي نفس الوقت علي كل مسلم أن يكون مواطنا صالحا في الوطن الذي يعيش فيه بالمفهوم الإسلامي المنحاز للحق وليس المتعصب للقوميه المحليه أو للدولة القطريه , بهذا المفهوم رفض بطل العالم للملاكمه محمد علي كلاي الذهاب إلي فيتنام مع الجيش الأمريكي وتعرض نتيجة لذلك لفقدان رخصة الملاكمه كمحترف في الولايات المتحده, لأنه راي أن الحرب الأمريكيه علي فيتنام لم تكن حربا عادله, وعندما يذهب الأمريكي المسلم إلي صناديق الإقتراع ويصوت ضد إفامة كازينو للقمار في مدينته فهو يمارس وطنيته الأمريكيه بمفهومه الإسلامي.وأحب أن أنوه أيضا إلي أن المشاريع الحضاريه تكون أكثر قابلية للتحقيق ورؤية النور كلما كانت أكثر تحديدا , والتحديد هو الخاصيه التي إفتقدها المشروع الإسلامي فقد تحدث الإسلاميون عن وحدة إسلاميه وعن خلافة إسلاميه وهي مصطلحات عامه وغير محدده , وسنكون أفضل حالا إذا كان الحديث عن مشاريع محدده مثل وحدة شمال إفريقيا أو وحدة دول الخليج العربي , أو وحدة المغرب العربي أو سوريا الكبري مثلا.ومن الأثار السيئه لتغليب الفكره الإمبراطوريه علي الفكره الإسلاميه كما جاءت في الكتاب والسنه أن البعض يتصور أن العمل للإسلام يعني العمل من أجل إنتصار الإسلام ومن أجل إنتصار دولة وهزيمة دولة أخري وقد يكون هذا صحيحا في بعض المواقف ولكنه ليس صحيحا بالمطلقفي إعتقادي أن العمل للإسلام ينحصر في العمل به والدعوة إليه مع كل ما يترتب علي ذلك من مهام , دون إفتراض هزيمة الأخر غير المسلم , إن الذين يكيدون للإسلام وللمسلمين يريدون أن يقف المسلمون علي خط مواجهة وعلي خط قتال مع العالم غير المسلم وبعض المسلمين ينساق وراء هذه الصيحات المشبوهه ويحاول أن يلعب دور الفداء للإسلام في معركة ليس للإسلام فيها ناقة أو جملإن الإسلام رسالة حق وعدل وعلي المسلمين أن يبشرو به كما هو رسالة حق وعداله وعليهم أن يتحالفو مع كل القوي التي تعمل في نفس الإتجاه من غير المسلمينإن سطوع شمس الإسلام تعني حصريا تعريف العالم به علي حقيقته واستخدامه لتحقيق العداله للناس جميعا وفهمنا لهذا الأمر لايحتكر النضال من أجل الحق ولا يحتكر الحقيقه لأن تكريم الله سبحانه وتعالي للإنسان تفترض وجوب الخير كمكون من مكوناته الفطريه لماذا يعتبر البعض سطوع شمس الإسلام مرادفا لهزيمة أوروبا أو أمريكا وهي بلاد تسمح بممارسة الدين الإسلامي والدعوه اليه وتكوين مؤسسات إسلاميه أكثر مما تسمح به سوريا أو ليبيا المسلمتينلو رصدنا ما يتعرض له أعضاء إحدي الحركات الإسلاميه داخل العالم الإسلامي وخارج العالم الإسلامي لوجدنا أن الفرق مذهل فبينما لا يتعرضون لأي مضايقات في معظم الدول غير المسلمه نجدهم يختطفون من الشوارع والبيوت في الدول الإسلاميه ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب , حتي وصل الأمر إلي أنه في حقب زمنيه ماضيه كان يلقي بالقبض في مصر علي الشباب الذين يؤدون صلاة الفجر حاضراالخلاصهعلينا أن نعمل لفكرة إسلاميه أمميه تتواصل مع كل قوي الخير والحق العالم ولا تخنق نفسها في فكرة تصادم إمبراطوريه إسلاميه غير موجوده مع إمبراطوريات قائمه وقويه وعلينا أن نتوقف عن طرح فكرة نصرنا وهزيمتهم ودولتنا ضد دولتهم وبديلا عن ذلك نطرح فكرة الحق في مقابل الباطل وتحالف المسلمين مع كل أحرار العالم من أجل خير البشريهإذا كنت تتفق معي حول هذه الأفكار الرجاء نشرها أو ارسالها لكل من تعرفأحمد خفاجيأحمد خفاجي مواطن مصري مهتم بالشأن العام المصري مؤمن بإمكانية تحقيق نهضه عربيه كبري إرتكازا علي نظرية إسلاميه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق