أشياء غريبه نسمعها هذه الأيام وأحكام غريبه تخرج من القضاء المصرى ,
وللأسف لا تستطيع أن تحكم بصوره قاطعه على القضاء المصرى فالقضاء المصرى يحكم بناء على دفوع مقدمه من الإدعاء وطبعا يستند فى هذه الإدعاءات إلى الماده الثانيه فى الدستور مع أن الماده التانيه تخاطب المشرع ولا تخاطب القاضى ,
خلاصه القول أن هناك بعض الأحكام العادله مثل الحكم الواضح فى قضيه مقتل شابين فى حجازه فهو حكم رادع وعادل ,
ولكن هناك بعض الأحكام التى تصيبك بالغصه وأنت تسمعها ولا أريد أن أعيد وأزيد فى أحكام سابقه على مر التاريخ المصرى ولكنى سأضع فوكس العدسه أى مركزها على الحكم الآخير فى قضيه ماريو وأندرو ,
فهذه القضيه تمثل لطمه فى جبين العداله المصريه وفى جبين مبادىء قانون حقوق الأنسان الدولى والذى وقعت مصر عليه بالموافقه , ولكن يبدوا أن الدوله تسير فى إتجاه والقضاء يصير فى إتجاه آخر , فمصر وعلى لسان الدكتور مفيد شهاب الدين هى الدوله التى تسير على مبادىء حقوق الأنسان الدوليه ويمكنك أن تحسبها دوله من دول أوروبا أما إذا حكمت على مصر من خلال مبادىء حقوق الأنسان الفعليه والتى يأخذ بها قضائنا المصرى فإنك سوف تحسب نفسك فى دوله مصرستان المجاوره لكراخستان والمتحالفه مع طالبان فى دوله أفغانستان ,
أيوه كده فأنا أشوف كلام الدكتور مفيد أصدقه اشوف أحوال البلد أستعجب !!!!
والغريبه أن مصر تتسبب فى تشويه صورتها امام العالم دون فائده ففى الوقت الذى ترسل الوفود إلى جميع دول العالم لتبييض وجهها تأتى بتصرفات صغيره تافهه تشوه وجهها أمام العالم مع أن هذا التصرف لن يفيدها على المدى البعيد وذلك لأنها مشكله محلوله وتلك الأحكام لن يكون لها أيه فائده مستقبلا لأنها محلوله من الآن , كيف ؟؟
قضيه ماريو واندرو قضيه واضحه لا لبس فيها فقصتهم بطريقه مبسطه هى أن السيد مدحت والدهما قد أرتبط بزواج مسيحى شرعى موثق بالكنيسه القبطيه التى تؤمن بشريعه الزوجه الواحده , وطبعا فى الحاله دى فالسيد مدحت مسيحى والسيده كاميليا والدتهم مسيحيه وقد أنجبا كلاهما عده أولاد كان آخرهما التوأم ماريو واندروا وقد اسمياهما أسماء مسيحيه كما هو واضح , وكبر الولدان ولكن يبدو ان الحال بين الأستاذه كاميليا والأستاذ مدحت لم يسير على خير وأختلفا فيما بينهم وأرادا الأفتراق ولكن للأسف لاتسمح الظروف فى الكنيسه القبطيه للسماح للسيد مدحت بالزواج فى وجود زوجه , وإن كان هذا هو السبب الوحيد أو أنه هناك أسباب أخرى لجأ السيد مدحت لتغيير ديانته إلى الإسلام ,
وهنا ليست لنا أى ملحوظه على تلك النقطه فنحن نحترم حريه العقيده والكنيسه المصريه لا تجبر أحدا على البقاء بها مالم يكن مؤمنا بها ,
وصلنا لغايه هنا كويس , المهم بعد كده عدل السيد مدحت عن إسلامه ورجع إلى المسيحيه لأسباب لا نعلمها , ثم بعد ذلك عاد ثانيه من المسيحيه إلى الإسلام !! ,
ماعلينا , ماشى ,
المهم بعد كده طالب السيد مدحت القضاء بتغيير شهادات ميلاده الأطفال إلى الديانه الأسلاميه وتم له هذا فى لمح البصر , ومن ثم ذهب الأطفال إلى المدرسه منذ عامين ليجدا أنفسهم أمام أمتحان للديانه الأسلاميه دون سابق إنزار !!
المهم الأولاد ما أمتحنوش وكتبوا على صفحه ورقه الإمتحان : إحنا مسيحيين !!
وبعد كده رفعت السيده كاميليا عده قضايا لإثبات الديانه المسيحيه لأولادها فى الآوراق الثبوتيه لإنهم ولدوا مسيحيين ولا يريدوا تغيير ديانتهم بالإضافه إلى أن إيمانهم قوى بالمسيحيه ويخدموا كشمامسه بالكنيسه !!!
ولكن وبعد أن وصل سن ماريو وأندرو إلى الخامسه عشره الآن تحكم محكمه القضاء الأدارى بإثبات الديانه الأسلاميه بأوراقهم الثبوتيه بإدعاء انهم ينتمون إلى ديانه والدهم !!!
طب فين إحترام إراده هؤلاء ومايريدون من ديانه ولا هيه فيلم سينمائى إن ماكنش أمريكانى يبقى عربى والسلام ؟؟!!
وفين إحترام الآدميه وحريه الفكر وحريه الأقتناع اللى بنؤمن بيها !!
وفين : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؟؟
ومن أمتى دخول الجنه بقى بالعافيه وبالأوراق الثبوتيه دون النظر إلى داخل الإنسان ومكنوناته وإيمانه الحقيقى ؟؟!!
الحقيقه أنا باستغرب , فالديانه الإسلاميه واسعه الأنتشار ولن ينقصها هذا التوأم قدرها ولن ينقصها او يزيدها فردا تنصر أو فردا تأسلم ,
ولكن مايؤثر على سمعه هذه الأمه مايصدر عن أحكام ليست لها فائده لأننى كما قلت محلوله مسبقا , إزاى بقى ؟؟
بعد سنه أو أكثر سيصل سن ماريو وأندرو إلى سن الرشد الذى يعطيهم الحق فى إختيار الديانه التى يريدونها وحينها سيختاروا مايؤمنو به حقيقه ,
فماذا سيستفيد إذا القضاء من تلك المهاترات والفضائح التى تصورها تلك الأحكام الهزيله فى مفعولها والتى تسىء لصوره مصر أمام العالم !!
هل نعقل ما يبدر منا ؟؟ وهل يظن قضاه مصر أننا نسكن القريه الخفيه التى لا يراها العالم ؟؟!!,
نحن اليوم فى زمن العولمه وآيه نسمه هواء تعصف فى أى مكان يكون لها مدلولها ورده فعلها على مستوى العالم ,
أعتقد على حكومه مصر وبرلمانها وضع تشريعات جديده تضمن حريه الفكر وحريه الإعتقاد ووضع قوانين أخرى تناهض التمييز ولابد علينا فى مصر أن نكون سباقين لإصدار هذه التشريعات حتى لا نفاجأ بصدور تشريعات فى الدول الأجنبيه تحد من حريات المصريين هناك ,
مصر أولا.
د / وجيه رؤوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق