فوجئت بان الكثيرين لايعلمون شيئا عن الليبراليه وانه حين تنطق هذه الكلمه فيعتقدون انك تتكلم عن وجبه شهيه تؤكل فى طاجكستان وفوجئت بهذا حتى فى اوساط المثقفين فمنهم من يعتقد انها مثل الشيوعيه لاسمح الله وكلمه لاسمح الله هنا لان الكثيرين يعتقدون ان الشيوعيه هى الا لحاد والكفر بالله مع ان الشيوعيه هى نظام سياسى وليست اعتقاد دينى ولكن اولى الامر فى سابق العهود دأبوا على تسميه الشيوعيون بالملحدين حتى يثيروا العامه ضدهم ولا تصبح لهم ارضيه شعبيه فيقول واحد للاخر انظر الى فلان ده شيوعى فيرد عليه اخينا : شيوعى يعنى ايه فيرد الاول : كافر مش بيؤمن بربنا فيرد الثانى : اعوز بالله من غضب الله وهكذا دواليك انتشرت هذه الفكره بين اوساط العامه فاصبحت كلمه شيوعى هى مرادف لكلمه شيوعى والعياذ بالله برضه مع ان كثيرين يدينوا بالمسيحيه والاسلام كانوا يؤمنون بالشيوعيه كمذهب سياسى لا منهج دينى ونعود الى الليبراليه التى نحن بصدد الحديث عنها الليبراليه تعنى التحرر والاستقلال وهى تصنف الى عده تصنيفات اخرى فهناك الليبراليه السياسه والليبراليه الاقتصاديه والليبراليه الاجتماعيه وبالمعنى الحرفى وهو التحرر فهناك من يؤمن بالتحرر المطلق الغير مقيد بأى قيود وهناك من يؤمن بالتحرر النسبى المقيد بلوائح تحكمه ولكى اقرب المعنى : فى امريكا وبريطانيا توجد ليبراليه نسبيه فمثلا لايمكن السماح فى امريكا وبريطانيا لاى رجل او سيده بالسير عراه فى الشارع لان هذا سوف يخدش الحياء العام وايضا سوف يؤثر بالسلب على تربيه النشأ ولكن فى السويد حيث الحريه المطلقه مسموح لاى انسان ان يسير عاريا ولو انه غير مستحب اذا تطوع الليبراليه فى حدود المجتمعات بما فيها من قيم ورؤى خاصه للحريه واطرح مثالا اخر الليبراليه فى اوربا تسمح بالدفاع عن النازيه والتنظيمات المشبوهه بينما لايسمح بذلك فى اميركا بل ان النازيه تجرم بها لمجرد الاشتباه وهنا واعود ان الفكر الليبرالى ربما يكون جديدا علينا فى الشرق الاوسط ولكنه قديم فى التاريخ قدم الفكر البشرى فأوائل من فكروا به كان ذلك قديما وكان اوائل المفكرين هو ارسطو الذى نشر فكر حريه نقض الافكار والمعتقدات والسياسات مما ادى الى اعدامه نتيجه افكاره وقد دفع نفس الثمن العالم جاليليو الذى نشر نظريه كرويه الارض التى اثارت عليه رجال الدين واتهموه بمحاربه الاديان وادى هذا دائما وابدا الى صراع رجال الدين المسيحى مع السلطه وخصوصا بعد ان اتخذ الدين فى تحقيق مصالح شخصيه واغراض سياسيه وما كان من الحروب الصليبيه التى اتخذ منها الدين ستارا لتحقيق مأرب خاصه من الغزوات والفتوحات باسم الدين والدين منها براء هذا ادى الى ثوره الليبراليين على الدوله حتى يتم فصل الدين عن الدوله فيصبح ما لله لله وما لقيصر لقيصر وبفصل الدين عن الدوله تمكنت اوربا من عبور عصور الظلام الى عصر النهضه والتقدم العلمى والجميع يرى النتيجه فى الوقت الحالى وقد يعتقد الجميع انه بتطبيق الليبراليه سنعيش فى مجتمع دنس لا تسوده قوانين وسيسمح بالفوضى والثورات ولكن هذا الاعتقاد خاطىء فان حدود حريتك تقف عند حدود حريه الاخر وتأثره بها وهذا يعنى ان تكون حريتك مشروطه بعدم انتهاك حريه الاخر ويكفل هذا الاعلان العالمى لحقوق الانسان والذى ينص فى مادته ال18: لكل انسان الحق فى حريه التفكير والضمير والدين......... وحريه الاعراب عنه بالتعليم والممارسه كما نصت الماده ال19على: لكل انسان الحق فى حريه الرأى والتعبير كما اقرت البنود الاولى على ان حريه الفرد تقف عندما تتجاوز حريه الاخرين اى ان هذه الحريه مقننه بلوائح وقوانين تضمن تميزها وتضمن الحريه للجميع فى نطاق الاداب العامه والتقاليد السائده اذا اى مبدأ يسود على العامه لابد له من تشريع يحميه ويضمن حياديته وعدم تمييزه بين افراد الشعب جميعهم لا ان يطبق داخل فئه بعينها دون الاخرين والفكر الليبرالى هو فكر موجود فى معظم الافكار المعروفه حاليا فالفكر الديمقراطى يؤمن بالليبراليه فى جوانب معينه ولكن يختلف التطبيق لليبراليه فى مكان عن اخر فمثلا الراسماليه تعتمد على الليبراليه الاقتصاديه ولكنها محافظه فى المذهب السياسى لضمان الاستقرار ورجال الدين المتزمتون يؤمنون بالليبراليه الاقتصاديه ولكن لايؤمنون بالليبراليه الاجتماعيه اذا الفكر الليبرالى موجود لكن يطبق بمكاييل مختلفه ولكن هذه المكاييل المختلفه لاتخلق الليبراليه الحقه فالليبراليه الحقه تضمن حريه الجميع فى ممارسه معتقداتهم وارائهم وسياساتهم مع ضمان عدم تأثر الاخر بهذه السياسات وكمثال قد اكون ليبراليا ولكنى سوف ادافع عن اى انسان يتعرض للظلم سواء كان مسلما او قبطيا او بهائيا او شيوعي او او او طالما ان ممارسته لحريته لم تتعارض مع حريه الاخر قد ياتى كائن من قال ان الليبراليه ضد الدين اقول له ان الليبراليه هى احترام الدين واحترام معتقد الاخر قد تختلف مع الاخر ولكن ابدا لايؤدى هذا الى الصراع واخيرا اختم كلامى بمقوله فولتيير : قد اختلف معك فى الرأى ولكنى مستعد ان ادفع حياتى ثمنا لحريتك فى الدفاع عن رأيك د / وجيه رؤوف .
الاستاذ موريس صادق بين حرية التعبير والخيانه العظمى
قبل 13 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق