كتب عبدالله كمال
إذن ليس علينا إلا أن نسمع ونطيع، فقد تصور مهدي عاكف مرشد الجماعة المحظورة المستقيل أن كل رجال الإعلام والصحافة عليهم أن يستمعوا إلي تعليمات سيادته.. وينفذوا مايقول.. فقد حدد لنا المهمة.. وقرر لنا العمل.. وعلينا أداء دورنا وفق ما يري.. وأن نقول له: سمعًا وطاعة يا مولانا.. هات إيد فضيلتك نبوسها! المرشد الذي فضحت استقالته كل وسائل الإعلام.. قومية وخاصة وحزبية.. مصرية وعربية.. لم يكتف بالكذب نافيا الاستقالة.. بل أضاف إلي ذلك أن علي وسائل الإعلام: أن تتابع أداء الإخوان في الشارع.. وما يجري لهم من اعتقالات.. أما ما هو دون ذلك فهو شأن يخص الجماعة.بصريح عبارة سيادته.. إن علينا أن نلتزم الأدب.. وألا نتدخل فيما لا يخصنا.. هذا شأنهم وحدهم.. تنظيم سري يا جماعة.. لماذا تبحثون في أخباره.. استقال.. هرب.. خضع للضغوط.. لم يستطع أن يفرض رأيه.. لقي مواجهة من آخرين.. تعب.. لا يسيطر.. يواجه معارضة داخلية.. عنده انقلاب علي إرشاده.. مالنا نحن وكل هذا.. هذه شئون عائلية.. وليس لنا علاقة بها.. وكما تعرفون جميعًا فإن (مصارين البطن بتتخانق). أعطي لنفسه كل الحق في أن يتدخل فيما لا يخصه.. لا هو قانوني.. ولا هو له أي وضع شرعي.. مجرد محظور.. في محظورة.. ولكنه يخرج ليحاسب خلق الله.. ويتتبع هذا.. ويدين ذاك.. ويتهم ثالثًا.. ويشين برابع.. ثم إذا ما اقترب أحد مما يجري في المحفل الماسوني الذي يديره.. كان أن قال: خليكم في حالكم. المشكلة في رأيي ليست في الاستقالة.. هذه جماعة تتنازع علي سلطة في جماعة محظورة.. موحية بالحالة التي أنقذ الله منها البلد.. إذا لا قدر الله قضي بأن يظهر هؤلاء فوق كرسي السلطة في مصر.. فما بالكم لو وصلوا للسلطة.. يتنازعون علي سلطة في جماعة ليست موجودة قانونًا.. شهوتهم للحكم تطغي علي أي شيء.. يقطعون ملابس بعض من أجل الكرسي. المشكلة الأهم هي أن الرجل الذي يعشق أكل السمك قرر لنا حدود وظيفتنا.. صدعوا رءوسنا بالشفافية.. ويريدون أن يكتموا ما بقي من أسرارهم بينما فضائحهم علي كل لسان وفي كل مكان وفي كل جورنال.. وفي الآخر يخرج المرشد المحظور لكي ينفي خبرًا أذاعته جميع وسائل الإعلام.. بدون خجل.. وبدون أي كسوف.. ألم يعلم أن الكذب علي الناس يؤدي إلي دخول النار؟ أحسن ما جري في الأمور في مصر خلال السنوات الماضية هو أن تلك الجماعة أصبحت تحت الأضواء.. خرجت من المغارة.. فانكشفت العبارة.. وتبين أن هناك ترابًا داخل الشيكارة.. لا هي كنز وهمي.. ولا ذهب متوقع.. تبين أنهم إذا تكلموا أخطأوا.. وإذا نطقوا انفضحوا.. وإذا توبعوا وقعوا.. وإذا طلب رأيهم تضاربوا.. وإذا صرحوا كذبوا.. وإذا أعدوا برنامجًا لحسوه.. بعد أن تثور ثائرة كل واحد فيهم لأنه لم يجد رأيه في الورقة.. فضيحة بجلاجل كانت تختفي وراء ستر السرية.. والله لا يخفي للمفضوحين سرًا. نزاع أجيال.. وشباب اكتشف الحقيقة.. وطلبة أدركوا حجم الوهم.. وعجائز يتصارعون ويتخبطون ويغضبون فيستقيلون.. فأي ديمقراطية تلك إذا لم يكن المرشد قادرًا علي احتمال معارضيه الداخليين.. وأي حوار إذا كان يترك موقعه إذا لم ينفذ رأيه.. وأي جماعة تلك التي لا تستطيع أن تحتمل خلافًا داخليا فتنفجر عند أول ناصية تصلها لاقتسام غنائم من نصر لم يتحقق في معركة لم تتم أصلاً. اطلب الغفران من الله يا صاحب الإرشاد.. فقد كذبت.. وأخفيت الحقيقة.. وألبسك مستشاروك الإعلاميون فضيحة بجلاجل.. أنت لا تصلح حتي أن تكون مرشدًا لسفينة عابرة في قناة السويس.. لأن غرقت.. ولا يجوز تحميلك مهمة إرشاد فوج سياحي.. وإلا تاه وضاع في الصحاري.. وكان الله في عون من يطيعونك.. فها هم يرونك تستقيل في ساعة الظهيرة.. ثم تنفي الخبر في العشاء.. لا تقبل الله منكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق