الأحد، 4 أكتوبر 2009

حينما يصمت البشر تتحدث السماء بقلم دكتور وجيه رؤوف


حينما يصمت البشر تتحدث السماء نتأمل كثيرا فى تلك الحياه مفارقات عجيبه واحداث جمه , وحقيقه تظهر كل المتناقضات فى آن واحد , فبينما يثار الناس من الظلم ومن القهر فى معظم الأحيان نجد فى الجانب الآخر من يعمل كبطانه للظالم ويساعده ويؤازره , وحقيقه انك فى نفس الوقت الذى تكون ناقما فيه على الظالم بقدر ماتكون حزينا لما وصل اليه فى النهايه نتيجه لظلمه ,
ولكى أبسط عليكم تلك المسأله الفلسفيه المعقده أقول ,
لكل انسان على الأرض مميزات وعيوب وتقاس شخصيه الأنسان بما فيها من نسب واعتقد ان الكثيرون يميلون الى الشخص الأكثر ميزه والتى تكون غالبا عيوبه قليله , ولكن قد تفرض ظروف الحياه على البعض من ضعاف النفوس ان تزيد عيوبهم على مميزاتهم ولا يلقوا بالا الى سمعتهم وما يقوله الناس عنهم لما يحوطهم من عزوه وقوه وسلطان ,
وسأضرب مثالا واضحا عن الزعيم الراحل محمد أنور السادات زعيم مصر وبطلها وهو من عبر بمصر من الهزيمه الى النصر ,
لقد كانت محبه جميع المصريين فى اوجها لهذا الزعيم الذكى الذى ناور اعدائه بدهاء غايه فى الذكاء والرقى والذى استفاد بخبرات الجميع فى حرب السادس من اكتوبر فقد استفاد من خبره اللواء باقى يوسف صاحب الخبره فى اقتحام خط بارليف عن طريق دحر الساتر الترابى بخراطيم المياه القويه تلك التجربه التى استفادوا بها اثناء بناء السد العالى سابقا كما استفاد هذا الزعيم المعجزه بأخوتنا النوبيين اللذين وضعهم على سلاح الأشاره فكان الأسرائيليون يسمعون لغه لا يفهمونها ولا يستطيعون كتابتها وتم للسادات مايريده وحينما رأى ان حربه بعد ذلك سوف تكون مع امريكا فضل بذكائه سلاح السلام من منطق القوه واستطاع ان يسترد سيناء بالسلام ,
واعتقد لو أن من يتولى مصر يحمل شعارات رنانه وميكروفونات عاليه مثل اعضاء حماس وما شابه لكن الى الآن فى حرب استنزاف ليس فيها من أمل ولا شفاء ,
ولكن رفض العرب وابى المرتزقه ان تهنأ مصر بالسلام فاتهموها بخيانه القضيه ناسين ان السادات قد قدم لهم خيار السلام ولكنهم فضلوا خيار الميكروفونات التى مازالوا يصدحون بها الى الآن ,وفى خضم كل هذا نسى السادات أن انتصاره وتفوقه فى هذه الحرب كان من الله وان من عبروا تلك القناه كانوا من مسيحيى ومسلمى مصر وانهم جميعهم كانوا يكبرون ألله أكبر المسيحى والمسلم كانو يقولونها ,
فحاول السادات تمويل العناصر الأسلاميه وتزويد رقعتها حتى تأتى على التيار الناصرى وتفرض وجودها على الساحه , وبالطبع فرض هذا التيار نفسه على الجميع وهمش الجميع وتستطيعوا اذا اردتم ان تطلعوا عن ماكان يحدث داخل جامعه اسيوط فى الثمانينات من نشاط لهذه الجماعات فرض نفسه على اساتذه الجامعه وعلى الطلبه وانشطتها وكان ذلك بمساعده الأمن فى بعض الأحيان ,
وعانى الطلبه الأقباط الكثير فى تلك الفتره من الظلم والقهر و التهميش بل انى اذكر ان هناك طالبا مسيحيا فاز يوما ببطوله الجامعه فى الكاراتيه وتم قتله فى نفس اليوم حتى لايهنأ بالفوز , وهناك احداث كثيره تم فيها احتجاز الطلبه الأقباط داخل المدن الجامعيه وتم منعهم من دخول الأمتحانات والكثير والكثير
ولكن لاتسير الأمور دائما على وتيره واحده فهناك ألله الغير غافل والذى يرى ويسمع أنات المظلومين فاذا بالسحر ينقلب على الساحر وتبدأ سلسله من الأختلافات بين الجماعات والأمن أدت الى اشتباكات بينهم ولقد أدت قوه الجماعات فى حينها ولمدى قوتها ان اسيوط كادت ان تنفصل عن الجمهوريه نظرا لقوه اعدادها ودقه تنسيقها حيث استطاعوا ان يسيطروا على مديريه الأمن فى اسيوط ,
وتعددت الأشتباكات فيما بينهم وبين قوات الشرطه وحدث الكثير من الهجوم على كمائن الشرطه ووحدات المرور وزاد الصراع مما أدى الى عصبيه السادات وخيل اليه انه فى صراع مع الجهاديين ومع الكنيسه وفكر فى نظريه التوازن الظالمه التى قدم فيها الأقباط ككبش فداء وحدثت حركه الأعتقالات الكبيره فى صفوف علماء الأسلام ومنهم الشيخ الكبير الشيخ المحلاوى والكثير من القيادات الأسلاميه البارزه وفى الجانب الآخر تم تحديد أقامه البابا شنوده بابا الأسكندريه فى دير وادى النطرون وادخل الكثير من الأساقفه والكهنه المعتقل وهم أبرياء لم يقذفوا يوما أنسانا بحجر أو حتى بنبله ,
و استمر الأنين من الجانبين انين من الجانب الأسلامى ومن الجانب المسيحى وصلى الجميع وبكى الجميع وصمت كثيرين ولم يتكلموا واكتفوا بالصلاه .....
وكان ماكان من أغتيال الزعيم وهو فى اوج قوته ووسط قواته ووسط جيشه ...
واتذكر يومها وانا أشاهد العرض فى التلفاز حيث اننى كنت من أشد المعجبين بالراحل السادات واحب مشاهده هذا العرض كل عام واذا بى أفاجأ بأن كاميرا التليفزيون تنقلب الى الأرض والمذيع يصرخ : خونه .. خونه
حقيقه بعد ان علمت الخبر بكيت كثيرا وتألمت كثيرا
نعم نعلم انه ظلم كثيرين ولكنه الزعيم صاحب النصر العظيم ولا نرضى له ابدا هذه الميته الشنيعه وفى يوم فرحه وفرح المصريين ,
والغريب ان دفاع خالد الأسلامبولى قاتل السادات فى المحكمه دافع عن أطلاقه للرصاص على السادات بقوله : وما رميت أذ رميت ولكن ألله رمى !!
نحزن كثيرا على ضحايانا وقد حزنت على الرئيس السادات كثيرا , كما حزنت على الرئيس صدام حسين ,
ولكن هذه مشاعرى انا وتحليلى انا حيث ان بطبيعتنا المرهفه قد نتألم من تصرفات البعض الظالمه ولكن طبيعتنا ترفض أن نراه يتألم ,وما أريد ان اقوله هو أن الجميع صلوا وتألموا بصمت فسمعت السماء صوت صمتهم وتحدثت بفعل الله .
د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق