الجمعة، 24 أكتوبر 2008

الحلال بيين والحرام بيين ارحمونا بقى بقلم د / وجيه رؤوف


الحلال بيين والحرام بيين

كثيرا ما تعترى الدهشه بعض اصدقائى حينما يجدونى اتمسك اثناء حديثى معهم بلغه الحوار الاسلامى بما يحتويه من آيات كريمه او اقوال اسلاميه مأثوره ومع الوقت تزول دهشتهم لعلمهم بكثره اطلاعاتى الادبيه والاسلاميه كما ان نشأتى بجوار اخوتى وجيرانى المسلمين الذين اعتز بصحبتهم وجيرتهم قد حبتنى عندهم بمحبه خاصه ومنزله مقربه ولا اخفيكم سرا اذا قلت لكم ان الغالبيه من اصدقائى هم مسلمين واعتز بصحبتهم بل وافخر بها ,
وليس فى هذا ما يشين وليس عليه اعتراض دينى او معارضه فالمسيحيه اوصتنا بمحبه الجميع وودهم كمثل نفسك ,
كما ان الرسول بولس الذى كان يهوديا يضطهد ويقتل المسيحيين صارا مسيحيا واصبح فيلسوف المسيحيه قال فى اقواله المأثوره :
صرت مع اليهودى يهودى لكى اكسب اليهودى وصرت مع الاممى اممى لكى اكسب الاممى , فبعد ان كان سلاحه هو القتل والدمار اصبح سلاحه هو المحبه,
ولايختلف الامر كثيرا عند اخوتى المسلميين الذين يسيرون على القول الكريم القائل : ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن ,
والحقيقه انا من اشد الحزانى لما وصلت اليه حال الاحتقان الطائفى فى الفتره الاخيره وتسمع من هذا الجانب اشياء مثيره وايضا من الجانب الآ خر اشياء اكثر اثاره !! ولكن لنقف قليلا ونتسآل للجميع : هل فيكم من رشيد ؟؟!!
ان الاديان والمعتقدات قد جآأت لشىء واحد وهو عباده الله الواحد الذى نعبده جميعا بالاضافه الى عمل الخير والموده واجتناب الشرور من قتل وزنا وحسد .....الى آخره ,
ولكن المثير للعجب ان الجميع قد ترك هذه التعاليم السمحه وتفرغ للاقتتال واثاره الفتن وهو الشىء الذى نهت عنه الاديان جميعها كما ادى تصاعد وتيره الاحتقان الى سياسه الفرز الطائفى والتمييز العنصرى بين ابناء الوطن الواحد ولا يستطيع احد ان ينكر مظاهر هذا الفرز التى وصلت خطورتها الى معقل وزاره العدل المنوط بها الحفاظ على العدل وعدم التمييز بين ابناء الوطن الواحد مهما تعددت انتمائاتهم وعقائدهم ,
ولكن لنقف قليلا ونتريث ونتدبر الامر , ان الآيه الكريمه التى تقول :
(ان الحلال بيين والحرام بيين وبينهما امورا متشابهات ) لهى آيه واضحه اى ان الحلال حلال والحرام حرام فى الثوابت والعموم فلن تجد مثلا ان الاسلام حرم القتل بينما ايدته اليهوديه او المسيحيه وبنفس القياس الزنا والقتل .....ألخ
ولكن يتوهم البعض ان الكلام المنمق والمقوى بالسلطه سيذهب العقل ويغيب الفكر فاذا كانت المحاكم تصدر الاحكام فهناك من يراقب تلك الاحكام وسوف يتبين مع الوقت تجاوز الاحكام لطرف على حساب الطرف الاخر ولن يبرر الكلام المعسول الذى يقول لك فى كل حكم انظر الى حيثياته حيث انه ليس من العدل ولا من الفطنه ان تكون دائما حيثيات الحكم تغلب طرفا بعينه على الطرف الاخر , ومعلهش سامحونى احنا مش هنادوه ( وبنفهم برضه )
والغريبه ان الرأى العام الليبرالى يستنكر هذا وبوضوح
واننى لافخر انه يوجد تيار ليبرالى اسلامى داخل مصر يفخر به اى مواطن حر
وقد اعجبنى جروب على الفيس بوك باسم ( مسلمون من اجل ماريو واندروا )
ياللفخر ماذا اقول لقد اهتزت جوارحى لرؤيه جروب مثل هذا يصرخ ويقول :
نعم نحن مسلمون نعم ونؤكد اننا مسلمون ولكن لا للظلم ولا لظلم ماريوا واندروا ,
هكذا تكون روح المواطنه والمحبه تلك الروح التى تركت القيادات اصحاب السلطه والنفوذ والقانون وسكنت القلوب الطاهره التى تعلم الحق وتنطق به دون خوف من لومه لائم ,
تحياتى الى هؤلاء الاخوه المسلميين الطيبيين العادليين الذين يعرفون الحق ويبتعدون عن الباطل الذين يعلمون ان :
الحلال بيين والحرام بيبين ,
تحيه الى هؤلاء جميعا الذين يرفعون مشعل التنوير فى مصر والذين تعقد عليهم الآمال للخروج من الظلمه التى نعيش فيها فى الوقت الحالى ,
ودعوه الى الله عز وجل ان ينير بصيره المسئوليين عن الامن والمسئوللين عن العدل ان يهديهم الله الى عدله والى حكمته لكى يصينوا هذا الوطن ويحفظوا العدل الحق لكى يكونوا سببا لاستقرار هذا الوطن بدلا من يكونوا سبب فتنه هذا الوطن واستعماره ,
وقانا الله شر الفتنه وصانعيها
د / وجيه رؤوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق