الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

فى قلب الهلال صليب بقلم الاستاذه نورهان صلاح

فى قلب الهلال .. صليب ... ... فى قلب الهلال .. صـــــــليب ..... ســـاعتها ذهبت الى الشـــــيخ يوســــف .. وحكيت لــه .. قـــال لى ... اعــــوز بالله .. دا كــــفـر .. ..؛؛بس ياشــــيخ يوســــف البنت حــا تمـــوت نفـســــها .. وكل يوم عــامله لى مــنــدبه ..... يــا بنتى انتى مســــلمة .. ولا يصـــح انك تعمــلى كــــدة فى بنتك .. احــبســـيها فى البيت .. اضــربيها .. اعملى صــليبمن الحديد واحـــرقيها بيه .. علشــــان تكــرهه .. ؛؛.. انته بتــقــول ايه .. انته اتهــبلت ياشــــيخ يوســــف .. عـــاوزنى احـــرق بنتى .. علشــــان عاوزة تــدق صليب على يدهامثل صـــاحبنها .... ايوة تحرقيها .. دا كـــفر والحاد .. وخــروج عن الملة .... طيب قســــما عظـــما .. والله الذى لا اله الا هـــــو .. لا دقلها صــــليب .. يلا يــــا بنتى .. .....وانــحــنيت اليك قبلتك .. وعــدلت لك خــصــلات شـــعرك .. التى كانت دائمـــا منكـــوشــــة .... هـــا .. هـــــا .. هــــــــــا .الله يجــــازيكى يا ســــــالى ...اخـــذت امى تضحك .. هى وطنط انجـــيل ام مــاريان .. وهى تســـتعيد ذكـــرياتها .. وطنط انجيل تكـــاد ان ( تقطع النفس )من كثرة الضحك .. اما مــاريان صــديقتى ( فا دى فشـــتها عايمــة ) لم تتمالك نفســـها وراحت فى كــريزة ضــحك .. واحمروجهها ودمعت عينيها .. حتى اننى خفت عليها .. ولكنى انفجرت ايضا فى الضك .. والســــعادة تغمرنى .. وشـــئيا ما يجــعلنىاريد ان ارتمى فى حضن امى .. التى قالت والضحك يغلبها .. يـــــو .. جــتك ايــــه يا سـالى .. طــول عمــرك مـنــاكـــفه ...وامــســـكت ماريان يد امى .. وقبلتها .. فأخــذتها امى فى صـــدرها فى حـنان .. وبــعدين ياطنط .. هكذا قالت ماربان لامى.. خـــرجت غاضـــبة من بيت الشــــيخ يوســـف .. وكان قريبا لى .. وذهبت منزلنا .. وبــعدين ياماما .. .انتظـــرت ابوكى يعـــود من العمل .. فلما دخل .. كان من عادته ان يحملك ويقبلك . رغم انك كنت قد كبرتى على الحمل وزادوزنك .. حتى انه كان يحملك بصـــعــوبة .. ويبدوا انك قد اعتدتى على ذلك .. فما ان تريه حتى ترفعى اليه يديك ليحــملك ..قلت لــــــه .. وانت لازلت على زراعه .. بنتك عـــاوزة تدق صـــليب على يدها مثل صــــاحبتها .. ثم اكـــملتى انت ..... والنبى يا بابا والنبى .. مثل ماريان .. ورد ابـــوكى وهـــو يضــحك .. ما ينفعش يا بنتى .. فا بدأتى فى البكاء .. لكنه .احــتضنك .. وقبلك .. وقال خلاص .. حـــا نشــــوف المــوضــــوع ده .. قلت لــــه .. يعـــنى موافق ... رد وقــــال لى ..مـــوافق ايـــه الموضوع يعنى .. الصليب والهلال .. ماهى الا رمــوز .. رغم ان الصليب من مقدســـات المســـيحيين . الا انالمســـلمين يروا انها رموز عاديه غير مؤثرة فى الايمان .. فا كلنا نؤمن بالله .. وكلنا ابناء ادم .. وجـــدنا ابراهيم .. وكلالاديان الله انزالها .. رحمة وهداية للعالمين .. تجمعهم على المحبة . ونحن نقر بما جاء به موسى .. وعيسى .. عليهما السلامونحن نقدس عيسى وامه تقديســا عظيما .. ولهما فى قلوبنا محبة كبيرة .. والمســـحيون هم منا .. ونحن منهم . كلنا اخوةوحســــابنا كلنا عند الله يوم الدين ..... يعنى ايـــــه ..... يعنى اعمـــلوا اللى تعمـــلوة ....... وبعدين يا مــــامـــــا ...ثانى يوم ذهبت لاحــضرك من المــدرســـة .. فا وجــدتك مع ماريان .. وشـــــعرت ما بينكن من حب .. واثرت فى نفســــىضحكتكن الطفولية البريئه .. فا ضحكت فى ســــعادة .. وكانت ام ماريان انجيل .. قد حضــرت لتأخذ ابنتها .. فا تقابلنا .وكــنا ســــعداء بهذا اللقاء ..وقبل ان ارحــــل .. قلت لها وانا ابتســــم .... البنت عــــاوزة تـدق صــــليب مثل بنتك ..وكــانت انجيل دمهــــا خفيف .. ( زى العســــل ) ضــحكت اوى بأســـــتغراب .. وقـــالت .... انتى بتتكـــلمى بجـــــد .... اى والله .. اعــمل ليه يــــا اختى .... طـيب .. ومــــالـــة .. مـــا كـــلنا اخـــــوات .... طـــيب ازاى يا اخــتى .... ابــدا .. انتى تـيـجــــى يـــوم الاحــــد القادم .. وحـــا نروح الكنيســـــة ســـــوا .. وهــناك واحــــد بيعمل المـــوضـــوع دهلمــــا ذهبت اليهـــا يوم الاحـــد حـســــب المــــوعد .. كـــانت قد نســــيت المـــوضـــوع .. وحـســـــبتة مـزحــة .. وفوجئتبحـــضورى ...... انتى بتتكــلمى .. بجـــــد ..... ايـــوه يا اختى .. البنت ماســــكة دماغى .. كل يوم وعلى طـــول عياط .... طيب ايــــه رأيك .. ادام المــوضـــوع كـــده .. نرســـم لها هلال .. وفى قلب الهلال صــــــليب .. علشــــان جــمـاعتكم .مــا يعترضـــوش .. ويقـــولوا كــــفـــــــــــــــــــر .... ومــا له .. يكــــون احســـــن برضـــــــه ...لمــــا خـــرجنـــا .. اصــــرت انجـيل ان نعـــود مرة اخـــرى الى البيت .. لنتناول الغذاء .. وافقت واســـعدك ذلك . وامسـكتىبيــد صـــاحبتك مــاريان وتـقــدمتــمانا فى مـــرح .. لمــا وصـــلنا الى محـل الرجل وكان بجــوار كنيســة العذراء .. وكانمســــيحى يعمل فى اصلاح الذهب والفضــة .. واحــيانا يدق بعض الرســــومات على اجســام من يطلب منه ذلك . وسـمعتهميـقولــــون .. انه كان بيدق عصـــــافير على عقول العامة وارباب الحـــرف .. منذ زمن بعــيد فى ايام مولــد العــذراء .شــــرحت له انجــيل ما جئــنا لاجــــله .. فا ســــــتغرب الرجـــل واطـــرق الى الارض .... لاء ... لاء ... مـش ممكن ...... ليــــه ياعم جـــرجــس ...الحــكايه كلها انك حاترســـم هلال وفى قلـبــــه صـــليب .... زى .. ايـــام ســــعد زغــلول يعنى ..... ايـــوه .. عليك نــــور .. زى ايام ســـعد زغـلـول يعنى .... ولـــيه حا ترســـمى على ايد بنتك هــلال بتـــاع المســــلمين .. دا كـــــفــــر .... يــا عم جــرجـس .. دى مســـــلمة وصـــلحبة بنتى مــاريان .. ومصـــرة انها ترســـم صليب على ايدها مثل صاحبتها .وده حـــل وســـط من افكارى .... طيب يا ســــتى خلصـــينا ..وســـحبتك طنط انجــيل من يدك .. وقدمتكى للرجـــل .. الذى اخــذ يرســـم على يدك فــوق الشـــــــريان .. بحـــرفية واتقانهــلال وفى قلـبـــه صــــليب .. فلما انتهى الــرجل كنتى فــرحــه جدا .. وســــحبت يدك .. ورحتى تريهــا لصــاحبتك ماريانومـــا ان رأت مـاريان ذلك . حـتى انـخـــرطت فى البكـــاء .. واخـــذت تخبط الارض بقــدميها .... عـــاوزة هــلال مثل ســـــالى .. عــاوزة هـــلال مثل ســـالى ...وعلا صــــوتها حتى احــدث ضــجة .. فنظـــر الرجــل الى طنط انجــيل .. وقـــال ..شـــــــوفتى عــمايلك الســـــودة .. اهى عــــاوزة هــــلال .. انتـــوا حا تعملوا لنـــا .. بـالبــلة فى البلــد .. ومش حا تســلمــوالا من المســـلمين .. ولا من المســـيحيين .. هـــوه ايــــه الجــنون دا يـــاربى .. صــــدقينى يــا انجــيل انتى مخـبولة انتىوصــــاحبتك .. كمـــان شـــــوية تـدخليها الكنيســـة ( تعــترف ) ولا تخـشـــــى معــاها الجــامع ( تصلى ركعتين ) .ردت طنط انجــــيل .... ومـــاله يا عم جــرجس .. كلنا بنعبد ربنــــا .. وكــلنا مؤمنين .. وربنــا حا يحـاسب الكل .. وما حــدش عارف مين اللىحـــا يــخــش الجـــنة ( الشـــــيخ ولا القــســيس ) . يــا اخـــويا ســــيبونا فى حـــالنا .. انتـــوا ايــــــــه ( ربنــــا ) .طــيب والعــدرا مـــريم .. والمســـيح الطاهـــر .. والنبى محــــمد .. لا انته داقق لمــريان هــــلال دلـــوقت اهــــــــــــوه .وبــهت الرجـــل وازعـن لكلام طنط انجــيل .. واخـــذ يــد مــاريان وراح يرســــم لها هــلال تحت الصــليب المــرســــوم .وانتى تنظــــرين وتبتســــمين فى ســـــعادة .. والرجل يتمتم فى غــضب .... لازم ابــــلغ ابـــــونا حنــــــا بالكلام ده .. لازم ابلغ ابــــونا حنـــــــا .... بـلغ يــــا اخــــويا .. طيب والله لا انا واخــــداهم الكنيســــــة .. وســــقياهم ( ميـــه مصـــلية ) وابقى حصـــلنا على هنـاكوخـــرجنا من عند الــرجل ونحن نضحك ..اخـــذنا نضــحك .. على طــريقة ســـرد ماما .. واجــترارها لـذكــريات مــرت عليها ســــنين .. وقبل ان تطلب منى عمل دورقــهــوة كالمعتـــاد .. اخــــذت مــاريان من يــدها .. وذهــبنا الى غـــرفتى .. واغلقنا الباب . وجــلســـنا على الســــرير . ورحنانحــكى .. وبــدأنا جلســــــة نميــمة ....... البنت ســـــــوزى .. طــــالعة فيهــــا اوى .. على طـــول عاوجـــة لســـانها .. وبتتكلم من مناخـــيرها .. تقوليش بنت بارمديـــلة .. هـــــا .. هـــــا ... بتقول ان ابـــوها مســــافر ( باريس ) وحا يجــيب لها فســــتان الفرح من هنـــاك ..... يــا اخـــتى .. دا بتلبس من زنقــــة الســـــتات .. وبيقـولـوا ان ابـــوها ( كان بياع على عربية كارو ) هـــا .. هــا .. هــا.. الـــــواد مـــوريس ابن خـــالتى ( طعـــمة ) ما ســــك دماغ ماما .. وعــاوز يتجـــوزنى ..... وانتى رأيــــك ايــــه ..... دا .. واد غلس .. واهــبل .. ودمـــه تقيل .. مــــا تجـــوزينى اخـــــوكى ( ايمن يا ســـــالى ) ربنـــا يخليكى .. الواد جميلوحــلو .. وعاقل .. وتقيل .. هــــا .. هـــــا .. هــــــــا .... البنت ســـــهام اللى كــانت فى تالتة اول ....هــــا ..هـــــا .. هـــــا ..... ســــــواق التاكـســــى .. امبــــارح قالى .. انه مهندس .. وعــنده شــــقة .. طلعت فيـــه ما خليتلوش .. وفرجـــت عليـــــــــهامــــة محـــمـــــد .. وعــيـســـى .. هـــــــــا ... هــــــــا ... هــــــا ..... يا ســــــــــــالى .. يا ســـــــالى .. اعملى قـــهـــــوة لطنط انجـــــيل ..... حــــا ضـــــر ياماما ..... مـش قلت لك ... هــــــــــا ... هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ........نـــــــــورهـــــــــــان صـــلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق