هل الإحتفالات التى تُقام لشهداء الكنيسة وقديسيها إحتفالات روحية أم شعبية ؟؟ أعتقد أنها إحتفالات روحية فى المقام الأول ، لأن الإحتفالات الشعبية هى التى تجمع كلً من عموم أفراد الشعب وتغلب عليها الصفة القومية أو الوطنية والأمثلة كثيرة لمثل هذه وبالرغم من إنحسارها هذه الأيام . لقد كان يوما عصيبا يوم أن زهبت إلى دير الشهيد العظيم مار جرجس بالرزيقات للإحتفال المُقام (مولد ) وذلك بعد أن كنت خادما فى أيامة السبعة منذ عام 1977 تحت رعاية الأنبا أمونيوس أولا قبل أن تعزلة الأيادى البيضاء - ففى عام 76 وبعد رسامته تولى الإشراف على الدير ومعة مجموعة خُدّام من شباب الأقصر وإسنا وأرمنت لمعاونتة فى الحفاظ على مهابة المكان والإستفادة الروحية للزائرين فى المقام الأول ثم تأتى بعد ذلك الإستفادة المادية . - قد منع نيافتة المبيت فى الدير أثناء الموسم نهائيا وجعله قاصر على الزيارة إبتداء من الساعة الخامسة صباحا (بداية القداس الإلهى) حتى الساعة الحادية عشر مساءاً وكان ممنوع المبيت فى الدير منعا باتا حفاظا على هيبة المكان وروحانياتة (بالرغم من عدم وجود حياة رهبانية فى الدير فى ذلك الوقت). - وبعد القرار البابوى بتبعيتة للبطريركية مباشرة !! هو ودير الشايب فقد الدير مهابتة الروحية التى كان عليها .. وبسؤال قداستة فى احدى المحاضرات عن سبب هذا القرار(عام 78) أجاب بأنه سيأخذ الدير لمدة عشر سنوات لإصلاحة وتعميرة ثم يردة للإيبارشية مرة ثانية(وهذا موضوع أخر) ومرت على العشر سنوات عشر سنوات أخرى ولم يفى البابا بوعدة برّد الديرللإيبارشية وأعتقد أنه لن يُرّد. لأن إيرادات الدير أصبحت خيالية (أكثر من خمسة مليون جنية فى الأسبوع ) فأصبح سوق للبيع والشراء ومرتع للمعاكسات والإنحرافات !! واللجان التى تولت الإشراف على الموسم كانوا مختلفى الأهداف فالمتنيح الأنبا بموا ومعة الأنبا أغاثون المتنيح كان سعيهم روحى ،وأضيف إليهم الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى ، ثم الأنبا هدرا والأنبا باخوم ومعهم القمص مقار الرزيقى رئيس الدير ، ثم جاءت لجنة للإشراف على أعمال اللجنة الأولى مكونة من الأنبا مرقص والأنبا بطرس ، ثم لجنة من الأنبا مرقص والأنبا بيمن والأنبا ساويرس والأنبا كيرلس "لم يستمر الأنبا كيرلس لأن أهدافة لم تتفق مع ميولهم فدُبرت له مؤامرة وترك اللجنة "وبعد ذلك جاء الأنبا يؤانس كمشرف ومراقب على أعمال اللجنة بعد أن تركها الأنبا ساويرس وأصبحت اللجنة مكونة من الأساقفة يؤانس ومرقص وبيمن ومعهم الأنبا هدرا لتحسين الصورة والذى لم يخرج من قلايتة طوال الفترة إلا للمقابلات الرسمية ولكن ...ما الفائدة الروحية التى تريد الكنيسة أن تُعلمها لأبنائها من إقامة هذه الموالد والإقامة بها؟؟ !! ألا تروا معى أن هذه الإحتفاليات دليل على التمويه الروحى ؟ وعدم التعليم الصحيح للشعب ودفعة لممارسات غير روحية !! نحترم القديسين – نعم نحترمهم ، ونطلب شفاعتهم فى كل صلواتنا، ولكن القديسين أنفسهم لن ترضيهم مثل هذه الإحتفاليات ، فالذى يحدث يسيئ اليهم أولاً ويسيئ إلى الكنيسة .ويسيئ للشعب ، إن القديسين إستشهدوا للحفاظ على إيمان المسيح وكرامة شعبة للثبات فيه، فهل نُقصر هذا التكريم والحب على مجرد إحتفال وإقامة ؟؟ !! لقد تخّلت الكنيسة عن دورها الإيجابى فى الخدمة والتعليم الصحيح لجذب النفوس البعيدة لمعرفة الله لتصبح لها عشرة مقدسة معه وحب يملئ القلب ، إلى دور أخر أكثر سهولة هو الدور الغير إيجابى وهومحاولة الإستفادة من طاعة الشعب إلى دفعة لسلوكيات غير روحية ، إن الإحتفال بمولد شهيد يجب أن يكون إحتفالا ً روحيا يتناسب مع مكانة الشهيد ، يخرج الزائر منه وهو مشحون بالروحانيات التى تعينة فى كل أمور حياتة دون هذا الإبتزاز الروحى ... - لا شك أن الهدف الأساسى من إقامة هذه الموالد مادى بحت !! وهذا الكلام بإعتراف أحد أعضاء اللجنة البابوية والمستشار الإعلامى للكنيسة إذ قال لى بالحرف الواحد إحنا هنا عايزين الفلوس مش النفوس وبدون أى تعليق يتضح لنا الهدف الأساسى!! إن الأموال التى يدفعها الشعب ( تبرعات - نذور– إيجارات –ذبائح ) فى هذا الأسبوع أصبحت مثاراً للضجر . - يدعون الشعب لزيارة الدير ويعدونة بإيجاد كل السبل لراحتة فلا يجد مكان لراحتة ، إذ قامت اللجنة بإلغاء المضيفة وتحويلها إلى مائدة للسادة الضيوف الذين يأتوا لمدة نصف يوم فى الأسبوع كلة ، فالضيوف أهّمْ من الشعب !! أن زائرين الدير خاصة زائرى اليوم الواحد هم من موظفى الدولة المرموقين أو التجار ومعهم أسّرهم فأين هؤلاء يستريحوا!!! مبنى القلالى يوجد به مائدة للأباء الأساقفة ويمكن أن يستضيفوا عليها الضيوف ، فالمائدة الرهبانية الأن ليست محظورة كما كانت سابقا لأن هناك الكثيرين يدخلونها من أصدقاء الرهبان وزويهم ، ولن يُلام الدير إن كانت المائدة ليست فاخرة لأنه الوضع الطبيعى لمائدة الدير أن تكون عادية فالمهم هو ما على المائدة وإن كان هذا أيضا يؤخذ على الدير.!! كذلك ليس من الإحترام لزائرى الدير أن تُغلق أبوابة عند حضورهؤلاء الضيوف ويُمنع دخول أو خروج الذائرين إلى إنتهاء الزيارة !! أليس فى هذا إنتهاكا وعدم إحترام لرغبات الزائرين فى البقاء من عدمة.. - حق الذائرين فى الخدمات العامة الأنسانية ؟؟ !! دورات المياة التى يجب أن تغطى إحتياجات الزائرين وتتناسب مع الأعداد المتزايدة ، فمن غير المعقول أن دورات المياة التى بُنيت من أيام المتنيح الأنبا بموا(30 سنة تقريبا) تظل كما هى دون أية عناية أو إهتمام أو مراعاة لأية مشاعر للزائرين وأعتقد أن قداسة البابا لا يرضية مثل هذا الإهمال فى حق الزائر، واللجنة المشرفة على الدير لا تُعطى للبابا أية بيانات عن حالة الدير وما ينقصة من خدمات ، حيث أن الحسابات هى الأهم بالنسبة لهم ، فهى من الشعب وليست للشعب ، الذى أهملوا حقوقة فى هذه الخدمات الأنسانية فى المقام الأول ـــــــ وقد أقترح أحد الخدام على الدير أن يُحضروا عربات مجهزة كدورات مياة نظيفة ويكون لها رسم إستعمال رمزى يدفعة كل من يريد وهى من الناحية الإستثمارية مثمرة جدا وستغطى تكلفتها فى أول ثلاثة أيام وبه نكون قد أرحنا الزائر من المناظر السيئة والروائح الغير إنسانية التى يُجبر عليها ، وتكلفة هذه العربات لا تمثل شيئا بالنسبة للدخول المهولة التى يدفعها هؤلاء الزائرين المخدوعين.. - المحلات التجارية التى خارج وداخل الدير لا يوجد لها مكان لصرف المياة الغير نظيفة والمتخلفة من أعمال شتى مثل الشاى والطهى ..الخ فيجدوا أنفسهم مضطرين إلى إلقائها فى الشارع العمومى فتسير فى الشارع وتمتلئ الأرجل بالطين والأوحال وتتذكم الأنوف من الروائح الغير إنسانية والغريب أنه مسموح للعربات أن تمر فى هذه الشوارع الخارجية ولك أن تتخيل ياعزيزى ماتقذف به هذه العربات أثناء سيرها من أوحال تلتصق بك فى رزالة مُهينة. وهناك الكثير الذى لا أستطيع أن أصّرح به حفاظا على كرامة المكان الذى جعلوة مغارة اللصوص ..وفى ظنى أنه يمكن أن نحافظ على مهابة هذه الإحتفالات كما يلى :- 1 – أن يكون الإحتفال قاصر على الزيارة فقط دون المبيت بمواعيد محددة كما كانت أيام حرب أكتوبر وأيام الأنبا أمونيوس ، وذلك لن يؤثر على دخل الدير نهائيا من جهة التبرعات والنذور والذبائح . 2 – أن يكون هناك إهتمام جدىّ بالزائرين من ناحية الخدمات الأنسانيه من - مياه شرب – دورات مياه نظيفه . 3 – عودة المضيفة كما كانت لراحة الزائرين وأسرهم وصيانة كرامتهم وكرامة أبنائهم وبناتهم . 4 – الكنيسة ليست فى إحتياج هذه الأيام إلى الماديات قدر حاجتها الماسة إلى الروحيات فلتتخل عن جزء من هذا الدخل مقابل أن تعلم أبنائها الروحانية المستفادة من التبرك بزيارة الأديرة . 5 – التعليم الصحيح والتوعية السليمة التى تجعل الشعب يحترم القديسين ويحتفل بهم فى حدود المحافظة على هيبتهم وكرامتهم التى نالوها بإستشهادهم لأجل الحفاظ على هيبة المسيح وليست بيعه . 6 – عدم المغالاه فى أسعار الخدمات المقدمة للزائرين فيكفيهم الأسعار الخارجية ، ولابد للأديرة أن تكون فى خدمة الشعب بأن تقدم له خدمات بأسعار ليست مبالغة ، ليشعر الناس أنها خدمة وليست تجارة 0 لم تكن الكنيسة يوما تسعى للماديات ولكن سعيها هو خلاص النفوس وتحريرها من سيطرة الماديات على الروحيات ،إن الله لن يحاسب المسئولين عن كمّْ الأموال التى جمعوها للكنيسة أو عدد المبانى التى أقاموها أو عدد الإحتفالات المُقامة للقديسين والشهداء ولكن سيحاسبهم عن كمّْ النفوس التى جذبوها لمعرفة الله ، والإقتداء بهؤلاء القديسين والشهداء 0
الاستاذ موريس صادق بين حرية التعبير والخيانه العظمى
قبل 13 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق